بيجوفيتش لـ«الشرق الأوسط»: محكمة لاهاي تعرف أننا منعنا ارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين العزل

TT

استبعد الرئيس البوسني السابق علي عزت بيجوفيتش امس ان توجه محكمة جرائم الحرب الدولية ليوغوسلافيا السابقة تهما بارتكاب جرائم حرب له او لزملائه اعضاء مجلس رئاسة البوسنة بين عامي 1990 و1993. واضاف في تصريحات خاصة بـ«الشرق الأوسط»: «ان لدى المحكمة الكثير من الادلة على انني وزملائي اعضاء مجلس الرئاسة قد تمكنا من منع ارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين العزل.. ونحن ايضا لدينا الدليل على ذلك».

وقال: «كنت قد طلبت عدة مرات وبشكل علني من الجهات المختصة بأن تجري التحقيقات بأي عمل يمكن ان يكون جريمة ارتكبت بحق اي انسان، مهما كانت قوميته أو عقيدته، وتوقيع العقوبات القانونية على المدانين، في الوقت الذي كانت فيه الاطراف الاخرى التي اعتدت على البوسنة تخفي جرائمها وتبعد الشبهات عن مرتكبيها، وانا اول من طالب بالتحقيق بالجريمة التي ارتكبها جنود من الجيش البوسني بحق الكروات في قرية جرابوفيتسا في منطقة الهرسك، قبل ان يطالب الكروات بذلك، بل عاقبت مرتكبيها.. اليس ذلك احد الادلة على اننا نناهض كل ما هو ضد الانسانية، ولندع الآن محكمة جرائم الحرب الدولية في لاهاي لتقوم بواجبها الذي اعتبره افضل ما يجري اليوم في العالم». وقال بيجوفيتش: «في هذه المحكمة سيكتب تاريخ البوسنة، ورغم انه ستكون هناك اخطاء في هذا التاريخ الذي تخطه المحكمة الا انه سيكون افضل تاريخ يكتب عن البوسنة لتلك الحقبة».

وعن العقوبات التي يمكن ان تفرضها المحكمة الدولية على الجنرالات البوسنيين الثلاثة الموجودين الآن في سجن المحكمة في لاهاي قال: «ان ضباط وجنود الجيش البوسني خلال فترة العدوان على البوسنة كانوا يخوضون معارك دفاعية عن النفس، ولا اعتقد ان احدا من هؤلاء القادة قد ارتكب او حرض على ارتكاب اي جريمة ضد الانسانية، وأترك ذلك للضمير العالمي وللمحكمة الدولية لكشف الحقيقة امام العالم وامام الشعب البوسني، ولا أشك بتبرئتهم امام المحكمة رغم ان بعض وسائل الاعلام في مناطق يوغوسلافيا السابقة تريد ربط محاكمتهم مع وصول المجاهدين «الاصوليين» الى البوسنة آنذاك، كما ان البوسنة لم تكن بحاجة لمقاتلين فقد كنا آنذاك بحاجة لسلاح فقط للدفاع عن انفسنا، ولدينا ما يكفي من الرجال فالجيش البوسني كان عدده اكثر من 100 ألف مقاتل ووصول المجاهدين كان تطوعا منهم، فلم نكن نملك زمام الامور في البلاد، ولا نسيطر على الحدود البوسنية لمنع دخول الاجانب اليها». واضاف: «لم يصل للبوسنة مجاهدون فقط بل كان هناك مرتزقة يقاتلون الى جانب الصرب والكروات، ولم نسمع اي اتهام ضدهم بسبب ذلك».