الوفد المغربي المنسحب من مهرجان الشباب العالمي يتهم الأمن الجزائري بالمشاركة في الاعتداء عليه

الهيئات السياسية بالرباط حملت السلطات في الجزائر مسؤولية المواجهة بين شباب المغرب و«البوليساريو»

TT

أدانت الهيئات السياسية المغربية الاعتداءات التي تعرض لها وفد الشباب والطلبة المغاربة المشاركين في المهرجان الخامس عشر للشبيبة والطلبة المنظم بالعاصمة الجزائرية من 8 الى 16 أغسطس (آب) الحالي وأدت الى اصابة 10 شبان مغاربة بكسور وجروح بعد أن هاجمهم وفد «البوليساريو» المشارك في نفس التظاهرة. واتهم اعضاء الوفد المغربي رجال الأمن الجزائري بـ«الضلوع» في هذا الاعتداء.

وفي بيان صدر أمس في الرباط، اتهم الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية (قائد التحالف الحكومي الحالي) «الأجهزة الجزائرية» بـ«استدراج جزء من وفد الشباب المغربي وعزله، وتركه عرضة للاعتداء من قبل عناصر مسخرة للقيام بهذا الاعتداء». وحمل الاتحاد الاشتراكي «السلطات الجزائرية، المفروض فيها ضمان أمن وسلامة المشاركين في المهرجان، كامل المسؤولية في ما حصل»، ملاحظا أن «السلطات الجزائرية لم تبادر حتى بالاعتذار عما حصل ضدا على كل الأعراف الجاري بها العمل دوليا». من جهته، حمل حزب الاستقلال، في بيان أصدره أمس، «كامل المسؤولية للسلطات الجزائرية التي لم توفر الأمن الضروري لحماية الوفود من كل ما يعكر صفو أمنها»، فيما طالب الفريق البرلماني للحزب بعقد اجتماع عاجل للجنة الخارجية والدفاع الوطني.

وكتبت صحيفة «العلم» في صدر صفحتها الأولى أمس أن «الاعتداء السافر والعنيف الذي مارسه الانفصاليون ضد أعضاء الوفد المغربي كشف تورط السلطات الجزائرية بموقفها السلبي من المشاركة المغربية في المهرجان العالمي للشباب والطلاب وعدم اتخاذها التدابير الأمنية الضرورية لحماية الوفد المغربي، متخلية بذلك عن الالتزامات المفروضة عليها كبلد مضيف لمهرجان كبير يضم حوالي 15 ألف مشارك». وأضافت أن «النوايا السيئة للسلطات الجزائرية من المشاركة المغربية في مهرجان الشباب والطلاب ظهرت قبل انطلاق المهرجان بأسابيع عندما حرصت على تضخيم عدد أعضاء وفد الانفصاليين في المهرجان وجعلته من أكبر الوفود المشاركة انطلاقا من رغبتها في استغلال المهرجان للترويج مجددا لفكرة الانفصال المتآكلة».

كما كتبت صحيفة «الاتحاد الاشتراكي» قائلة «ان استهداف وفد المنظمات الشبابية المغربية كان واضحا وممنهجا منذ اليوم الأول حيث فوجئ الوفد الشبابي بإقحام يوم تضامني كامل مع البوليساريو ضمن برنامج اليوم الأول للمهرجان وذلك بدون استشارة مع الوفد المغربي وباقي الوفود العربية التي استغربت تخصيص يوم كامل لقضية وهمية، فيما لم تحظ بذات الاهتمام لا القضية الفلسطينية ولا العراقية. وأضافت أن أهداف المنظمين من استفزاز الوفد المغربي كانت واضحة كما أن «مسؤولية السلطات الجزائرية عن ضمان أمن المشاركين لم تكن في مستوى استضافة مهرجان بهذا الحجم».

وذكرت مصادر مغربية أن السلطات الأمنية الجزائرية والمنظمين «حشرت المغاربة وسط كماشة من الانفصاليين بلباس عسكري وقادت بعضهم الى مكان الاعتداء وامتنعت عن التدخل». وأشارت الى أن المنظمين عمدوا بعد المواجهة المباشرة التي دامت نحو ساعة بين الوفد المغربي والانفصاليين الى «فتح باب جانبي لإخراج المرتزقة ثم تطويق ومحاصرة الوفد المغربي بسلاسل بشرية»، مؤكدة أنه تم توثيق وقائع الاعتداء على الوفد الشبابي المغربي بكاميرا فيديو. وأضافت أنه بعد انتهاء المواجهات دفع بالوفد المغربي نحو مكان به وفد «كوبي اللباس والرايات، لكنه صحراوي السحنة التحق به بعد ذلك انفصاليون بالأعلام واللافتات» دخلوا مع مغاربة في شد وجذب «على مرأى من المنظمين والأمن الجزائري الذي لم يتحرك بتاتا» مما تسبب في «سقوط مغربيين واصابة أحدهما بكسر في يده والثاني برضوض في الظهر».

وتابعت المصادر ان الاعتداءات على الوفد المغربي استمرت حتى بعد انتهاء الحفل، اذ أن «بعضا ممن انتحل صفة منظمين قادوا نحو 15 مغربيا كانوا ينتظرون في موقف الحافلات الى مكان فيه انفصاليون مدججون بالعصي والهروات وباعداد كبيرة هاجموهم وأشبعوهم ضربا»، مما تسبب في اصابة مغربي بكسر في يده، فيما أصيب آخر في وجهه ومشاركتان في مناطق مختلفة من جسميهما. وذكر مشاركون أن الوفد المغربي تعرض منذ وصوله الى مطار هواري بومدين بالعاصمة الجزائر الى جملة من «المضايقات والتحرشات بشكل ممنهج»، اذ تم «اختلاق عراقيل» في المطار الجزائري جعلت الوفد المغربي يقضي نحو ست ساعات في قاعة الاستقبال، مذكرة في السياق ذاته بـ«المماطلة في منح التأشيرات» للوفد المغربي اذ لم يتسلمها الا ساعة قبل اقلاع الطائرة. وضم الوفد المغربي 141 عضوا من خمس منظمات شبابية تمثل أحزاب الكتلة الديمقراطية المشاركة في الحكومة الحالية، وهي الشبيبة الاستقلالية والشبيبة الاشتراكية والشبيبة الاتحادية وحركة الشبيبة الديمقراطية والاتحاد العام لطلبة المغرب.