بدء التحقيق مع «القواتيين» الـ4 بتهمة التعامل مع إسرائيل

زوجة الهندي تتخوف أن يصبح «كبش محرقة»

TT

مثل امس المستشار السياسي لقائد «القوات اللبنانية» المحظورة الدكتور توفيق الهندي ومراسل محطة «ام.بي.سي ـ اف.ام» الاذاعية الصحافي انطوان باسيل امام قاضي التحقيق العسكري عبد الله الحاج الذي استجوبهما بعد ادعاء النيابة العامة العسكرية عليهما بجرائم «التعامل والاتصال بالعدو الاسرائيلي ودس الدسائس لديه ومعاونته على فوز قواته وتأليف جمعية بقصد النيل من هيبة الدولة وسلطتها وتعكير صلات لبنان بدولة شقيقة».

وجرى استجواب الهندي في حضور وكيله المحامي شارل حرب (شقيق النائب بطرس حرب)، ثم ارجيء الاستجواب الى يوم الخميس نظرا لوضع الهندي الصحي، في حين حضر ايضاً وكيل باسيل المحامي انطوان حويس (محامي نقابة المحررين).

وأصدر قاضي التحقيق مذكرة توقيف وجاهية بحق كل من الهندي وباسيل، ثم ارجأ استجواب الموقوفين سلمان سماحة وايلي كيروز المدعى عليهما بكتم معلومات وعدم انباء السلطة عن تعامل الهندي وباسيل مع الاسرائيليين الى اليوم . وتكتمت المصادر القضائية ووكلاء الدفاع على ما جرى خلال الجلسة باعتبار ان التحقيق يرتدي طابع السرية. ولم يكشف الطرفان ما اذا كان المستجوَبون قد اعترفوا امام قاضي التحقيق بالاتهامات المساقة ضدهم.

وحول انطباعاته عن ملف توفيق الهندي قال وكيله المحامي شارل حرب: «انني انطلق في دفاعي عن السيد الهندي من القاعدة التي اؤمن بها والتي تقول: كل متهم بريء حتى تثبت ادانته». واضاف: «لن اخوض في التفاصيل وانني اعد دفاعي عن الموكل بشكل مدروس انطلاقاً من قناعاتي».

من جهتها، علقت زوجة الهندي، السيدة كلود ابي ناضر، على الادعاء المساق ضد زوجها وتطورات قضيته فقالت لـ «الشرق الأوسط»: «انا لست مؤمنة بما يحصل مع زوجي. واخاف ان يصبح زوجي كبش محرقة لانه فريسة سهلة». واضافت: «انا متأكدة من براءة توفيق مائة في المائة. وآمل ان يكون القضاء نزيهاً. وأسأل اي قضاء سيحاكم زوجي؟ وانا اناشد كل قاضي ان يراجع ضميره، لان كل من يؤمن بالله ويؤمن بالعدالة يكره الظلم، أليس لهم عائلة واولاد؟ بأي حق احرم من رؤية زوجي 14 يوماً؟».

واعتبرت السيدة ابي ناضر ان ملف زوجها «محض سياسي، وانا قلقة عليه وعلى صحته خصوصاً بعدما شاهدته على التلفزيون». وناشدت القضاة المعنيين ان يعينوا طبيباً لمعاينة زوجها «لاسيما انه بدا امام قاضي التحقيق امس هزيلاً جداً وشاحباً وبوضع غير مريح». وقالت: «انا غير مطمئنة الى صحته».

وسألت زوجة الهندي: «كيف اعلن النائب العام التمييزي القاضي عدنان عضوم ان زوجي يعاني من ارتفاع في ضغط الدم وان وضعه يستلزم معاينة من قبل طبيب قلب، ولم يجر حتى الآن تعيين طبيب له؟». واوضحت ان احداً لم يتصل بالدكتور رولان كساب الذي قيل انه كلف معاينة زوجها. وختمت قائلة «القصة مركبة ولست مؤمنة بكل ما حصل وكل ما سيحصل مع زوجي لانه بريء».

من جهة اخرى، ينتظر ان تختتم التحقيقات الاولية التي تجريها مديرية المخابرات في الجيش اللبناني مع سكرتير التحرير في صحيفة «الحياة » مكتب بيروت الزميل حبيب يونس ليحال اليوم او غداً على ابعد تقدير الى النيابة العامة العسكرية للنظر في ملفه وما اذا سيوجه ادعاء ضده ام لا، بعدما استمع الى افادة شاهدة قيل انها كانت على علم باجتماعات قبرص بين باسيل والاسرائىليين.

وكان المحامي رياض مطر قد قدّم طلباً الى النائب العام التمييزي القاضي عدنان عضوم لتمكين كاتب عدل من زيارة الصحافي يونس في سجن وزارة الدفاع لتنظيم وكالة له يتولى بموجبها الدفاع عنه في هذه القضية.

وكانت المحاكم اللبنانية قد اتمت امس تخلية سبيل بقية الموقوفين لديها، بحيث وافق الحاكم المنفرد الجزائي في بيروت القاضي محمد المصري على تخلية سبيل 13 موقوفاً لديه من التيار العوني و«القوات اللبنانية» المنحلة لقاء كفالات مالية متواضعة، في حين اخلى القاضي المنفرد الجزائي في جبل لبنان القاضي شربل ابو سمرا سبيل موقوفين لديه من التيار العوني بكفالة خمسين الف ليرة. وغادر الموقوفون ظهر امس سجن رومية المركزي برفقة ذويهم.

ومع اطلاق هؤلاء يكون القضاء قد افرج عن جميع الموقوفين ما عدا المدعى عليهم بالتعامل مع اسرائيل. الا ان اطلاق سراحهم لا يعني اعلان براءتهم، اذ انهم سيمثلون امام المحاكم المختصة لمحاكمتهم في وقت لاحق واصدار الاحكام في حقهم.