وفد غربي يضم 22 أميركيا بين 50 شخصية يتظاهر مع الفلسطينيين ضد احتلال بيت الشرق

TT

توجه قرابة 50 شخصية علمية واكاديمية من الدول الغربية، 22 منهم اميركيون، خلال الايام القليلة الماضية الى الاراضي الفلسطينية المحتلة، للوقوف على الاعتداءات الاسرائيلية ضد الفلسطينيين المدنيين. فزاروا قرية بيت جالا، التي تعرف بالقرية العربية المسيحية وبها فيللات راقية يندر مشاهدتها في القرى الفلسطينية الاخرى. فوجئ هؤلاء الغربيون بما رأوه من إقدام الجيش الاسرائيلي على احتلال هذه القرية مستخدما المدرعات العسكرية، بحجة الرد على العملية الانتحارية الاخيرة في القدس، لكن ابرز ما لاحظه هؤلاء الغربيون هو وجود عنصر جديد يتمثل في استخدام الدروع البشرية في المواجهات بين الفلسطينيين والاسرائيليين.

واعرب ديفيد اندورس (60 سنة) وهو مدرس مادة العلاقات الدولية في جامعة كاليفورنيا الجنوبية وقدم من لوس انجليس ضمن الوفد، عن دهشته للظروف التي يعيشها الفلسطينيون، وقال «هؤلاء الاشخاص يتعرضون للاهانة اليومية من قبل قوة محتلة. انهم بحاجة الى حماية».

اما جيم ديفيس (28 سنة) الذي قدم من نيوجرسي وقضى معظم وقته مع سكان قرية بيت جالا، فيقول «اننا نشعر بالمسؤولية عن مليارات الدولارات الاميركية التي تدفعها اميركا (كمساعدات اجنبية) لتمول الاحتلال (الاسرائيلي) واننا نريد لذلك ان يتوقف».

وقد وصل صلف الاسرائيليين الى دعوتهم الوفد الغربي لمغادرة بيت جالا متهمين الفلسطينيين بتعريض هؤلاء الاجانب المدنيين الى خطر الهجمات المحتملة. بل بلغ الحد برعنان جيسين، الناطق باسم حكومة ارييل شارون الى القول ان «اسرائيل قد تقصف بيت جالا اذا تطلب الامر بعض النظر عن وجود الغربيين فيها». واضاف الناطق «هؤلاء الاشخاص صاروا يستخدمون ضمن الالة الدعائية للسلطة الفلسطينية، اذ لم يطلب منهم احد التوجه الى هناك».

ولم يقتصر دور الوفد الغربي على اظهار الدعم الرمزي للفلسطينيين، بل تعداه الى المشاركة في المظاهرات التي ينظمها الفلسطينيون احتجاجا على احتلال بيت الشرق. ويوجد ضمن الوفد شخصيات علمية واكاديمية من الولايات المتحدة وبريطانيا والمانيا وايطاليا والدنمارك.

وقد تعرض سبعة من هؤلاء الغربيين السبت الماضي مع ثلاثة فلسطينيين الى الاعتقال خارج بيت الشرق. وكان ضمن هؤلاء الثلاثة اندرو كلارنو (من ولاية تكساس) الذي تخرج اخيرا في مادة علم الاجتماع من جامعة ميشيغان الاميركية. وقد حضر كلارنو الى المنطقة لاجراء بحث ميداني ضمن دراساته العليا عن اللاجئين، قبل ان ينضم الى الوفد.

ويقول كلارنو ان الجنود الاسرائيليين اعتدوا على المتظاهرين رغم ان هؤلاء الاخيرين كانوا ينشدون شعارات تقول «لا للعنف. لا للعنف». ويضيف كلارنو انه اعتقل من قبل جندي اسرائيلي وادخل الى سيارة مدرعة قبل ان يلطمه الجندي الاسرائيلي بيده اليسرى مرتين على وجهه. وقد اطلق سراح كلارنو الاثنين الماضي ولا يزال ينتظر ما اذا كانت وجهت اليه تهم بسب الجندي الاسرائيلي.

* خدمة «لوس انجليس تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»