واشنطن توقعت مجازر رواندا عام 1994 لكنها أيدت سحب القوات الدولية

TT

واشنطن ـ أ.ف.ب: اظهرت تقارير رفعت عنها السرية امس ان الحكومة الاميركية توقعت حصول المجازر في راوندا التي تلت مقتل رئيس البلاد عام 1994 لكنها اعتبرت انه ليست هناك «مبررات كافية» لابقاء قوة حفظ السلام الدولية في هذا البلد.

وهذه الوثائق التي ابقيت في محفوظات الامن القومي تشير الى انه في حين كانت ميليشيات الهوتو تنصب حواجز على الطرقات وتنتشر في كافة انحاء البلاد استعدادا للمجازر، دعا الدبلوماسيون الاميركيون الى «انسحاب منظم» لبعثة الامم المتحدة لمساعدة رواندا التي كانت بامكانها ان تحمي المدنيين في حال بقائها.

وقال شهود انه في الساعات التي تلت مقتل الرئيس الرواندي جوفينال هابياريمانا في 6 ابريل (نيسان) 1994 بدأت ميليشيات الهوتو المتطرفة بدعم عناصر من القوات المسلحة بنصب حواجز على الطرقات استعدادا لارتكاب المجازر التي اوقعت حوالي 800 الف قتيل من التوتسي والهوتو المعتدلين. واظهرت الوثائق ان وزارة الدفاع الاميركية كانت على علم بهذه الانشطة وان مسؤولا في البنتاغون كتب في مذكرة وجهها الى مساعد وزير الدفاع فرانك ويسنر «اذا لم يمكن اقناع الطرفين بالعودة الى عملية السلام فان حمام دم كبيرا سينجم عن ذلك وقد يمتد على الارجح الى بوروندي».

وبعد ثلاثة ايام امرت وزارة الخارجية الاميركية في برقية سرية البعثة الاميركية لدى الامم المتحدة بالعمل على انسحاب كامل للقوة الدولية من هذا البلد. وجاء في البرقية ان «الوزارة (الخارجية) تعتبر ان ليست هناك مبررات كافية لابقاء بعثة السلام التابعة للامم المتحدة في رواندا وانه على المجموعة الدولية اعطاء الاولوية المطلقة لانسحاب كامل ومنظم في اسرع وقت ممكن لكل عناصر القوة». وقد صوت مجلس الامن الدولي لصالح انسحاب قوة حفظ السلام الدولية من رواندا في 12 ابريل .1994