مصر ترد بقوة على تحريف إذاعة إسرائيل تصريحات الباز في واشنطن

TT

في رد فعل عنيف وحاد للرئيس المصري حسني مبارك على ما بثه راديو اسرائيل امس من تحريفات لتصريحات الدكتور اسامة الباز في واشنطن حول ارسال مراقبين دوليين الى الاراضي الفلسطينية، نفى الرئيس مبارك ما اورده الراديو الاسرائيلي بأن مصر وافقت على رفض فكرة وجود مراقبين دوليين في الوقت الراهن تجاوبا مع رغبة اسرائيل.

وقال الرئيس مبارك في تصريحات صحافية في مطار الماظة العسكري: «نحن لا نتجاوب مع رغبة اسرائيل وانما نسير مع رغبة السلام. واذا كان السلام يحتاج لشيء نحن نقره ونؤيده. اما ما يعلن عن رغبة فلان أو علان أو اسرائيل فهذا لن يحدث. ولاسرائيل ان تذيع ما تريد وهي لها اهداف من وراء ذلك، وبالتالي اقول اولا نحن لم نرفض ارسال مراقبين وقد ذهب وفدنا برئاسة اسامة الباز الى واشنطن كي يتحدث عن المراقبين طبقا لما تم الاتفاق عليه في مؤتمر القمة في جنوى لكن حتى الآن لا يوجد أي شيء. وعلى أية حال نحن نشرح الصورة ونوضح الموقف ونقول اذا لم يكن هناك مراقبون دوليون يمكن ان يكونوا مراقبين اوروبيين». واضاف مبارك: انا اتخوف من ان يكون المراقبون خائفين من الضرب من جانب اسرائيل أو من جانب الفلسطينيين. واقصد ان كل دولة تريد ان تجنب مراقبيها الخطر، وتكون لها حساباتها. وأنا اقول لابد ان تكون النية صادقة اولا لوقف القتال لانه بدون ذلك لا المراقبون ولا غيرهم سوف يعملون شيئاً. ولابد من اقرار السلام في المنطقة لانه بدون اقرار السلام الكل سوف يعاني وأولهم اسرائيل وهم يفهمون ذلك. فكل ما يحدث لن يوفر الامن للمواطن الاسرائيلي، وعمليات العنف لن يكون لها حدود.

وحول الرؤية التي طرحها الوفد المصري رفيع المستوى في واشنطن قال مبارك «ان الادارة الاميركية تفعل ما تستطيع لان الظروف ليست بالسهولة التي نتصورها. والوفد المصري لم يذهب بمبادرة وانما لشرح الظروف بصراحة وأمانة حتى تعرف الادارة الاميركية الحقيقة وليس لمصر أي مصلحة في مساندة هذا أو ذاك، فقط تساند السلام».

وحول التحرك العربي قال مبارك: هناك تحرك في مجلس الامن غدا الاثنين لوقف العنف وحماية الفلسطينيين واقول للاسرائيليين انكم ترتكبون خطأ كبيرا في حق الشعب الاسرائيلي نتيجة تعقب المواطنين الفلسطينيين لانه حينئذ لن تتوقف عمليات العنف والانتقام.

وحول ما تعلنه واشنطن من وقف العنف اولا قال الرئيس مبارك «ان فكرة وقف العنف كلية مستحيلة وقد اخبرت التلفزيون الاسرائيلي بذلك. كما ذهب الوفد المصري الى واشنطن للتأكيد على أن مصر عادلة في موقفها. وقد التقى الوفد وزير الخارجية الاميركي باول العديد من المسؤولين ومسؤولي الامن القومي لبحث سبل تنفيذ ما جاء في تقرير ميتشل».

وكان الدكتور اسامة الباز قد اعلن اول من امس في واشنطن انه طرح خلال المشاورات فكرة ارسال مراقبين للاراضي الفلسطينية سواء كانوا مراقبين دوليين أو اميركيين الى مناطق التماس بين الاراضي الفلسطينية واسرائيل بهدف مراقبة الوضع على الارض. وقال انه من خلال هذه المراقبة والمتابعة الدؤوبة مع تأمين هؤلاء المراقبين سوف يكون متاحا لهم التوصل الى تقرير موضوعي عن الذي يبدأ العنف وما هي اعمال العنف التي ارتكبت حتى لا يترك تقرير ذلك الى الطرف الذي يملك قوة اكبر أو اتصالات أوسع ونفوذا أبعد في بعض المحافل الدولية، ويستمد قوته من القوة العسكرية التي يمتلكها في مواجهة الفلسطينيين.

وسخر الباز من بعض الاصوات التي تزايدت في واشنطن من كتاب وخبراء يحرضون اسرائيل على غزو الاراضي الفلسطينية ويقولون ان هذا قد يمثل حلا، واصفا هذه الاصوات بأنها «مخرفة ليس لها صدى حقيقي»، فالاسرائيليون انفسهم يتبرأون منها، ويعرفون جيدا معنى ومغزى ونتائج اعادة احتلال المدن، اعادة احتلال المدن ستعني دخول اسرائيل في مواجهة ليس فقط مع الفلسطينيين ولكن ايضا في صور مختلفة من المواجهات مع الامة العربية والاسلامية والدولية.

واضاف مستشار الرئيس المصري ان أي تفكير في اجتياح المدن هو تهديد اجوف يصدر من عناصر غير مسؤولة يراد به تخويف أو ارهاب الشعب الفلسطيني وهو يكشف عن افلاس شديد وعجز عن مواجهة الموقف.