قال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الكويتية إن «الحكومة الروسية عازمة هذه المرة على التحرك والضغط على النظام العراقي لحل مشكلة الأسرى والمفقودين الكويتيين».
وأشار المصدر الذي رفض الإفصاح عن اسمه في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، الى أن «لقاء النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء الكويتي ووزير الخارجية الشيخ صباح الأحمد مع سفير المهمات الخاصة بوزارة الخارجية الروسية نيكولاي كارتوزوف صباح أمس، كان الهدف الرئيسي من ورائه بحث أوضاع المنطقة، خاصة ما يتعلق بالنظام العراقي»، مؤكدا أن «الشيخ صباح الأحمد أصر على أن قضية الأسرى هي ما تهم الحكومة الكويتية، بالاضافة الى تطبيق قرارات مجلس الأمن».
وحول الحديث عن وساطة روسية لعودة العلاقات بين الكويت والعراق، أوضح المصدر أن «الحكومة الروسية تعي تماما ان الكويت ليست مستعدة لمثل هذا الانفراج، خاصة ان النظام العراقي لم يقم بأي أمر يدعو للاقتراب منه بل للنفور، بسبب نوايا هذا النظام الذي لم يغير من عدوانيته ويصر على تجاوزاته الدولية وخرق أبسط حقوق الإنسان»، مبينا أن «نيكولاي كارتوزوف كان مهتما بقضية الأسرى وطلب من الكويت بعض المعلومات التي من شأنها مساعدته حينما يبدأ طرح القضية على النظام العراقي».
وكشف المصدر النقاب عن «لقاء كارتوزوف بالنظام العراقي الفترة الماضية»، موضحا أن «روسيا تضغط كثيرا على هذا النظام وذكرت له أنها لا تستطيع مواصلة الوقوف بجانبه ما لم يساعد نفسه في العديد من القضايا أهمها تطبيق القرارات وإنهاء مسألة الأسرى والمفقودين»، لكن المصدر أشار في نفس الوقت الى أن «روسيا ترفض العقوبات الذكية لأنها ترى أن هذه العقوبات تهدف الى تحطيم الشعب العراقي».
وعلى صعيد متصل، قال سفير المهات الخاصة الروسي إن «موسكو ستواصل بذل مساعيها لدى العراق من أجل إيجاد حل لكل المشاكل العالقة بين الكويت ونظام بغداد».
وأوضح كارتوزوف في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا)، عقب اجتماعه مع الشيخ صباح الاحمد «اهتمام بلاده بإثارة قضية المفقودين مع العراق في كافة المستويات»، مشيرا الى أن «موسكو تتحدث باستمرار مع العراقيين بهذا الخصوص».
وحول مضمون رسالة وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف والتي سلمها للشيخ صباح، قال كارتوزوف الذي يتوجه اليوم الى السعودية ليلتقي عدداً من المسؤولين هناك، إنها «تتعلق بقضايا عدة أبرزها القضية العراقية»، مشيرا الى أنها «تتعلق كذلك بالعلاقات الثنائية وسبل تفعيلها». وقال إن «العلاقات الكويتية ـ الروسية تسير بشكل مرض وجيد جدا»، معربا عن «تمنياته بأن تشهد مزيدا من التطور في المجالات السياسية والتجارية والاقتصادية والثقافية».
من جهة أخرى، قال نيكولاي إنه «تم خلال اجتماع أمس، تبادل وجهات النظر حيال الاحداث المؤسفة والمقلقة في الاراضي المحتلة»، مؤكدا «تطابق وجهات نظر البلدين حول ضرورة ايجاد حل سريع لمواجهة ذلك التصعيد وايقاف قتل الابرياء من الجانبين».