طالبان ترفض تمديد تأشيرات الدبلوماسيين الغربيين وأنان يهددها بمزيد من العقوبات

TT

كابل ـ نيويورك ـ وكالات الأنباء: قالت وكالة الانباء الاسلامية امس ان حركة طالبان الافغانية الحاكمة ابلغت الدبلوماسيين الغربيين، الذين يسعون للقاء ثمانية عمال اغاثة اجانب معتقلين بتهمة التبشير بالمسيحية، انها لن تمدد تأشيراتهم. ونقلت الوكالة عن وكيل احمد متوكل وزير خارجية طالبان قوله ان طالبان ابلغت الدبلوماسيين الغربيين بالفعل انه يجرى التحقيق مع المعتقلين وانهم لن يتمكنوا من لقائهم.

واضاف: «تحدثوا معنا... واختتموا مهمتهم، وبعد ذلك ليست هناك حاجة لتمديد تأشيراتهم»، وستنتهي تأشيرات الدبلوماسيين في 21 الشهر الجاري.

ورفضت طالبان اتصال الدبلوماسيين بالمحتجزين وهم أربعة المان واستراليان واميركيان يعملون بوكالة شلتر ناو انترناشونال ومقرها المانيا الذين اعتقلوا منذ اسبوعين مع 16 من زملائهم الافغان. ومكث الدبلوماسيون الغربيون في العاصمة الافغانية كابل وقالوا انهم لن يغادروا البلاد كما طلبت منهم طالبان.

وامس حذر الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان حركة طالبان من أنها تنتهك القانون الدولي بعدم سماحها لموظفي إغاثة أجانب الذين تعتقلهم بلقاء ممثلين قانونيين أو قنصليين من بلادهم. وقال انان إن هذا قد يؤدي إلى «عواقب وخيمة» ستؤثر على المساعدات الإنسانية التي تتلقاها أفغانستان، والتي تعاني من ويلات الجفاف والحرب الأهلية. وقال بيان للأمم المتحدة إن الأمين العام للمنظمة الدولية يطلب من طالبان التوصل لحل سريع يتماشى مع المعايير والالتزامات الدولية. وكانت طالبان قد اكدت اكثر من مرة أنها لن تسمح للدبلوماسيين الأجانب بلقاء المعتقلين الثمانية. وقال عبد الرحمن عتاق مدير الإدارة القنصلية لطالبان عقب اجتماعه مع الدبلوماسيين يوم الخميس الماضي إن الاجتماعات انتهت، وإنه لا داعي لاستمرار وجود الدبلوماسيين في أفغانستان. وقال القنصل الأسترالي اليستر آدامز إنه وزملاءه الدبلوماسيين تلقوا تحذيرات من أن أي محاولة يقومون بها للإسراع من التحقيقات سيكون لها أثر عكسي.

ويواجه المعتقلون الأجانب اتهامات بمحاولة إقناع المسلمين باعتناق المسيحية. ويواجه الأفغان المعتقلون نفس الاتهامات. وقال عتاق إن طالبان ستوسع من نطاق التحقيقات لتشمل كل منظمات الإغاثة التي تعمل في أفغانستان ومن بينها الأمم المتحدة. وحصل الدبلوماسيون على تأشيرات دخول لأفغانستان لكن المحاولات لتمديد بقائهم بعد موعد انتهائها فشلت، إلا أن الولايات المتحدة قالت إن أحد دبلوماسييها سيبقى في أفغانستان أملا في أن تسمح له طالبان بمقابلة الأميركيين المعتقلين.

ووصف الدبلوماسي الاميركي ديفيد دوناهيو موقف طالبان بأنه غير مقبول. وقال إنه لا يقبل مزاعم طالبان بأن الاتهامات الموجهة إلى المعتقلين خطيرة جدا وبالتالي يجب أن تفرض عليهم قيود مشددة. واضاف ان لقاء ممثل قنصلي للمعتقلين من مواطنيه أمر يطبق في جميع أنحاء العالم وهو ما لا توافق عليه طالبان.

وسمحت طالبان للدبلوماسيين بتسليم خطابات ومتعلقات شخصية وأغذية للمعتقلين، لكنها لم تسمح للمعتقلين بإرسال خطابات لعائلاتهم. واجتمع الدبلوماسيون لأول مرة مع مسؤولي طالبان يوم الأربعاء الماضي، وأبلغوا أن مواطنيهم في حالة جيدة. ولم يتضح بعد ما إذا كانت قوانين طالبان ستطبق على المعتقلين الأجانب. وهناك قانونان يتعلقان بمحاولة إقناع الأفغان بالارتداد عن الإسلام واعتناق المسيحية، الأول يطبق على الأجانب ويقضي بترحيلهم بعد سجنهم لفترة قصيرة، والثاني يقضي بإعدام أي أفغاني يرتد عن الإسلام والشخص الذي أقنعه بالارتداد.