ميغاواتي تعتذر لأهالي الأقاليم المضطهدة

TT

جاكارتا ـ رويترز: طرحت ميغاواتي سوكارنو رئيسة اندونيسيا الجديدة امس رؤيتها عن ادارة البلاد المضطربة متعهدة باعادة الاستقرار والأمن وقدمت اعتذارها لأهالي اقليمي آتشيه واريانا جايا عما ارتكب فيهما من انتهاكات لحقوق الانسان طوال عقود.

لكنها في نفس الوقت حذرت الاقليمين الانفصاليين الغنيين بالنفط، ويقع كل منهما في طرف من طرفي سلسلة الجزر الاندونيسية، من انها لن تسمح بانفصالهما عن البلاد.

وفي خطاب طويل في ذكرى استقلال اندونيسيا عن هولندا قبل 56 عاما قالت ميغاواتي للشعب الاندونيسي الذي عانى طويلا ان مهمة اخراج البلاد من ازمتها السياسية والاقتصادية المستمرة منذ اربعة اعوام ستستغرق وقتا. واضافت في كلمة امام البرلمان اذيعت على الامة: «ازمتنا المركبة لن يمكن تخطيها مرة واحدة، فمن خلال العمل معا يمكننا ان نخرج تدريجيا من هذه الفترة المؤلمة لنا جميعا».

واعلنت ميغاواتي ان تحسين الأمن والحيلولة دون انقسام البلاد هو من اولوياتها. ووعدت بأن ادارتها ستتعامل بحسم مع انتهاكات حقوق الانسان التي يرتكبها الجيش خارج ساحات المعارك، لكنها في الوقت نفسه حثت القوات المسلحة على الحفاظ على وحدة البلاد، وهي مهمة قادت في كثير من الاحيان الى تعامل الجنود مع سكان الاقاليم الانفصالية بوحشية.

واعتذرت ميغاواتي لستة ملايين نسمة يعيشون في فقر في آتشيه واريانا جايا لكنها رفضت نزعتهما الاستقلالية. وقالت: «نقدم اعتذارنا العميق لاشقائنا الذين عانوا طويلا نتيجة سياسيات غير مواتية، وان الاعتذار لا يكفي بل يجب ان يصحبه مبادرات جديدة».

واوضحت رئيسة اندونيسيا للمجتمع الدولي ان خيار الانفصال الذي منح لتيمور الشرقية عام 1999 ليس واردا بالنسبة لآتشيه واريانا حيث قتل الآلاف خلال عقود من الصراع. واعربت عن املها في ان يقبل مواطنو الاقليمين برنامجا خاصا للحكم الذاتي. واضافت: «يجب ان يكون واضحا ان هذا الحكم الذاتي الخاص سيتحقق في اطار الحفاظ على وحدة الجمهورية الاندونيسية».

وتولت ميغاواتي ابنة سوكارنو مؤسس اندونيسيا السلطة قبل اكثر من ثلاثة اسابيع لكنها لم تقل الكثير حتى الان عن ادارتها لرابع اكبر دولة في العالم من حيث تعداد السكان. وانعاش الاقتصاد الاندونيسي هو من المهام الصعبة الاخرى التي تنتظرها، منذ ان تضرر بشدة بالأزمة المالية الآسيوية التي شهدتها القارة في اواخر التسعينات.