العسكريون الأميركيون يتفادون تجربة أكثر تعقيدا لبرنامج الدرع الصاروخي

TT

صرح الجنرال رونالد كاديش، رئيس برنامج الدرع الصاروخي الاميركي، يوم اول من امس بأن التجربة المقبلة للدرع الصاروخي الدفاعي المقترح ستركز على اعادة للتجربة التي اجريت في 14 يوليو (تموز) الماضي، بدلا عن اجراء تجربة اخرى اكثر صعوبة وتعقيدا بغرض متابعة تطوير نظام الدفاع الصاروخي كما اعلن سابقا. الجدير بالذكر ان التجربة التي اجريت في يوليو (تموز) الماضي ركزت على عملية اعتراض رأس حربي غير حقيقي بغرض التجربة.

وفيما أكد الجنرال كاديش انه من الافضل اعادة تجربة يوليو الماضي للتأكيد على نجاح التكنولوجيا المستخدمة، فإن القرار الخاص بتجنب اجراء تجربة اكثر تعقيدا في المرحلة التجريبية الثانية تقوي من موقف معارضي المشروع الذين يتحدثون عن عدم نجاحه. الجدير بالذكر ان مشروع الدرع الصاروخي عبارة عن نظام دفاع صاروخي لاعتراض وتدمير أي صواريخ بالستية في الفضاء. وفيما نجحت التجربة التي أجريت في يوليو الماضي في اعتراض رأس حربي غير حقيقي، لم تجر أي تجربة للنظام الدفاعي على اكثر من هدف تمويهي واحد. وقال كاديش عقب اجراء التجربة السابقة التي استخدم فيها بالون تمويهي واحد، ان التجربة المقبلة ستجرى على عدد من الاهداف التمويهية .

وذكر كاديش للصحافيين انه لا يستطيع في الوقت الراهن الحديث عن عمل تكنولوجيا الدرع الدفاعي بصورة ثابتة وفاعلة رغم نجاح التجربة التي اجريت الشهر الماضي، مشددا على عدم التأكد بعد من عمل الدرع بالصورة المطلوبة.

وتعتبر تعليقات كاديش بمثابة تقييم مؤكد للتطور الذي حدث حتى الآن في مشروع الدفاع الصاروخي الاميركي الذي اثار الكثير من الجدل. ويعد نظام الدرع الصاروخي الاكثر تقدما بين المشروعات التي تجري حولها الولايات المتحدة بحوثا بغرض توفير حماية الاراضي الاميركية امام أي هجوم صاروخي.

كما تشير تعليقات كاديش الى الحذر الذي تتخذه وزارة الدفاع الاميركية في تجارب النظام الدفاعي، اذ تكلف كل تجربة 100 مليون دولار. كما ان المشروع اكتسب اهمية سياسية بارزة خصوصا في ظل سعي ادارة الرئيس الحالي جورج بوش للحصول على 57 في المائة زيادة في الانفاق على المشروع.

ويعتقد المحللون السياسيون ان القرار الخاص باجراء التجربة مجددا تحت نفس الشروط لم يكن مفاجئا، خصوصا في ظل الفترة الزمنية الممتدة التي تستغرقها التجارب المكثفة اللازمة لتطوير تكنولوجيا سلاح جديدة.

ويرى وليام كينكيد، استاذ الاستراتيجية العسكرية والتكنولوجيا بمدرسة الخدمة الدولية التابعة للجامعة الاميركية، ان المرحلة التجريبية الراهنة لا تزال مبكرة. واضاف كينكيد ان بعض الانتقادات تركز حول ما اذا كان البنتاجون يمضي بخطى سريعة في التجارب، كما اشار كينكيد كذلك الى ان اعادة تجربة الشهر الماضي تعتبر مؤشر حذر من جانب الجهات المسؤولة عن تطوير تكنولوجيا الدفاع الصاروخي. ويعتقد المحللون ان هناك العديد من المشاكل التي تواجه البتناجون في تطوير نظام اعتراض يميز بين الصواريخ الحقيقة والمموهة. فقد ذكر محلل شؤون الدفاع بمعهد بروكينجز، مايكل اوهانلون، ان نقطة ضعف مشروع الدرع الدفاعي الصاروخي تكمن في افتقاره الى التكنولوجيا الخاصة بالتمييز بين الرؤوس الحربية والمموِّهات التي تطلق داخل بالون.

*خدمة «لوس انجليس تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»