مصادر عربية بتونس: تعاظم الاتجاه الداعي لإبعاد عرفات في إسرائىل

TT

ذكرت مصادر دبلوماسية عربية في تونس لـ«الشرق الأوسط» ان التيار اليميني المتطرف داخل الحكومة الاسرائيلية والذي يدعو الى ابعاد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات عن الاراضي الفلسطينية قد بدأ يتعاظم خلال الايام القليلة الماضية وخاصة بعد قرار الحكومة الاسرائيلية احتلال بيت الشرق بوصفه رمزا من رموز منظمة التحرير الفلسطينية.

ويرى هذا الجناح اليميني في الحكومة الاسرائيلية ان ياسر عرفات قد أصبح يشكل خطرا كبيرا على اسرائيل وانه قد تحول من رمز للسلام الى رمز للانتفاضة والمقاومة وحول السلطة الفلسطينية القائمة على اتفاقيات اوسلو الى حركة تحرر وطني تتبنى كل الخيارات السياسية والعسكرية.

وتضيف هذه المصادر بانه في حال ابعاد الرئيس ياسر عرفات من الاراضي الفلسطينية فهناك عاصمتان عربيتان على الاقل هما القاهرة وتونس مرشحتين لاستضافة عرفات ومقراته وان الدلائل تشير الى ان القاهرة هي الاكثر حظا لاعتبارات عدة منها القرب الجغرافي من فلسطين ومركزها السياسي الاقليمي والدولي بالاضافة الى انها مقر جامعة الدول العربية الا ان تونس تبقى هي الاخرى عاصمة مرشحة لاستقبال ابو عمار على اعتبار انها لا تزال المقر الرسمي لمنظمة التحرير الفلسطنية وما زال للرئيس ياسر عرفات حتى الآن مقر رسمي بها بالاضافة الى حرية اتخاذ القرار السياسي الذي تمتعت به منظمة التحرير الفلسطينية طوال فترة وجودها في تونس من 1982 الى 1994.

وترى هذه المصادر ان قيام اسرائيل باحتلال بيت الشرق يعتبر رسالة منها الى ياسر عرفات تعني تخليها عن اتفاقية اوسلو وما ترتب عنها ولذلك فان كل الاحتمالات مفتوحة وان الرئيس عرفات الذي دخل الى الاراضي الفلسطينية في اطار معادلة دولية قامت على أساس اوسلو قد اصبح معرضا لاجباره على مغادرة الاراضي الفلسطينية.

ولا تستبعد هذه المصادر الدبلوماسية ان يقلب الرئيس ياسر عرفات مائدة المفاوضات السياسية على رأس اسرائيل وان يرفض مهما كانت الضغوط والرسائل مغادرة الاراضي الفلسطينية ويضع اسرائيل وحلفاءها والاتحاد الاوروبي امام مسؤولياتهم التاريخية حيث ان هذه الاطراف بالاضافة الى جهات عربة كبرى هي التي دفعته الى تبني خيار السلام كخيار استراتيجي.