مقتل7 فلسطينيين في اشتباكات مع قوات الاحتلال قرب نابلس

وإسرائيل تقصف مركزا للشرطة بمخيم خان يونس بصواريخ أرض ـ أرض

TT

قتل فجر امس 5 فلسطينيين خلال اشتباكات دامت اكثر من 4 ساعات قرب قرية بيت ايبا شمال غرب نابلس، وجرح ما لا يقل عن 11 فلسطينيا آخر، من بينهم 7 من رجال الشرطة، في الخليل وقطاع غزة. وفي المقابل اصيب اسرائيليان بجروح طفيفة الى متوسطة جراء اطلاق النار على سيارتهما في منطقة جنين شمال الضفة الغربية. ونفى مصدر فلسطيني في مدينة نابلس رواية دوري غولد مستشار رئيس الوزراء الاسرائيلي لشؤون الدبلوماسية التي زعم فيها ان الفدائيين الفلسطينيين استخدموا سيارة اسعاف للتمويه في هجوم على الجيش الاسرائيلي. وقال المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه لـ«الشرق الأوسط» ان «سيارة اسعاف وصلت الى موقع الاشتباك لنقل الجرحى غير ان قوات الاحتلال منعت وصولها الى الموقع. ولم يستخدم الشباب سيارة من هذا القبيل في العملية على الاطلاق».

غير ان اسرائيل تراجعت عن تهمة سيارة الاسعاف. وقال متحدث باسم الجيش انه بعد التدقيق تبين ان هذا الامر غير صحيح. واوضح ناطق عسكري ان «خطأ ورد في محاضر الحادث على الارض».

وحسب المصدر الفلسطيني، فان مجموعة مسلحة فلسطينية انطلقت في ساعات الفجر الاولى من امس لزرع قنبلة على طريق التفافي يقود الى معسكر لجيش الاحتلال على قمة جبل عيبال شمال نابلس. وعادت المجموعة الى قواعدها باستثناء عاهد محمود فارس». واضاف المصدر ان «مجموعة ثانية توجهت الى المكان للبحث عن عاهد واستعادة جثته فوقعت في كمين للجيش الاسرائيلي، الأمر الذي ادى الى استشهاد ثلاثة آخرين».

وقال المصدر «ان المعركة بالرشاشات استمرت من الساعة الواحدة من فجر امس وحتى الساعة الخامسة». وقد سمع دوي انفجار ضخم خلال الاشتباكات واعتبر المصدر ذلك صوت انفجار العبوة الناسفة التي زرعها عاهد فارس.

وتفيد الرواية الفلسطينية الرسمية ان 4 من عناصر تنظيم فتح جرحوا خلال اشتباك روتيني مع قوات الاحتلال في الجهة الغربية من مدينة نابلس، بينما نجح خامس في الهروب والوصول الى قرية بيت ايبا القريبة. وطالب اهالي المدينة مساعدتهم لاخلاء الجرحى من بستان زيتون قريب. وتوجه 5 من المدنيين الى البستان ليواجهوا برصاص جنود الاحتلال فيقتلون على الفور. وقد نقلت جثث ثلاثة منهم الى مستشفى في نابلس بينما يحتفظ الاسرائيليون بالجثتين الاخريين. وقالت المصادر الفلسطينية ان القرويين الخمسة لا علاقة لهم بالاجهزة الامنية للسلطة ولا بحركة فتح ولا باي فصيل آخر.

واتهمت السلطة الفلسطينية قوات الاحتلال بقتل الشباب الاربعة والتمثيل بجثثهم. وقال بيان رسمي باسم قوات الامن الوطني في نابلس وزعه مركز الاعلام الفلسطيني ان «قوات الاحتلال التي توغلت داخل بلدة بيت ايبا اختطفت جثامين الشهداء الاربعة الذين يعتقد انهم كانوا ما زالوا على قيد الحياة وقتلتهم ومثلت في النصف العلوي من اجسادهم وحطمت رؤوسهم بالفؤوس ثم ألقت بثلاثة منهم على قارعة الطريق».

وقال محافظ نابلس محمود العالول ان الفلسطينيين الثلاثة قتلوا عندما كانوا ضمن مجموعة من سكان قرية بيت ايبا الواقعة الى الغرب من نابلس يحاولون اخلاء مصاب آخر برصاص الجيش الاسرائيلي لكن الجنود ظلوا يمنعونهم بمواصلة اطلاق النار عليهم. واضاف العالول ان عاهد اصيب على الطريق الالتفافي وبقي في المنطقة لعدة ساعات حاول خلالها اخلاء جثمانه لكن رصاص الجيش الاحتلالي حال دون ذلك.

وقال حسين الشيخ امين سر مرجعية فتح ان الجريمة تدل على ان قوات الاحتلال تمارس جرائم وانتهاكات خطيرة. واضاف الشيخ في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» ان هذه الجريمة جاءت ضمن توجهات حكومة ارييل شارون الرامية لسد الطريق على اي جهد دولي لاعادة الهدوء الى المنطقة. فهذه الحكومة كما يقول لديها قرار واضح بمواصلة الحرب ضد الشعب الفلسطيني.

واعتبر الشيخ ان الجهود السياسية التي تبذل الآن لن يكتب لها النجاح ما لم تترجم الى وقف للعدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني.

يشار الى ان ايا من القتلى مطلوب لدى الاجهزة الامنية الاسرائيلية لقيامهم بنشاطات عسكرية.

