مقاطعة فويفودينا الصربية تطالب بالحكم الذاتي تمهيدا لاستقلالها عن بلغراد

TT

عقدت الأحزاب السياسية في مدينة نوفي ساد عاصمة مقاطعة فويفودينا الصربية مساء اول من امس اجتماعا طارئا لبحث آخر مجريات الوضع على الساحتين الصربية واليوغوسلافية بعد ان وصلت الخلافات داخل التحالف الحاكم في صربيا ويوغوسلافيا الى درجة توجيه الاتهامات بين الاحزاب المشاركة فيه ومطالبة الرئيس اليوغوسلافي فويسلاف كوشتونيتسا البرلمان الصربي بالتصويت على سحب الثقة من الحكومة الصربية.

وخرجت الأحزاب السياسية في فويفودينا بقرار تطالب فيه الحكومة الصربية بإعادة الحكم الذاتي لمقاطعة فويفودينا الذي الغاه الرئيس اليوغوسلافي السابق سلوبودان ميلوشيفيتش عندما تسلم رئاسة صربيا عام 1989. وأرسل زعماء فويفودينا هذا المطلب الى البرلمان الصربي لمناقشته واتخاذ القرار بشأنه.

ورغم ان بلغراد كانت قد طلبت من زعماء الاحزاب السياسية في المقاطعة الانتظار حتى تكشف الامور عن مستقبل التحالف في صربيا بعد انسحاب الحزب الديمقراطي الصربي الذي يترأسه كوشتونيتسا، فان سكان فويفودينا رفضوا مناورة بلغراد وقرروا ان تدرج هذه الفقرة على جدول اعمال البرلمان في جلسته التي سيقرر فيها حجب او اعطاء الثقة لحكومة زوران جنجيتش.

وقد قرر جنجيتش عقد جلسة طارئة لزعماء احزاب التحالف الحاكم لبحث مطلب مقاطعة فويفودينا، وقال انه لن يقف في وجه مطلب المقاطعة لكن البرلمان سيقرر ذلك. وقد اعلن نيناد تشانك رئيس مجلس بلدية المقاطعة انه بغض النظر عن قرار البرلمان الصربي فان المقاطعة ستبدأ السير في هذا الطريق وتبني علاقتها الداخلية والخارجية على هذا الأساس لأن مؤتمر لندن 1992 الخاص بيوغوسلافيا أقر الاعتراف بالحكم الذاتي للمقاطعة.

الى ذلك، اعلن ميلو دجوكانوفيتش رئيس جمهورية الجبل الأسود، العضو الأصغر في الاتحاد اليوغوسلافي، ان الاتحاد اليوغوسلافي قد انتهى منذ عام 1990 ويجب قبول بلغراد بهذه الحقيقة، وان جمهورية الجبل الأسود لن تبني فيدرالية جديدة مع صربيا مهما كان شكلها، بل ان العلاقات بين صربيا والجبل الأسود ستكون علاقات جوار على أساس دولتين مستقلتين.

ويسعى دجوكانوفيتش الى استغلال الأزمة السياسية داخل صربيا لتمرير مشروع الاستقلال دون عواقب سلبية على الجبل الاسود.

وقرر البرلمان الاتحادي تعديل الدستور الفيدرالي في الخريف المقبل لإمكانية التوصل الى حل الأزمة اليوغوسلافية وترى بعض احزاب التحالف في صربيا ان استقلال الجبل الاسود هو الحل الأسلم ليوغوسلافيا تجنباً لاندلاع حرب خامسة صارت وشيكة في منطقة البلقان.