إسرائيل والهند توسعان تعاونهما الأمني تحت شعار محاربة «الإرهاب الإسلامي»

TT

برزت أخيراً قضية التعاون الاسرائيلي ـ الهندي المتنامي في مجالات الأمن ومكافحة «الارهاب» مع ازدياد وتيرة أعمال العنف في كشمير في أعقاب فشل القمة بين الرئيس الباكستاني برويز مشرف ورئيس الوزراء الهندي آتال بيهاري فاجبايي. ونشرت مجلة «جين تيروريزم أند سيكيورتي مونيتور» المتخصصة في القضايا الأمنية، في عددها الصادر هذا الشهر تقريراً سلطت فيه الضوء على الدور المتعاظم الذي تلعبه إسرائيل في التصدي للمقاتلين المسلمين الكشميريين، وفي مراقبة تحركات جماعة أسامة بن لادن. وتعلق الهند أهمية كبيرة على هذا النشاط، خصوصاً بسبب تكهنات متكررة حول قيام بن لادن بتدريب المقاتلين الكشميريين على كيفية التسلل عبر خط الحدود الطويل لضرب أهداف هندية.

وفيما أوضح الكاتب صعوبة تلمس أبعاد التعاون الامني الاسرائيلي ـ الهندي كلها، أكد أن هذا «التحالف» منسجم كل الانسجام مع حرص اسرائيل على توثيق عرى صداقاتها مع دول آسيوية، بينها اندونيسيا، بقصد التصدي لما تسميه بـ«التشدد الاسلامي» الذي تزعم أنه يمثل خطراً عليها. ولئن مثلت زيارة وزير الخارجية الاسرائيلي شيمعون بيريس قبل اشهر الى نيودلهي حدثاً متميزاً على صعيد المشاورات الرسمية بين البلدين، فإن الاتصالات بينهما مستمرة على مستويات شتى منذ سنوات. وفي خطوة تمثل البداية الحقيقية في التعاون بين البلدين، كان وزير الخارجية الاسرائيلي الاسبق ديفيد ليفي قد اتفق مع نظيره الهندي العام 1992 على تشكيل لجنة مشتركة لمكافحة الارهاب تعقد اجتماعات دورية.

ويشير الكاتب الى زيارة قام بها الى تل أبيب العام الماضي وزير الداخلية الهندي لال كريشنا أدفاني، المعروف بتحمسه لترسيخ التعاون الأمني مع اسرائيل. وقد تداول مع المسؤول عن «وحدة مكافحة الارهاب المقاتلة» في مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي، الذي التقاه أيضاً في الهند، في سبل الاستفادة من الخبرات الاسرائيلية في مجال مكافحة الارهاب القادم من خارج البلاد. وتمخضت الزيارة عن اتفاقات حول تزويد الهند معلومات وأجهزة وآليات فضلاً عن تدريب عناصرها العاملين في فرق مقاومة الارهاب. واللافت أن أدفاني تفقد مناطق حدودية في اسرائيل للإطلاع على كيفية حمايتها ومراقبتها، كما زار معامل لإنتاج آليات متطورة تُستعمل في الاستطلاع وتعمل بدون سائق مبدياً رغبة في الحصول على عدد منها. ويرجح الكاتب أن هناك فريقاً واحداً هندياً على الاقل، لمكافحة الارهاب قد تلقى تدريباته في اسرائيل على طرق مراقبة الحدود (730 كم) الفاصلة بين القطاعين الهندي والباكستاني في كشمير.

أما في مجال الصناعات العسكرية، فهناك مذكرة تفاهم بين شركتي «هندوستان إيرونوتتيكس» وشركة «الصناعات الجوية» الحكومية الاسرائيلية ووُقعت خلال زيارة قام بها سوبير دوتا، المدير العام لوزارة الدفاع الهندية، على رأس وفد هندي رفيع المستوى الى تل أبيب. ويشير التقرير الى أن اسرائيل حصلت على «ضوء أخضر» من الولايات المتحدة لبيع الهند ثلاث طائرات من طراز «فالكون اواكس» بقيمة 750 مليون دولار. ويُعتقد أن المبيعات الاسرائيلية العسكرية للهند سترتفع في المستقبل القريب من حيث الكم والنوع.