عرفات يكلف اللواء المجايدة بتشكيل لجنة تحقيق في ملابسات وفاة فلسطيني بمعتقل الاستخبارت العسكرية

تناقض بين روايتي رئيس الاستخبارات والهيئة المستقلة لحقوق المواطن حول الأسباب

TT

كلف الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات امس اللواء الركن عبد الرزاق المجايدة مدير الامن الوطني الفلسطيني في قطاع غزة مهمة تشكيل لجنة تحقيق في وفاة معتقل في سجن جهاز الاستخبارات العسكرية الفلسطينية في غزة اول من امس.

وحسب رئيس جهاز الاستخبارات اللواء موسى عرفات فان اللواء الركن المجايدة شكل لجنة تضم ممثلين عن جميع الاجهزة الامنية بما فيها الوقائي والمخابرات والاستخبارات اضافة الى جهاز الشرطة لكشف ملابسات وفاة الفلسطيني سليمان عويض ابو عمرة (43 سنة)، الذي فارق الحياة اول من امس في احد معتقلات جهاز الاستخبارات في غزة.

واكدت تصريحات اللواء عرفات لـ«الشرق الأوسط» ما نشرته وكالة الانباء الفلسطينية الرسمية «وفا» عن انه بناء على تعليمات الرئيس عرفات تقرر تشكيل لجنة تحقيق في اسباب وفاة المواطن سليمان ابو عمرة. ويفترض ان ترفع اللجنة تقريرها الى الرئيس عرفات حال الانتهاء من التحقيق.

لكن، كما قال مصدر فلسطيني، فان القضية ستسجل ضد مجهول كما حصل في قضية هشام مكي رئيس هيئة الاذاعة والتلفزيون الفلسطينيين، الذي اغتيل على خلفية الفساد واستغلال السلطة، في مطعم فندق فاخر على شاطئ مدينة غزة لا يبعد الا بضع مئات الأمتار عن مقر الرئيس الفلسطيني، اواخر العام الماضي. وتشكلت بناء على اوامر الرئيس عرفات لجنة من الاجهزة الامنية والشركة للتحقيق في مقتل مكي الذي اعلنت كتائب شهداء الاقصى التابعة لحركة فتح مسؤوليتها عن العملية وهددت بتنفيذ المزيد ضد الفاسدين والمرتشين ومستغلي مناصبهم في السلطة الفلسطينية.

لكن بعد مرور عدة شهور، لم تسفر التحقيقات ان كانت قد بدأت بالفعل عن اي نتيجة. وكما قال مسؤول امني فلسطيني لـ«الشرق الأوسط» في حينها «ان القضية ستسجل ضد مجهول وان تشكيل اللجنة ليس الا اجراء روتينيا».

وقال الشيء ذاته عن قضية ابو عمرة مسؤول امني فلسطيني آخر. واوضح المسؤول لـ«الشرق الأوسط» عندما سئل عن اسباب تشكيل لجنة اذا كانت النتيجة معروفة مسبقا او ان كانت القضية ستدخل طي النسيان «حصلت هناك وفاة... وهناك شكوى من اهل المتوفى لذلك لا بد من تشكيل لجنة للتحقيق في اسباب الوفاة. لكن لا نتوقع ان تتوصل هذه اللجنة الى اي نتائج تذكر وستدخل القضية طي النسيان».

وقد تناقضت رواية الهيئة المستقلة لحقوق المواطن في غزة حول اسباب وملابسات وفاة ابو عمرة، مع رواية اللواء عرفات.

وكانت الهيئة الحقوقية قد قالت في روايتها ان احد مواطني دير البلح وسط قطاع غزة توفي بعد نحو اسبوع على احتجازه في مركز اعتقال تابع لجهاز الاستخبارات العسكرية الفلسطينية. واضافت الهيئة في بيان لها ان ابو عمرة المعتقل لدى الجهاز منذ 9 اغسطس (آب) الجاري «توفي في مقر الجهاز ونقل امس الى مستشفى الشفاء في غزة».

وتبنت الهيئة رواية احد اقارب ابو عمرة واتهمت بشكل غير مباشر جهاز الاستخبارات بتعريض المتوفى للتعذيب والضرب، وقالت الهيئة التي يترأسها المحامي راجي الصوراني نقلا عن احد اقارب ابو عمرة انه شاهد آثار ضرب وعلامات قيود على اليدين وازرقاقاً وندبات في الصدر والظهر على جثة المتوفى. وقالت الهيئة ان عائلة ابو عمرة لم تبلغ عن اسباب احتجازه ولم يسمح لها بزيارته اثناء فترة احتجازه.

لكن اللواء عرفات نفى نفيا قاطعا ان يكون ابو عمرة قد تعرض للتعذيب او ان يكون قد توفي بسبب التعذيب وأصر على انه توفي اثر اصابته بنوبة قلبية خلال التحقيق معه.. واتهم اللواء عرفات ابو عمرة بالتعامل مع المخابرات العامة الاسرائيلية (الشاباك) وانه اعتقل على خلفية مقتل هاني ابو بكرة احد كوادر فتح في غزة الذي استدرجه وهو في سيارة مع 3 من رفاقه الى كمين اسرائيلي فتح نيران دباباته على السيارة فقتل الكادر ورفاقه.

وقال اللواء عرفات «ان سليمان عويض ابو عمرة توفي اثر اصابته بنوبة قلبية ربما لانه كان يفترض ان يقدم مع ثلاثة آخرين لمحكمة امن الدولة في غزة بتهمة التعاون مع العدو في استدراج ابو بكرة ورفاقه الى كمين اسرائيلي وقتله ومن كان معه». وتابع اللواء عرفات القول «ان ابو عمرة اعترف بالتعامل مع الشاباك خلال تحقيق جهاز الاستخبارات معه، الى النيابة العامة لمواصلة التحقيق تمهيدا لتقديمه الى محكمة امن الدولة بتهمة التعاون مع العدو والتواطؤ على قتل مناضلين فلسطينيين. ويفترض ان يقدم زملاؤه الى النيابة العامة في غضون اليومين المقبلين».