الفاهوم يرجح زيارة عرفات لسورية مطلع الأسبوع المقبل

شعث يقود غدا وفدا إلى دمشق للإعداد للقمة السورية ـ الفلسطينية الرسمية الأولى منذ عام 1988

TT

رجح خالد الفاهوم الرئيس السابق للمجلس الوطني الفلسطيني ان تتم زيارة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات المنتظرة الى دمشق مطلع الاسبوع المقبل. وقال الفاهوم لـ«الشرق الأوسط»: «من المرجح ان تتم الزيارة يوم الاحد او الاثنين المقبلين اي بعد الزيارة المقرر ان يقوم بها الرئيس ابو عمار الى الصين».

وتوقع الفاهوم النجاح لهذه الزيارة التي سيتركز النقاش فيها على اربعة بنود رئيسية وهي كما قال:

ـ التمسك بقراري مجلس الامن 242 و338 كأساس للتفاوض.

ـ قيام دولة فلسطينية مستقلة على كامل الاراضي المحتلة سنة 1967 وعاصمتها القدس المحتلة.

ـ حق اللاجئين في العودة بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194.

ـ التشاور والتنسيق السوري ـ الفلسطيني المشترك ودعم الانتفاضة بجميع الوسائل خاصة في الوقت الحاضر حيث يتصاعد العدوان الاسرائيلي والتطرف الشاروني (نسبة الى ارييل شارون رئيس الوزراء الاسرائيلي) في اغتيال قيادات وكوادر الانتفاضة وهدم المنازل وجرف الاراضي الزراعية.

وتعتبر مصارد فلسطينية في رام الله هذه الزيارة بداية انفتاح في العلاقات الفلسطينية ـ السورية التي ظل الفتور يعتريها منذ الانشقاق الذي وقع في حركة فتح عام 1983 وازداد الفتور في العلاقات بعد توقيع اتفاق اوسلو في واشنطن في سبتمبر (ايلول) 1993 وخروج الفلسطينيين عن خط مفاوضات مدريد ـ دمشق العربي.

وستكون زيارة عرفات لسورية هذه هي الزيارة الرسمية الاولى له منذ الزيارة التي قام بها في مايو (ايار) 1988 اي بعد شهر واحد على اغتيال خليل الوزير (ابو جهاد) نائب عرفات في تونس على ايدي مجموعة كوماندوز اسرائيلية بقيادة ايهود باراك رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق واجتمع خلالها عرفات بالرئيس الراحل حافظ الاسد.

غير ان هذه الزيارة لم تكسر الجليد وظلت العلاقات بين الطرفين شبه مقطوعة رغم تكرر لقاءات عرفات ـ الأسد الأب على هوامش مناسبات مختلفة مثل وفاة باسل نجل الاسد وقمة القاهرة عام .1996 وجرى الحديث عن احتمال تحسن العلاقات بعيد وفاة الرئيس حافظ الاسد وتولي نجله بشار الرئاسة، لكن محاولات الجمع بين الرئيسين لم تنجح رغم زيارة عرفات لدمشق لتقديم التعازي في وفاة الرئيس الاب في يونيو (حزيران) 2000، ولقائه به على هامش الجنازة.

والتقى الرئيس عرفات بالرئيس بشار الاسد على هامش القمة العربية الدورية الاولى التي عقدت في عمان اواخر مارس (اذار) الماضي. واستمر هذا الاجتماع لمدة 20 دقيقة فقط لم يتوصل فيه الطرفان الى اي نتائج تذكر بسبب اصرار الجانب السوري في حينه على ضرورة تلازم المسارات الفلسطينية ـ السورية ـ اللبنانية ورفض الجانب الفلسطيني هذا المطلب الذي اعتبره مسؤول فلسطيني في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» «شرطا يؤثر على استقلالية القرار الفلسطيني في المفاوضات» اي ان «الجانب الفلسطيني لن يستطيع العودة الى التفاوض مع الاسرائيليين الا بموافقة اللبنانيين والسوريين وهذا امر غير ممكن على ضوء الشوط الذي قطعناه في المفاوضات».

واتفق في الاجتماع ان يقوم الرئيس عرفات بزيارة الى دمشق خلال اسابيع وكانت التوقعات ان تتم الزيارة في غضون 3 اسابيع من قمة عمان الا انه ولاسباب لم يفصح عنها لم تتم الزيارة.

ويسبق الرئيس عرفات الى دمشق للترتيب الى هذه الزيارة، وفد برئاسة الدكتور نبيل شعث وزير التخطيط والتعاون الدولي الذي يلعب دور وزير خارجية السلطة الفلسطينية، وغسان الشكعة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة لتحرير الفلسطينية رئيس بلدية نابلس، ومروان عبد الحميد نائب رئيس دائرة شؤون العائدين التي يرأسها محمود عباس (ابو مازن) امين سر اللجنة التنفيذية للمنظمة.

وقال الفاهوم لـ«الشرق الأوسط» ان «شعث والوفد المرافق له سيصلان الى دمشق غدا اي بعد اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي يعقد اليوم في القاهرة لوضع برنامج الزيارة».

واقر ارسال الوفد الى دمشق حسب ما قالته مصادر فلسطينية اخرى لـ«الشرق الأوسط»، في اجتماع القيادة الفلسطينية الذي عقد الليلة قبل الماضية في رام الله الذي ضم كما هي العادة اعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واعضاء حكومة السلطة اضافة الى بعض قيادات حركة فتح وبعض كبار المفاوضين. وعرض ابو مازن في هذا الاجتماع نتائج زيارته الى دمشق.

وقال ابو مازن للمجتمعين حسب المصادر انه تلمس جوا ايجابيا في دمشق ازاء طي صفحة الماضي في العلاقات الفلسطينية ـ السورية ورغبة في بدء علاقات جديدة تقوم على اساس التنسيق. واضافت المصادر ان ابو مازن قال ايضا انه تلمس توجها سوريا نحو الاقلاع عن سياسات تمس القرار الفلسطيني والتدخل والاحتواء.

وذكرت المصادر ان ابو مازن دعا الى تجنب الجانب الفلسطيني فتح ملفات القضايا الشائكة مثل ممتلكات منظمة التحرير وحركة فتح في سورية او ملف المعتقلين الفلسطينيين. ونصح في المقابل بالتركيز على الاطار السياسي للتعاون المشترك.

وكان ابو مازن قد زار دمشق قبل اسبوعين، بدعوة من وزير الخارجية السوري فاروق الشرع. وقالت المصادر الفلسطينية ان دعوة الشرع لأبو مازن جاءت بعد طلب تقدم به لزيارة اقاربه في دمشق، وجاءت الموافقة السورية على الطلب بتوجيه دعوة رسمية، واستغرقت زيارة ابو مازن لدمشق اربعة ايام.