الأسد التقى الحريري ساعتين ونصف الساعة والمحادثات تناولت تطورات المنطقة و«العلاقات الأخوية»

TT

اجرى رئيس مجلس الوزراء اللبناني رفيق الحريري في دمشق امس محادثات مع الرئيس السوري الدكتور بشار الاسد تناولت مجمل التطورات الجارية لبنانيا وعربيا ودوليا.

وفيما تكتمت مصادر الرئيس الحريري على النتائج التي اسفرت عنها المحادثات والمواضيع التي تناولتها، مكتفية بالقول انها استغرقت ساعتين ونصف الساعة، افاد المكتب الصحافي في القصر الرئاسي السوري ان الحديث في اللقاء الذي انعقد عند العاشرة قبل الظهر واستمر حتى الثانية عشرة والنصف «دار حول الاوضاع والتطورات التي تشغل المنطقة حاليا، والعلاقات الاخوية بين البلدين الشقيقين ومواضيع ذات اهتمام مشترك».

وقالت مصادر لبنانية مطلعة ان المحادثات تناولت في جانب منها التطورات التي تشهدها الساحة اللبنانية الداخلية في ضوء الاجراءات الامنية والعسكرية التي اتخذتها السلطة اللبنانية الاسبوع الماضي وادت الى توقيف قيادات وعناصر من تيار العماد ميشال عون ومن «القوات اللبنانية» المحظورة المعارضين للنظام، وما رافق ذلك وما تلاه من ردود فعل ومضاعفات سياسية، وكذلك تناولت المحادثات الموقف الداعم للبنان الذي عبر عنه الرئيس الاسد لدى استقباله قبل ايام قائد الجيش اللبناني العماد ميشال سليمان.

وذكرت هذه المصادر ان الرئيس الحريري اطلع الرئيس السوري على اجواء اللقاء الرئاسي الذي انعقد اول من امس بدعوة الرئيس اللبناني اميل لحود وجمعها مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، وانتهى حسبما اعلنت المصادر الرسمية اللبنانية، الى توافق رئاسي على معالجة موضوعية للقضايا اللبنانية المطروحة تحت سقف الدولة ومن خلال قيام المؤسسات بمسؤوليتها حسب الصلاحيات الدستورية المنوطة بها.

واشارت المصادر الى ان الرئيس الاسد كرر تأكيد دعمه للبنان رئيسا وحكومة وشعبا ومقاومة في مواجهة التهديدات الاسرائيلية، مشددا على اهمية التحالف والتلازم اللبناني ـ السوري الصامد في وجه هذه التهديدات.

وبعد لقائه الرئيس السوري زار الحريري نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام وعرض معه مجمل التطورات اللبنانية والاقليمية. ولدى عودته بعد الظهر من العاصمة السورية التقى في شتورة رئيس جهاز الامن والاستطلاع للقوات السورية العاملة في لبنان اللواء الركن غازي كنعان.

وإثر عودته من دمشق، ترأس الرئيس الحريري الجلسة الاسبوعية لمجلس الوزراء، واستهلها بمداخلة اشار فيها الى ما شهدته البلاد خلال الاسبوع الماضي والتطورات في المنطقة، فقال: «لقد كانت الايام الماضية مليئة بالاحداث الكبرى التي تركت انعكاسات حساسة على الوضع العام في البلاد، لكن نعرف التفاصيل والمهم ألا يتكرر ما حدث وان نستوعب النتائح ونزيل السلبيات. هذا الامر يتطلب جهدا وتضامنا ونوايا صافية وتوافقا على كل القضايا لأن ما جرى امر جلل وفي غاية الحساسية والايام المقبلة ستحكم على النتائـج».

واضاف الحريري «ايماني بالله كبير، وقناعتي بلبنان كبيرة، ويجب ترجمة الاقوال الحسنة افعالا وأن نبقى جميعا بلا استثناء تحت القانون، نحترم الدستور والنظام الديمقراطي، واي خروج عن هذه الثوابت فان مجلس الوزراء لن يوافق عليه، فقد شهدنا تجاوزات كبيرة تجاه المواطنين لم تكن مبررة ورفضها وزير الداخلية، مؤكدا التحقيق فيها. واضرت هذه التجاوزات بسمعة لبنان وبكل ما ندعو اليه ويدعو اليه العهد ولا يجوز ان تمر بسهولة اونسكت عنها. كما يجب ان نبذل جهدا كبيرا لنعيد الصورة الحقيقية للبنان في الداخل والخارج، والايام المقبلة تجعلنا نحكم كيف ستكون الامور».

وقال الحريري: «الحريات في لبنان موضوع مقدس والديمقراطية جزء اساسي من حياتنا، وكل ما سمعناه حول مصداقية مجلس النواب ومصداقية مجلس الوزراء يحتاج الى معالجة بمسؤولية عالية».