الدول الإسلامية تطلب اجتماعا لمجلس الأمن لإرسال مراقبين.. وواشنطن تلوح بالفيتو

TT

أجرى مجلس الأمن مشاورات غير رسمية مغلقة ليلة أول من أمس لبحث دعوة مجموعة دول منظمة المؤتمر الإسلامي لدى الأمم المتحدة التي طالبت بعقد اجتماع طارئ للمجلس لبحث الوضع المتدهور الخطير في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وقالت رسالة المجموعة الاسلامية التي وجهها رئيسها لهذا الشهر القائم بأعمال بعثة مالي أسوف عمر ميغا، الى رئيس مجلس الأمن لهذا الشهر سفير كولومبيا الفونسو فالديسفيو ان «هجمات القوات الاسرائيلية على قرى ومدن الضفة الغربية قد أدت الى قتل وجرح المدنيين الفلسطينيين».

ومضت الرسالة تقول «ان الاجراءات الاسرائيلية قد أثرت بشكل خطير على جهود السلطة الفلسطينية في تثبيت استقرار ادارتها». وحذرت رسالة المجموعة الاسلامية من مخاطر السياسة الاسرائيلية في منطقة الشرق الأوسط وقالت «ان الاجراءات الاسرائيلية تهدد بشكل خطير عملية السلام في فلسطين والشرق الأوسط».

وتزامنت مشاورات مجلس الأمن مع المباحثات التي يجريها الوفد المصري في واشنطن برئاسة أسامة الباز مستشار الرئيس حسني مبارك مع وزير الخارجية الأميركي كولن باول ومستشارة الأمن القومي كوندوليزا رايس.

وبالرغم من ان رسالة المجموعة الاسلامية اكتفت بالدعوة الى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن، غير ان القائم بأعمال مالي أسوف ميغا قال بعد اجتماعه مع رئيس مجلس الأمن «ان المجلس سيبحث بعد المناقشات العامة اتخاذ اجراءات مناسبة من بينها الوجود الدولي».

وتأمل دول منظمة المؤتمر الاسلامي في الحصول على قرار من مجلس الأمن يدعو الى انسحاب اسرائيل من بيت الشرق ومن بقية مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية في القدس الشرقية التي احتلتها السلطات الاسرائيلية.

وستواجه المجموعة الاسلامية التي تضم في عضويتها 57 دولة صعوبة الحصول على اجماع كل الدول الأعضاء في مجلس الأمن، خصوصا ان واشنطن قد لوحت باستخدام حق النقض (الفيتو) ضد أي مشروع قرار يدعو الى نشر مراقبين دوليين. وقال الناطق الرسمي باسم الخارجية الاميركية فيليب ريكر «ان من وجهة نظرنا ان أي اجراء من قبل مجلس الأمن لن يساهم في تحقيق الأهداف التي نسعى اليها».

وذكرت مصادر دبلوماسية ان السفير الايراني لدى الأمم المتحدة هادي ناجيد اقترح في اجتماع المجموعة الاسلامية مناشدة مجلس الأمن انشاء لجنة للتحقق في الجرائم التي ترتكبها اسرائيل. ودعا المجموعة الاسلامية الى حث مجلس الأمن على انشاء محكمة دولية على غرار المحكمة الدولية لجرائم الحرب في يوغوسلافيا السابقة وفي رواندا لإدانة مجرمي الحرب الاسرائيليين. ودعا السفير الايراني ايضاً جميع الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الاسلامي الى قطع علاقاتها مع الدولة العبرية والى وقف كل أشكال الاتصال معها.

وكان الرئيس الاميركي جورج بوش قد دعا مساء اول من امس زعماء الشرق الأوسط امس الى اتخاذ خيار السلام بدلا من الحرب والى بذل جهود منسقة لوقف العنف.

وقال بوش «القيادات في الشرق الاوسط ستدرك ان الحرب يمكن تفاديها وستعمل على احلال السلام. يتوجب على الاطراف ان تحزم امرها على ان السلام افضل من الحرب».

وكرر بوش الذي ادلى بتصريحات يومية خلال الاسبوع الحالي مع تزايد حدة التوتر في الشرق الاوسط للمرة الثالثة دعوته للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الى العمل من اجل وقف الهجمات الانتحارية في اسرائيل ودعوته للسلطات الاسرائيلية الى ضبط النفس في مواجهة العنف.

وقال ريكر، ان بلاده ستعارض اي تدخل في الصراع الاسرائيلي ـ الفلسطيني من جانب مجلس الامن الدولي.

وأضاف ريكر في التصريح اليومي «كان هدفنا هو انهاء العنف واعادة الثقة. نعتقد ان اي اجراء من قبل مجلس الامن لن يساهم في تحقيق هذه الاهداف».