وزير الحزب القومي و3 نواب لبنانيين.. ينتقدون «مؤتمر الحريات» ودعوة عون الشباب إلى الهجرة

TT

تواصلت امس ردود الفعل اللبنانية على الاجراءات الامنية التي شهدتها البلاد اخيراً وتمثلت في اعتقال ناشطين من انصار القائد السابق للجيش اللبناني العماد ميشال عون ومن تنظيم «القوات اللبنانية» المحظور، وكذلك على انعقاد «مؤتمر الدفاع عن الحريات» في بيروت. وهاجمت شخصيات سياسية من الحزبين السوري القومي الاجتماعي والبعث العربي الاشتراكي «مؤتمر الدفاع عن الحريات» في سياق دفاعها عن التوقيفات والاعتقالات.

فقد «تمنى» وزير العمل علي قانصو ـ ممثل الحزب السوري القومي الاجتماعي في الحكومة ـ لو ان «الحوار السياسي في لبنان يدور حول عناوين وسبل الاصلاح السياسي بدلاً من ان تغرق حياتنا السياسية في اوحال الحسابات الضيقة، كما هو جار حالياً، حيث الاصطفافات في معظمها تتمحور حول هواجس الاشخاص ومشاريعهم، لا حول هموم الوطن ومصالحه العليا». واضاف قانصو: «قامت الدنيا في لبنان ولم تقعد بعد، لان الجيش اللبناني اعتقل عدداً من الشباب بعد معلومات تحصّلت لديه بأن عدداً من هؤلاء متورط باتصالات مع اسرائيل، وبأنه عازم على القيام بتحركات ضد مشروع الدولة وضد علاقات لبنان بسورية، ولم يتوقف المعترضون على تدابير الجيش، بالرغم من ان التحقيق كشف ضلوع هؤلاء باتصالات مشبوهة وبمشاريع مشبوهة. لم يتوقف هؤلاء المعترضون والمعارضون عند نتائج التحقيق، وكأنها لم تعن لهم شيئاً، وانصبوا في حملات سياسية منسقة، على اجراءات الجيش وتوهجت مخيلاتهم فرأت في تلك الاجراءات علامة على السعي لقيام نظام امني في البلاد، وتقاطروا من اقصى اليمين الى اقصى اليسار ليتلاقوا تحت عنوان الدفاع عن الحريات، وكأن الحريات في خطر، وهو امر غير صحيح، او كأن الحرية في رأيهم ان يسمح لمعول الهدم ليعيث فساداً في ثوابت الوفاق الوطني، التي نص عليها اتفاق الطائف وفي طليعتها وحدة لبنان، ومرجعية الدولة، وعلاقات لبنان بسورية، والعداء لاسرائيل. فأية حريات هذه التي يدعون حرصهم عليها. هل الحريات الاعلامية التي تتجاوز كل ما نصت عليه القوانين؟ هل الحريات السياسية التي تتجاوز ايضاً القوانين وتذهب الى حد اباحة التنسيق مع اسرائيل؟».

واسف النائب عاصم قانصوه، الامين القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان «لاستدراج بعض المناضلين الى مصائد القوى التآمرية فيشدون الرحال الى الكارلتون، وفي ظنهم ان مؤتمراً ينعقد تحت عنوان مضلل وهو الدفاع عن الديمقراطية والحريات لربما اكسبهم وهجاً شعبياً يتحرقون شوقاً اليه، وهم لا يفقهون ان مسعاهم قد خاب. فأي شرف هم نائلوه في الدفاع عن شراذم ما زالت تضع نفسها في خدمة المشاريع الفيدرالية، ام انهم لا يريدون الا الاصطياد في الماء السياسي العكر. فليت هؤلاء المناضلين من فصحاء الكارلتون ادركوا انهم مهما تفاصحوا فلن يكون في مقدورهم مطلقاً محو وصمة العار عن جباه من اثبتوا انهم من اخلص العملاء لاسرائيل».

وقال رئيس لجنة حقوق الانسان النيابية النائب مروان فارس، وهو ايضاً من قيادات الحزب السوري القومي الاجتماعي: «في اطار الحريات يعمل البعض على مدّ الايدي الى خارج لبنان وهذا امر ترفضه الدولة اللبنانية ويعاقب عليه القضاء اللبناني». واردف: «لا يحق لاحد اتهام المسيحيين او المسلمين بالعمالة»، مشيراً الى انه «لا نستطيع تحويل موضوع الحريات الى اوضاع طائفية». ولفت «الى ان مؤتمر الكارلتون ضم مسيحيين ومسلمين ومن كل التيارات طالبوا بالحرية والديمقراطية لذلك فان دفع الامور في هذا الاتجاه خطأ». ثم قال انه لم يفاجأ «باعترافات المستشار السياسي لقائد «القوات اللبنانية» المحظورة توفيق الهندي حول اتصالاته باسرائيل».

بجانب ذلك، ورداً على دعوة عون شباب لبنان الى الهجرة، ابدى النائب قبلان عيسى الخوري بعد لقائه البطريرك الماروني نصر الله صفير استغرابه «كيف ان العماد ميشال عون الموجود في باريس بعيداً عن المعاناة اليومية هنا، يدعو الشباب اللبنانيين الى الهجرة، ويطالب البطريرك صفير بعدم التدخل لدى السفارات لوقف هجرتهم». واضاف: «ان هذا المنطق ينهي لبنان. ونحن على العكس من ذلك طلبنا من البطريرك التدخل لدى كل المرجعيات لوقف هجرة اللبنانيين ان هجرة المسيحيين هدف اسرائيل. ولبنان لا وجود له من دون المسيحيين. وكل تشجيع على الهجرة هو خدمة للاهداف الاسرائيلية عن قصد او عن غير قصد، انني ادعو الجميع وخصوصاً الشباب الموارنة وسائر المسيحيين الى قراءة تاريخنا ومعرفة ظروف الحياة القاسية التي عاشها اباؤنا واجدادنا. وكيف انهم تمسكوا بهذه الارض، وحافظوا على كرامتهم واستقلالهم».

وتابع عيسى الخوري: «ان الشعارات المتكررة التي ربما كان تكرارها احد اسباب ما نحن فيه اليوم، هذه الشعارات لا تفيد احداً، لا الدكتور جعجع، ولا العماد عون ولا حزب (الوطنيين) الاحرار، ولا احد سواهم، خصوصاً في ظل ازمة اقتصادية خانقة، وفي ظل تحولات اقليمية مصيرية، ان هذه المعطيات توجب على الجميع التسليم برأي البطريرك صفير وموقفه العاقل والحكيم».

ودعا عيسى الخوري «جميع السياسيين الى الترفع الى مستوى المرحلة، وتناسي مصالح الاستقطاب الشعبي المرحلي وتجاوزها الى التفاني الهادئ والعاقل في سبيل وحدة لبنان، هذه الوحدة التي تضمن مستقبل شبابنا وعزتهم».