بري يتحدث عن «تقصير» رسمي حيال المغتربين اللبنانيين

TT

اعترف رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري بالتقصير الرسمي تجاه الاغتراب اللبناني الذي يشكل ثلاثة اضعاف سكان لبنان. وقال امس في «اللقاء الاغترابي الحركي الاول» الذي نظمته حركة «امل» التي يرأسها: «ان هذا اللقاء سيتكرر كل عام، ويؤسس لتواصل مستمر، انساني في الدرجة الاولى، ومن ثم لروابط عميقة في بعدها العقائدي والسياسي والتنظيمي بينكم وبين الوطن».

واضاف: «اعترف بانه ربما، بل والصحيح، اننا تأخرنا في تشكيل مؤسسة اغترابية محددة المهام والدور، كما تأخرنا في اطلاق قوتنا الاغترابية، فالمغتربون كانوا على الدوام سفراءنا المخلصين في نقل الوقائع المتصلة بالاعتداءات وبالجرائم الاسرائيلية ضد شعبنا واستطاعوا ان ينقلوا صورة الحقيقة والمعاناة الناتجة من حروب اسرائيل ضد لبنان».

ودعا بري المغتربين الى تنبيه «ضمير العالم كي يصحو ليبصر حمامات الدم التي تخلفها حروب اسرائيل ضد بلدنا، وليبصر مجزرة قانا واخوات قانا، ليبصر الحريق المشتعل جراء عناقيد الغضب والحقد الاسرائيلي في المدن والبلدات والقرى والمخيمات». وتوجه اليهم قائلاً: «ها نحن اليوم، وطنكم ومواطنيكم، احوج اليكم اكثر من اي وقت مضى».

ودعا بري «لان تكون مؤسستنا الاغترابية التنظيمية جزءاً من وكالة وطنية تسعى الى احياء الاتصال بالمتحدرين من اصل لبناني، ورصد كفاءاتهم وخبراتهم وبناء معلوماتهم حول وطنهم الام والامكنة التي ينتمون اليها على مساحة الوطن. وان هذا العمل يشكل الاساس النظري لاطلاق مشروع البطاقة الاغترابية التي تشكل اعترافاً وطنياً بانتماء هؤلاء المغتربين الى لبنان».

وخاطب بري المغتربين قائلاً: «انكم معنيون، بمعنى اوضح، ببناء قوة ضغط او لوبي لبناني، كطليعة لقوة ضغط او لوبي عربي في بلدان الانتشار». واعتبر انه «لو كان هناك لوبي عربي حقيقي كان بامكاننا مقاتلة الاسرائيليين حتى داخل المجتمع الاميركي».

من جهة اخرى، اكد بري ان «السيادة لا تتجزأ». وقال: «اولاً: ان انجاز التحرير لم يكتمل بعد. فما زالت مزارع شبعا وتلال كفرشوبا رهينة الاسرائليين. وهذا يعني ان لبنان كله تحت الاحتلال لان السيادة لا تتجزأ. وهذا الامر يحتاج الى تأييد الدول والرأي العام العالمي وفي الطليعة بلدان الانتشار اللبناني. وهذا الامر لا يقع على عاتق الدولة ووزارة الخارجية والبعثات الدبلوماسية فحسب، بل يقع على قوة حضوركم (المغتربون) النشطة في ارجاء المعمورة.

ثانياً: ان ازالة اثار الاحتلال من المناطق المحررة، تحتاج الى تضافر جهود الدولة مع المواطنين مقيمين ومغتربين.

ثالثاً: اننا في لبنان نحتاج الى خبراتكم المتنوعة، التي اكتسبتموها في عالم الغربة سواء في عملية صنع السياسة العامة وتعزيز المشاركة، وسواء في الاستجابة والتلاؤم مع متطلبات العصر. وان هذه المهمات تحتاج الى تنظيم علاقتكم في الوطن».

وتحدث في الاحتفال ايضاً وزير الخارجية والمغتربين محمود حمود ممثلاً رئيس الحكومة رفيق الحريري. وقد امل بجعل الجامعة الاغترابية «واحدة موحدة في كتلة عالمية لبنانية، لنشر رسالتنا الحضارية، وايصال صوتنا الى العالم». وقال: «لقد اخذنا عهداً على انفسنا في وزارة الخارجية بتعزيز الحضور اللبناني الرسمي في بلاد الاغتراب».

وشدد حمود على الثوابت اللبنانية الآتية:

«1 ـ استكمال تحرير ارضنا من الاحتلال الاسرائيلي حتى آخر شبر من هذه الارض.

2 ـ تحرير الاسرى والمعتقلين في السجون الاسرائىلية.

3 ـ المطالبة بحق العودة ورفض التوطين للاجئين الفلسطينيين في لبنان.

4 ـ المطالبة بنزع الالغام التي تركها الاحتلال الاسرائيلي. (في جنوب لبنان) 5 ـ الالتزام بالسلام العادل والشامل على اساس مرجعية مدريد وقرارات الشرعية الدولية ومبدأ الارض مقابل السلام.

6 ـ دعم موقف سورية في مطالبتها بانهاء الاحتلال الاسرائيلي واستعادة الجولان حتى حدود الرابع من حزيران (يونيو)1967.

7 ـ دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني بما في ذلك اقامة دولته المستقلة، على ارضه وعاصمتها القدس».