واشنطن ـ وكالات الأنباء: أظهر استطلاع اميركي للرأي أجري في أربع دول أوروبية ان غالبية أبناء غرب اوروبا لا يقرون معظم مواقف الرئيس الاميركي جورج بوش في مجال السياسة الخارجية،وليست لديهم ثقة تذكر بأسلوب الرئيس الاميركي في معالجة شؤون العالم. وقال 70% من نحو اربعة الاف شخص شملهم الاستطلاع في ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وايطاليا ان بوش يتخذ قراراته وفقا للمصالح الاميركية فحسب، ومعلوماته عن اوروبا أقل من الرؤساء الاميركيين السابقين. كما اظهر الاستطلاع ان معظم الاوروبيين لا يرفضون العناصر الاساسية للسياسة الخارجية لبوش فحسب وانما ليست لديهم ايضا ثقة تذكر به..
وقال ثلث البريطانيين والايطاليين الذين شملهم الاستطلاع ان لديهم قدرا معقولا من الثقة في معالجة بوش للشؤون العالمية. وأعطى الالمان بوش درجات أعلى حيث قال 51% ان لديهم بعض الثقة بقدراته.
وجاءت اراء الذين شملهم الاستطلاع معارضة لبوش تماما في قضايا اثارت اكبر قدر من الجدل خلال رحلاته الاخيرة الى اوروبا، مثل رفضه اتفاقية كيوتو بشأن ظاهرة الاحتباس الحراري، وخططه لاقامة نظام دفاع صاروخي رغم خشية حلفائه من انه يمكن ان يشعل سباقا جديدا للتسلح.
وكان قرار بوش التخلي عن اتفاقية كيوتو وراء اكبر قدر من المعارضة الشديدة له بين الاوروبيين. ووفقا للاستطلاع الذي اجراه مركز بيو للابحاث الذي يوجد مقره في واشنطن، بالاشتراك مع مجلس العلاقات الخارجية، وهو مركز ابحاث ومع صحيفة «انترناشنال هيرالد تريبيون»، ان واحدا فقط من كل عشرة اشخاص في بريطانيا وفرنسا والمانيا و12% في ايطاليا يؤيدون بوش بشأن تلك القضية.
ووجد الاستطلاع ان 83% من الالمان لا يقرون خطة بوش لتطوير برنامج الدرع الصاروخي اذا كان معناه انسحاب الولايات المتحدة من معاهدة الصواريخ المضادة للصواريخ. كما اظهر الاستطلاع ان المعارضة في الدول الاخرى كانت كبيرة بنفس القدر. ورغم التقدير المنخفض لبوش في بعض القضايا فان الاوروبيين يقرون بعض سياساته الاخرى، اذ توافق اغلبية في الدول الاربع على تأييده لحرية التجارة وتؤيد بقوة قراره ابقاء قوات اميركية في البوسنة وكوسوفو.
ودافع بوش في كلمة ألقاها يوم الثلاثاء الماضي في كولورادو عن السياسة الخارجية لادارته قائلا ان مصلحة الولايات المتحدة هي التي تحكمها. واضاف: «اننا نرسل اشارة واضحة في الخارج بأن امتنا تشعر بالفخر لانها امة تؤيد السلام، لكننا لن نوقع على كل معاهدة يعتقد طرف ما انها قد تكون جيدة، فما ما هو جيد لاميركا سيكون له تأثير كبير على فكري». وقال بوش ايضا: «أعتقد ان تحقيق تقدم جيد يفسر لحلفائنا اننا سنكون اصدقاء مخلصين لكنا لا يمكننا ان نرضي كل الناس».
واجرى الاستطلاع في اوائل الشهر الجاري وهامش الخطأ فيه ناقص أو زائد 3.5 نقطة مئوية.