احباط مائة محاولة للتسلل يوميا من فرنسا إلى بريطانيا

لندن تهدد بغرامات على «يوروستار» والشركة ترد بأنها ستلجأ إلى القضاء

TT

تدور معركة خفية بين الشركة التي تدير حركة النقل في النفق المحفور تحت بحر المانش، وبين السلطات البريطانية، بعد أن هددت هذه الأخيرة بايقاع غرامة على الشركة تبلغ ألفي جنيه استرليني عن كل متسلل يلقى القبض عليه وهو يحاول بلوغ الساحل البريطاني عبر النفق، آتياً من فرنسا.

وكانت الشركة المالكة لقطار «يوروستار»، الذي يربط باريس ولندن، قد انفقت في السنتين الأخيرتين ثلاثين مليون فرنك (4 ملايين دولار) لتعزيز الرقابة على المسافرين الذين لا يحملون تأشيرات نافذة، او على اولئك الذين يتسللون الى عربات القطار خلال الليل للاختباء فيها. لكن هذه الاجراءات لم تضع حداً لمشكلة الهجرة السرية المتزايدة الى بريطانيا.

ويرى المسؤولون عن الشركة ان مشكلة الهجرة تحتاج الى امكانيات دولة للتصدي لها، ويدافعون عن أنفسهم بأنهم استقدموا أكثر من مائة حارس لمراقبة عربات القطار المتوقفة ليلاً في المحطات الفرنسية، كما جرى نصب مائتي كاميرا للمراقبة، وبفضل هذه الاجراءات تم احباط 18500 محاولة للتسلل عبر النفق خلال الأشهر الستة الأولى من هذه السنة.

وتنوي شركة النقل عبر نفق المانش التقدم بشكوى أمام القضاء ضد السلطات البريطانية، استناداً الى ان العقد الموقع بين باريس ولندن يعفي قطار «يوروستار» من الغرامات التي تخضع لها البواخر الناقلة لمسافرين لا يحملون تأشيرة قانونية.

ويترافق هذا الخلاف مع تزايد التوتر في المعسكر الذي أقامته السلطات الفرنسية في بلدة سانجات القريبة من مرفأ كاليه، على المانش، لايواء المتسللين الذين لا يحملون أوراق اقامة. وسبق ان قام نزاع دموي بين مجموعتين كردية وأفغانية من سكان المعسكر الذي يشرف على ادارته الصليب الأحمر.

ونظم 250 موقوفاً في معسكر سانجات اعتصاماً، مطلع هذا الشهر، للمطالبة باطلاق سراحهم وتسوية اوضاعهم بشكل قانوني، وأرسل ممثلون عنهم خطابات الى المفوضية العليا للاجئين لمد يد العون لهم. لكن المفوضية لا تملك صلاحيات تتجاوز بها الحكومات الأوروبية، كما ان الحكومة الفرنسية تجد نفسها عاجزة عن تلبية مطالب المهاجرين الذين لا يودون البقاء على الأرض الفرنسية، وينشدون بلوغ بريطانيا او كندا.