معارك إعلامية واجتماعات ليلية على منصب الأمين العام للحزب الناصري المصري

TT

انتقلت المعركة الساخنة داخل الحزب الناصري الى مواجهة علنية بعد اعلان نائب رئيس الحزب ورئيس الهيئة البرلمانية عبد العظيم المغربي مساندته المطلقة للقيادي الناصري عضو الهيئة البرلمانية للحزب حمدين صباحي في معركته ضد أمين تنظيم الحزب الحالي احمد حسن حول مقعد الأمين العام للحزب في التشكيلات الحزبية الجديدة.

ورغم تطوير الهجوم من جبهة المغربي وصباحي ضد جبهة احمد حسن إلا ان الاخير رفض التعليق على تصريحات المغربي وتصرفاته الأخيرة، وقال في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» انه ينتظر اجتماع المكتب السياسي للحزب (أعلى هيئة حزبية) يوم السبت المقبل لمناقشة هذا الامر، مشيراً الى انه يفضل عدم الدخول في معارك كلامية قد تفسر جو العلاقة بين اعضاء الحزب وبعضهم، وأكد حسن ان مهمة بناء الحزب مهمة شاقة تحتاج تضافر كافة الجهود بصرف النظر عن تباين وجهات نظرهم واختلاف مواقفهم.

من جانبه نظم عبدالعظيم المغربي جلسة مغلقة في منزل السفير وفاء حجازي عضو المكتب السياسي للحزب سابقاً مساء السبت الماضي حضرها رئيس الحزب ضياء الدين داود وأمينا الحزب الحالي فاروق العشري والسابق احمد الصاوي وعرض المغربي خلال هذه الجلسة رؤيته في التغيير داخل الحزب مطالباً بتولي صباحي منصب الامين العام للحزب، وهو المطلب الذي سبق ان نادى به صباحي نفسه في المؤتمر العام الأول للحزب خريف 1992 ولم يعط داود رداً نهائياً في ما يتعلق بهذه القضية، الا ان الجلسة كشفت عن تباين في وجهات نظر الفريق المناوئ لأحمد حسن، خاصة في ما يتعلق بقضية تولي صباحي منصب الأمين العام للحزب والذي حاول المغربي تقديمه على انه يلاقي اجماعاً داخل صفوف الناصريين.

وعلى جانب آخر واصلت مجموعة من القيادات الناصرية أعضاء اللجنة المركزية والامانة العامة للحزب اجتماعاتهم لبحث كيفية التخلص من احمد حسن بعيداً عن موقفهم من تولي صباحي المهمة بدلا منه، وشاركته قيادات حزبية من محافظات الصعيد يتقدمهم الدكتور مصطفى القاضي امين الحزب بمحافظة اسيوط واحمد عبد الغفار امين الحزب السابق لمحافظة سوهاج في مناقشة كيفية احداث تغيير كيفي في اسلوب ادارة الحزب وهو ما رد عليه احمد حسن بسلسلة من اللقاءات في العديد من محافظات الصعيد لحشد انصاره في مواجهة أي تحركات مستقبلية ضده.

ويبدو رئيس الحزب ضياء الدين داود في خلفية المشهد في انتظار ما ستفسر عنه الايام القادمة قبل بدء ماكينة الانتخابات الحزبية في الدوران وقد وصف البعض موقف ضياء الدين داود بأنه موقف طبيعي ينسجم مع طبيعته الشخصية التي تؤثر الابتعاد عن تفاصيل الخلافات وصولا الى حلول تجميعية تضمن له البقاء على رأس الهرم التنظيمي الحزبي، وعلى الجانب الآخر بدا نائب رئيس الحزب حامد محمود سعيداً بما يعانيه احمد حسن أمين التنظيم من هجوم من أكثر من جبهة، وان كان حتى الآن لم يعلن موقفه النهائي الا ان موقفه القديم من احمد حسن الذي رفض توليه (حامد محمود) رئاسة مجلس ادارة جريدة «العربي» لسان حال الحزب يؤكد ان محمود سيختار الجانب المضاد لأحمد حسن أياً كان الفريق الذي سيلعب معه.

وقد اكدت مصادر حزبية ان الصراع داخل الحزب ما زال في مراحله الأولى وان الاسابيع القادمة ستشهد تغييرات تكتيكية في مواقف الكثيرين، ولا يمكن اعلان تشكيل الجبهات المتصارعة داخل الحزب في هذه اللحظة، مشيرين الى ان هذا الجو رغم مظهره السلبي الا انه سيؤدي بالضرورة الى تطوير العمل الحزبي ودفعه للأمام.