أنقرة ـ أ.ف.ب: افادت وكالة انباء الاناضول بأن رجب طيب اردوغان انتخب امس، كما كان متوقعا، رئيسا لحزب «العدالة والتنمية»، وهو حزب اصولي معتدل اسس الثلاثاء الماضي. واوضحت الوكالة ان اردوغان الذي كان المرشح الوحيد، انتخب بالاجماع من قبل الاعضاء الـ121 في اللجنة الادارية للحزب. وكان 51 نائبا قد انضموا اول من امس الى هذا الحزب، الذي يميل نحو وسط اليمين التقليدي، بينهم 46 كانوا سابقا في حزب «الفضيلة» الاصولي الذي حظره القضاء التركي في يونيو (حزيران) الماضي. اما الخمسة الباقون فهم نواب محافظون.
وجاء تأسيس حزب «العدالة والتنمية» بعد اقل من شهر على قيام الجناح المحافظ داخل التيار الأصولي بانشاء حزب «السعادة» على انقاض حزب «الفضيلة» الذي كان ثالث قوة سياسية في البلاد، قبل ان تحظره المحكمة الدستورية «لنشاطاته المناهضة للعلمانية». ومع النواب الـ51 من اصل 550 نائبا في تركيا، يصبح حزب «العدالة والتنمية» خامس تشكيل سياسي من حيث عدد النواب في البرلمان قبل حزب «السعادة» الذي يتزعمه الرئيس السابق لحزب «الفضيلة» رجائي قوطان، الذي اصبح اقل الاحزاب تمثيلا في البرلمان مع 48 مقعدا.
وكان سمح لاردوغان الشهر الماضي بالعودة الى العمل السياسي بموجب قرار صدر عن المحكمة الدستورية ورفع عنه الحظر الذي فرض عليه قبل عامين بسبب خطاب اعتبر بمثابة تحريض على الحقد العرقي او الديني. وامضى خلال هذه الفترة اربعة اشهر في السجن. ويؤكد اردوغان منذ ذلك الحين انه «تغير» على امل كسب تأييد ناخبي وسط اليمين. ومع انه يبتعد بروية عن خطاب الأصوليين فانه لا يقنع السلطات، وخصوصا الجيش، الذي يحض السياسين باستمرار على اتخاذ تدابير لمواجهة نفوذ الأصوليين، معتبرا ان هدفهم القضاء على الديمقراطية لتطبيق الشريعة.