مظاهرات في سكوبيه تطالب بإلقاء الألبان في غرف الغاز ومخاوف غربية من عدم توقيع اتفاق السلام غدا

TT

خرجت حشود من الجماهير الغاضبة مساء اول من امس الى شوارع العاصمة المقدونية سكوبيه وهي تهتف بشعارات مناهضة للغرب. وعملت قوات الأمن المقدونية على ابعاد المتظاهرين الذين يتهمون الغرب بتشجيع تمرد المقاتلين الألبان، بعيدا عن مقار السفارات الغربية في سكوبيه. وقام في وقت سابق حشد اخر مكون اساسا من شبان، غطوا رؤوسهم بقمصان لاخفاء هوياتهم، بمسيرة وسط المدينة وهم يهتفون «الالباني الطيب الوحيد هو الالباني الميت» و«القوا بالالبان في غرف الغاز». في الوقت ذاته، أعرب الوسطاء الدوليون عن قلقهم ازاء امكانية توقيع اتفاق سلام بين الحكومة المقدونية والمتمردين الألبان غدا (الاثنين) كما هو مقرر. ومن المنتظر أن تقام مراسم توقيع الاتفاق في موعدها لكن مصدرا دبلوماسيا قال انه ليس بوسع أحد التيقن من أن الاتفاق سيجد طريقه الى النور في ذلك اليوم. وكان ثمانية جنود مقدونيين قد قتلوا وأصيب ستة آخرون بجراح اثر انفجار ثلاثة ألغام تحت شاحنة كانوا يستقلونها قبل 3 ايام، وقال متحدث باسم الجيش المقدوني ان الحادث وقع على بعد عشرة كيلومترات شمال العاصمة المقدونية بالقرب من بلدة ليوبانسي. ومن المتوقع أن يشكل هذا الحادث تهديدا جديدا لاتفاق السلام المبدئي الذي توصل اليه ممثلو الحكومة المقدونية وزعماء الأقلية المتحدرة من أصل ألباني يوم الأربعاء الماضي عقب مقتل عشرة جنود مقدونيين في كمين نصب لرتل من العربات العسكرية. وقال دبلوماسيون ان الأيام القليلة القادمة ستكشف عما اذا كان من الممكن انقاذ اتفاق السلام، لكنهم أعربوا عن تشاؤمهم. يذكر أن المقاتلين الذين يحاربون من أجل الحصول على قدر أكبر من الحقوق للأقلية المتحدرة من أصل ألباني كثفوا هجماتهم مؤخرا سعيا للاستيلاء على مدينة تيتوفو. ووصف متحدث باسم الجيش المقدوني المعارك الأخيرة في مدينة تيتوفو بأنها كانت من أكثر المعارك ضراوة منذ بدء القتال بين الجانبين. وذكرت الاذاعة المقدونية أن تيتوفو تحولت الى مدينة أشباح. واعترف المبعوث الأوروبي فرانسوا ليوتار بأن التصعيد الأخير في حدة القتال يهدد الاتفاق الذي توصل اليه الجانبان. واقترحت الينكا ميتريفا وزيرة خارجية مقدونيا قيام المجتمع الدولي بتحرك اكثر صرامة للمساعدة في انهاء انتفاضة من جانب المتحدرين من اصل الباني قائلة انهم لن يوافقوا على خطة لتسليم اسلحتهم الى قوات حلف شمال الاطلسي. واعلنت الحكومة المقدونية الحداد العام امس بعد مقتل سبعة جنود مقدونيين بسبب لغم ارضي انحي باللائمة فيه على الالبان، في الوقت الذي دفعت فيه اعمال العنف المتصاعدة مقدونيا الى حافة حرب كاملة. وقالت ميتريفا في رسالة مفتوحة الى الامم المتحدة وحلف شمال الاطلسي والاتحاد الاوروبي ان اعمال العنف اظهرت ان المقاتلين الالبان لن يقبلوا خطة لنزع السلاح طواعية على الرغم من اعتزام الاحزاب السياسية الرئيسية المقدونية والالبانية للتوقيع على خطة للسلام يوم الاثنين المقبل. وقال حلف شمال الاطلسي انه سيرسل ما يصل الى 3500 جندي مسلح باسلحة خفيفة فور بدء تطبيق خطة السلام، والاتفاق على عفو وتعهد جيش التحرير الوطني الالباني بتسليم الاسلحة طواعية لجنود الحلف.

لكن ميتريفا قالت: «الآن هي اللحظة المناسبة ليعمل المجتمع الدولي بشكل فعال». ولم توضح مقترحاتها ولكن دول حلف شمال الاطلسي تعارض بشكل كبير التورط في مهمة حفظ سلام ثالثة في البلقان. ونهب مقدونيون متاجر في العاصمة سكوبيه مساء الجمعة الماضي احتجاجا على مقتل سبعة جنود. وبدأ ما بين 300 و400 شخص بعضهم مسلح بقضبان حديدية في مهاجمة متاجر في ضاحية غربية بسكوبيه في الطريق المؤدي الى بلدة تيتوفو التي تقطنها اغلبية البانية. ورأى شاهد عيان المحتجين يهاجمون ثلاثة متاجر على الاقل بعضها يملكها سكان متحدرون من اصل الباني.