ميرو أول رئيس وزراء سوري في العراق منذ أكثر من 20 عاما

المعارضة الأردنية رحبت بالزيارة وعزت منع سفر المسؤولين العراقيين عبر عمان إلى أسباب أمنية

TT

وصل الى بغداد جوا امس رئيس الوزراء السوري محمد مصطفى ميرو في زيارة رسمية للعراق هي الاولى لمسؤول سوري بهذا المستوى منذ اكثر من 20 عاما، حسبما افادت وكالة الانباء العراقية. ووصل ميرو، الذي يرافقه وفد من رجال الاعمال، الى مطار صدام حسين على متن طائرة سورية، بحسب المصدر ذاته.

ويشارك رئيس الوزراء السوري في اعمال اللجنة المشتركة بين البلدين وسيجري مباحثات مع نائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان بشأن سبل زيادة حجم التبادل التجاري. ويقدر حجم التبادل التجاري بين البلدين بحوالي 500 مليون دولار ويطمح المسؤولون في البلدين الى رفع هذا الرقم الى مليار دولار. يذكر ان العلاقات الدبلوماسية بين العراق وسورية قطعت في 1980 خلال الحرب العراقية ـ الايرانية ولكنها عادت فتحسنت سنة 1997 عندما بدأت عملية التطبيع بفتح منفذ حدودي بين البلدين للوفود الرسمية والتجارية.

وفي 1998 وقع البلدان اتفاقا يتناول اصلاح خط انابيب النفط الذي يربط حقول النفط في كركوك شمال العراق بمرفأ بانياس السوري على المتوسط وتصل قدرته الى 4.1 مليون برميل، بعد توقفه في 1982. وفي مارس (اذار) من العام الماضي، فتح قسم لرعاية المصالح العراقية في العاصمة السورية وارسلت بعثة دبلوماسية عراقية لادارته. وفي مايو (ايار) الماضي فتحت سورية قسما لرعاية مصالحها في بغداد. والغى البلدان اخيرا تأشيرة الدخول على مواطنيهما الى البلدين.

الى ذلك، رحبت المعارضة الأردنية بزيارة رئيس الوزراء السوري الى بغداد وزيارة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات المرتقبة الى دمشق، مؤكدة أن «هاتين الزيارتين تعتبران خطوة في الاتجاه الصحيح». وأكدت مصادر معارضة أنها «مع كل خطوة عربية من شأنها تحقيق التضامن بين الدول العربية وتعزيز قدراتها وتطوير إمكانياتها وتوحيد مواقعها وتمكينها من مواجهة التحديات التي تحدق بها». كما أكدت «أهمية التقارب السوري ـ العراقي في هذه المرحلة بالذات لا سيما أن هناك إرتياحاً عراقياً للمواقف السورية على المستويين السياسي والاقتصادي، خاصة بعد موقف سورية الرافض للعقوبات الذكية على العراق»، موضحة أن «زيارة ميرو لبغداد تأتي في إطار تطوير العلاقات الثنائية لا سيما أن الرئيس بشار الأسد بعث برسالة تهنئة للرئيس العراقي صدام حسين بذكرى ثورة 17 يوليو (تموز) وهي الرسالة الأولى من نوعها منذ 20 عاماً».

وأوضحت المصادر أن «قرار العراق بسفر مسؤوليه الى الخارج عبر دمشق بدلاً من عمان تعود لأسباب أمنية حيث تقوم طائرة عراقية خاصة (صقر الخليج) بنقل المسؤولين العراقيين الى دمشق». وأكدت المصادر أن «التقارب السوري ـ الفلسطيني يصب في مصلحة القضية الفلسطينية وتعزيز الصمود العربي في مواجهة التحديات الصهيونية»، معربة عن أملها في أن «تشكل زيارة عرفات المرتقبة الى دمشق نواة لمحور فلسطيني سوري لبناني لمواجهة الغطرسة الاسرائيلية وإعادة عملية السلام الى مسارها الصحيح».