الرئيس السوري يجري مباحثات سياسية واقتصادية في الكويت وسط مظاهر حفاوة بالغة

TT

بدأ الرئيس السوري بشار الاسد وامير الكويت الشيخ جابر الاحمد الصباح امس مباحثات رسمية تناولت التطورات الاخيرة التي تشهدها المنطقة في اعقاب تصاعد الاعتداءات الاسرائيلية المستمرة على الشعب الفلسطيني وسبل تطوير العلاقات الثنائية في كافة المجالات ولا سيما السياسية والاقتصادية.

ويتضمن برنامج زيارة الرئيس السوري للكويت التي تستغرق يوما واحدا لقاء مع ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح، والنائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الاحمد الصباح، وعدد من كبار المسؤولين الكويتيين.

وقد سبقت الرئيس السوري الذي وصل الى الكويت بعد ظهر امس تلبية لدعوة من اميرها، مظاهر الحفاوة والترحيب والعرفان بالجميل، في تصريحات المسؤولين الكويتيين، وفي وسائل الاعلام الكويتية المختلفة، وباعلانات رجال الاعمال التي احتلت صفحات كاملة من الصحافة الكويتية. ويضم الوفد المرافق للرئيس بشار وزير الخارجية فاروق الشرع، ووزير الاقتصاد والتجارة الخارجية الدكتور محمد العمادي، وترتكز المباحثات السياسية والاقتصادية بين الطرفين على قواعد متينة من التفاهم توطدت اثر الموقف السوري الداعم للشرعية الكويتية ابان غزو الكويت عام 1990.

فعلى صعيد العلاقات السياسية، يحفظ الكويتيون للرئيس الراحل حافظ الاسد موقفه المؤيد للحق الكويتي في استرجاع وطنهم، بل ومشاركة القوات السورية مع قوى التحالف في تحرير الكويت. وحينما زار الرئيس بشار الاسد الكويت في الثاني والعشرين من اغسطس (آب) 1999 ـ اي قبل ان يتسلم مقاليد الحكم ـ اكد خلال زيارته «ان سورية كما كانت في موقفها المساند لدولة الكويت ابان الاحتلال العراقي لها عام 1990 ومساهمتها في تحرير الكويت ستظل الى جانب الكويت وربما بشكل اكثر تجاه قضاياها العادلة لا سيما ما يتعلق بقضية الاسرى باعتبارها قضية انسانية». وفي المقابل وقفت الكويت ـ وما زالت ـ داعمة للموقف السوري في عملية السلام في الشرق الاوسط وعودة كامل اراضيها المحتلة وذلك من خلال التنسيق والتشاور المستمر بين المسؤولين في البلدين الشقيقين خلال المؤتمرات العربية والدولية وتبادل الرسائل والاتصالات واللقاءات الثنائية. كما شهدت الاتصالات واللقاءات الثنائية على مستوى القمة بين الكويت وسورية نشاطا مكثفا عقب تحرير الكويت حيث قام امير الكويت الشيخ جابر الاحمد الصباح بخمس زيارات الى سورية منذ ذلك الوقت كانت في الاعوام 1991، 1993، 1995، 1998، 2000، والاخيرة قدم فيها الامير تعازي دولة الكويت بوفاة الرئيس الراحل حافظ الاسد.

اما على صعيد العلاقات الاقتصادية، فقد بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين ما يقارب 60 مليون دولار. ويرتبط البلدان منذ عام 1991 بلجنة وزارية مشتركة تعقد اجتماعاتها بشكل دوري في العاصمتين، وقد نجحت هذه اللجنة بتذليل الكثير من المعوقات التي كانت تقيد نمو التعاون الاقتصادي بين البلدين. واثمر تشكيل هذه اللجنة انشاء شركة قابضة مشتركة بالتناصف بين البلدين هي «الشركة الكويتية المتحدة للاستثمار» في سورية برأس مال قدره 200 مليون دولار، وتأسيس مصنع للزجاج ومصانع اخرى لانتاج العوازل والطابوق العازل والمواد اللاصقة. وتقوم الشركة حاليا بتنفيذ احد المصانع لانتاج البيتومين تبلغ كلفته سبعة ملايين دولار، وستقوم خلال العام المقبل بانشاء مصنع لانتاج الطابوق الابيض العازل اضافة الى عدة مشاريع عقارية تقوم الشركة بدراستها لتنفيذها في سورية. كما توطدت علاقات القطاع الخاص الكويتي والسوري خلال الاعوام العشرة الماضية، فتم تأسيس المجلس الكويتي السوري لرجال الاعمال عام 1994. ويقدر حجم المساهمة الكويتية في المشاريع التنموية في سورية بنحو مليار دولار.

وقامت دولة الكويت بفتح حساب لتقديم تسهيلات مالية وذلك لاستخدامها في تمويل واردات القطاعين العام والخاص في سورية. هذا الى جانب القروض الميسرة التي قدمها الصندوق الكويتي للتنمية العربية الى سورية، والتي ساهمت بانشاء عدة مشاريع تنموية وبنية تحتية في سورية. وكانت الكويت قد اسقطت عن سورية عام 1995 ديونا مستحقة بلغت 130 مليون دولار.