وبينما يؤكد المصدر الفلسطيني ان عدد القتلى هو 4، يؤكد الاسرائيليون ان عددهم .5 وقال قائد قوات الاحتلال في منطقة نابلس، الرائد يوسي اديري ان قوة من وحدة «اجوز» العسكرية كانت تقوم بمهمة عادية عندما اصطدمت بأربعة مسلحين فلسطينيين في الساعة الثالثة من فجر امس، كان احدهم وهو عاهد محمود فارس يحمل حقيبة سوداء، فطوقتهم القوة وطلبت منهم الاستسلام، لكنهم رفضوا ذلك وعندما حاولوا الهرب اطلق افراد القوة النار عليهم فقتلوا عاهد، بينما نجح الباقون في الفرار.

وتابع اديري القول «بعد فترة عاد اثنان يرافقهما مسلحان آخران في محاولة لاستعادة جثة عاهد رغم اننا ابلغنا السلطة الفلسطينية عبر لجنة الارتباط باننا سنسلم الجثة لهم في وقت لاحق. وطلبنا منهم عدم السماح لاي شخص بالتوجه الى تلك المنطقة، غير ان المجموعة جاءت بسيارة اسعاف للتمويه فاطلقنا عليهم النار وقتل الاربعة».

وقال متحدث باسم الجيش الاسرائيلي ان عملية نابلس هي جزء من الحملة العسكرية ضد ما سماه بالارهاب في اراضي السلطة الفلسطينية. يذكر ان وحدة «اجوز» تدربت على مكافحة العمل الفدائي في جنوب لبنان ضد مقاتلي حزب الله. وانتشرت للعمل في الضفة الغربية وقطاع غزة بعد الانسحاب الاسرائيلي من الجنوب في مايو (ايار) عام .2000 وقد شيعت جثامين الشباب الاربعة امس. وشارك الآلالف من اهالي نابلس في التشييع. والشباب الاربعة هم:

ـ عاهد محمود فارس (23 سنة) من مخيم بلاطة واسرته اصلا من مدينة يافا، وهو من كوادر حركة الشبيبة الفتحاوية حسب المصدر الفلسطيني ومن نشطاء انتفاضة الاقصى.

ـ فادي سماعنة (25 سنة) ـ زاهر اسماعيل (30 سنة) ـ حكم تايه (22 سنة).

الى ذلك، اصيب على الاقل 7 من رجال الشرطة الفلسطينية جراء هجوم اسرائيلي بصواريخ ارض ـ ارض على مركز للشرطة الفلسطينية قرب مخيم خان يونس للاجئين جنوب قطاع غزة. وقال متحدث باسم الشرطة الفلسطينية ان اسرائيل اطلقت امس صاروخين ارض ـ ارض على مركز الشرطة من دون اي استفزاز بينما برر مصدر عسكري اسرائيلي الهجوم بانه جاء «ردا على تعرض مجموعة مستوطنات غوش قطيف» في جنوب قطاع غزة لقذائف هاون.

وقال الناطق «لقد اتى هذا الهجوم بعد طلبنا المتكرر من قوات الامن الفلسطينية وقف هذه الهجمات لكن من دون نتيجة». واضاف ان احدى قذائف الهاون التي لم تسفر عن وقوع ضحايا استهدفت قبل ذلك ببضع ساعات مركزا عسكريا اسرائيليا قرب غوش قطيف.

وهذا هو الهجوم الثالث خلال الاسبوع الحالي الذي تتعرض له مراكز امنية فلسطينية في منطقة خان يونس لقصف اسرائيلي.

وفي الخليل جنوب الضفة الغربية اعلن مصدر طبي فلسطيني عن اصابة 4 فلسطينيين بجروح طفيفة اثناء تبادل اطلاق نار مع الجنود الاسرائيليين الليلة قبل الماضية في المدينة.

وفي جنين، اعلن متحدث اسرائيلي ان مدنيين اسرائيليين اصيبا بجروح طفيفة قرب مستوطنة ميفو دوتان في منطقة جنين. وقال المتحدث ان احدهما اصيب برصاصة في الرجل بينما اصيب الثاني بشظية.

واغتالت اسرائيل بعد ظهر امس نجل احد اكبر المطلوبين لاجهزتها الامنية بقصف السيارة التي كان يستقلها في منطقة «وادي غزة» الواقعة الى الجنوب من مدينة غزة. وحسب المصادر الفلسطينية فان مروحيتين اسرائيليتين من نوع «اباتشي» قصفتا سيارة بلال يحيى الغول (18 عاما) نجل يحيى الغول المطلوب رقم واحد لاسرائيل والمتهم بانه مهندس عمليات التفجير التي هزت اسرائيل في العام 96، وتضعه اسرائيل على رأس قائمة المطلوبين لاجهزتها الامنية. وكانت سيارة «السوبارو» الخاصة ببلال متوقفة في منطقة «وادي غزة» جنوب مدينة غزة عندما قصفتها طائرتا الاباتشي بصاروخين اديا الى تفحم كل من السيارة وجثة الغول. وتعتقد المصادر الفلسطينية ان الطائرات الاسرائيلية كانت تستهدف يحيى الغول والد بلال على اعتبار ان السيارة التي كان يستقلها بلال تعود لوالده. وتتهم الاجهزة الامنية الاسرائيلية الغول بانه الذراع الايمن لمحمد ضيف قائد الجناح العسكري لحماس في قطاع غزة. وحسب شهود عيان فقد اطلقت طائرات الاباتشي صاروخين على سيارة اخرى كانت متوقفة بالقرب من سيارة الغول الا ان ركابها نجحوا في الفرار، حيث اندفعوا بسرعة الى داخل بستان للبرتقال في المنطقة. وتقول مصادر فلسطينية انه يعتقد ان يحيى الغول لم يكن ضمن الذين كانوا في السيارة الثانية.

وقتل في وقت لاحق ستة فلسطينيين برصاص الاسرائيليين في مدينة رفح.