طبيب نفساني: الفلسطينيون المتطوعون لعمليات فدائية أشخاص عاديون جدا

TT

غزة ـ أ.ف.ب: يقول طبيب النفس الغزاوي انور وادي ان المتطوعين للقيام بعمليات فدائية ضد الاسرائيليين هم في غالبية الاحيان اشخاص عاديون جدا لا يمكن تمييزهم عن غيرهم في اسلوب حياتهم العادية الى ان يأتي اليوم الذي ينفذون فيه وعدهم بـ«الشهادة». وقال وادي الذي يعمل في غزة في اطار «برنامج الصحة العقلية»، وهي منظمة غير حكومية تأسست عام 1990 «ان الكثيرين تستهويهم جدا فكرة» القيام بعمليات انتحارية. ويعتبر الطبيب النفسي ان سبب استعداد الكثير من الشبان للقيام بعمليات انتحارية يعود الى «اوضاع البؤس واليأس التي يعيشها الفلسطينيون منذ فترة غير قصيرة من دون عمل ولا ارض ولا حرية، بعد مرحلة قصيرة من الامل اعقبت اتفاقات اوسلو اوحت وكأن قطاع غزة سيتحول سريعا الى سنغافورة جديدة مع قدوم السلام». ويقول القيادي في حركة «حماس» عبد العزيز الرنتيسي «ان كتائب القسام لا تبحث عن متطوعين للمشاركة في عمليات استشهادية لان العكس هو الذي يحصل». وامام عجز الحصول على اسلحة حديثة قادرة على الصمود في وجه الالة العسكرية الاسرائيلية الضخمة لجأت حركتا «حماس» و«الجهاد الاسلامي» الى «القنابل البشرية». ومن الصعب حصول مناقشة في قطاع غزة حول جدوى العمليات الانتحارية. ويقول كمال تاجر البلاط الاربعيني مفضلا عدم اعطاء اسمه الكامل «آن الاوان للتوقف عن تقديم التنازلات. ماذا يمكن ان نخسر؟ لا داعي لاعداد المرشح للشهادة نفسيا فالقمع الاسرائيلي قام بالمهمة على اكمل وجه». الا انه اضاف مع ذلك «ان الانتقال الى الفعل ليس سهلا على الجميع». من جهته، قال المسؤول في «حماس» في غزة اسماعيل ابو شنب «ان الحس الوطني حافز مهم والدين يعلمنا عدم الخوف». ويعتقد المحلل السياسي زياد ابو عمر ان «حماس» لا تجد اي صعوبة في تجنيد المرشحين للعمليات الانتحارية. وقال «ان الانجذاب للعمليات الاستشهادية يحصل عندما يعرف المرشح للقيام بها انه سيحصل على التكريم في الدنيا والنعيم الابدي في الآخرة». واضاف «عندما تنضم الى حركة «حماس» تعرف ان التضحية أساسية واذا دعاك الله اليها فقد وجبت عليك». ومن المحتمل الا يكون الانتحاري ناشطا في احدى الحركات الاسلامية بل شخصا عاديا مثل رب العائلة من القدس الشرقية الذي اطلق النار في الخامس من اغسطس (آب) الحالي على جنود اسرائيليين قرب وزارة الدفاع في تل ابيب قبل ان يقتل. ويقول الطبيب وادي «في غالبية الاحيان يكون للاستشهادي عمل واسرة وقد يكون جارك او اي شخص آخر».