لاجئون عرب وأكراد يفرون من غلاسجو والأمم المتحدة تندد بسوء معاملة اللاجئين في بريطانيا

TT

تناقلت وسائل الاعلام البريطانية أمس خبر فرار عائلتين صوماليتين لاجئتين من منطقة سايت هيل في مدينة غلاسجو الاسكوتلندية الى لندن اثر تلقيهما تهديدات عنصرية. وذكرت الصحف أن العائلتين اللتين تضمان نساءً و أطفالاً تتراوح أعمارهم بين أربع وخمس سنوات، اضطرتا للمكوث خمسة أيام في غلاسجو حيث تعرضتا للشتم والضرب. ولما وصلتا الى لندن، رفضت السلطات الحكومية المختصة مساعدتهما مما أجبرهما على النوم ليلة واحدة في العراء.

وأشارت صحيفة «الغارديان» الى أن عدداً من اللاجئين اللبنانيين والفلسطينيين والاكراد غادروا منطقة سايت هيل السكنية، بعدما شعروا بأن حياتهم باتت في خطر لوجود ناشطين عنصريين في المنطقة التي شهدت جريمة قتل اللاجئ الكردي التركي فرزات يلديز (22 عاماً) الاحد الماضي. ويذكر أن المجلس البلدي في غلاسجو أعلن عن تجميد عملية اسكان مزيد من اللاجئين في منطقة سايت هيل التي تُعد من أكثر مناطق بريطانيا فقراً. الى ذلك، أعربت مفوضية الامم المتحدة للاجئين عن قلقها ازاء المعاملة التي يتلقاها اللاجئون في بريطانيا. وأضافت ان تشويه صورة اللاجئ الاجنبي في صحف بريطانية واسعة الانتشار، فضلاً عن مواقف بعض السياسيين البريطانيين شجعت العنصريين على شن هذه الحملة التي تمخضت حتى الآن عن مقتل يلديز واصابة آخرين بجروح بليغة.

من جهتها، أكدت متحدثة باسم «مجلس اللاجئين الاسكوتلندي» لـ«الشرق الأوسط» ان «سبب تردي الوضع الى هذه الدرجة هو (سياسة) التوزيع التي تطبقها الحكومة وارسال طالبي اللجوء الى مناطق لا تلبي حاجاتهم التعليمية والصحية والاجتماعية... ونُفذت عملية التوزيع من دون دراسة كيفية تأمين متطلباتهم الاساسية». وعبرت عن أسفها لأن «جريمة قتل اللاجئ يلديز وقعت في وقت بدأ فيه الهدوء يخيم على العلاقات الاثنية في منطقة سايت هيل لاسيما أن الانفاق زاد لتحسين ظروف المعيشة كما تم توفير مزيد من المترجمين لمساعدة اللاجئين». ونفت صحة التقارير التي ذكرت أن عدد اللاجئين الذين أرسلوا الى سايت هيل يربو على 5000 لاجئ، موضحة أن «عدد اللاجئين الذين يعيشون في المنطقة هو أقل من ذلك بكثير. أعرف أن غلاسجو كلها استقبلت حوالي 3500 لاجئ تم اسكان بعضهم في مناطق أخرى غير سايت هيل». وأشارت الى وقوع «حوادث ذات طابع عنصري في مناطق أخرى في غلاسجو، لكن سايت هيل كانت ميداناً لأقسى الاعتداءات العنصرية الموجهة ضد اللاجئين لأنها منطقة محرومة لا تنال حظها من الرعاية».