وزير الموارد المائية المصري لـ«الشرق الأوسط»: مياه الفيضان لن تؤثر على السد العالي

TT

اكد وزير الموارد المائية المصري الدكتور محمود أبو زيد قدرة السد العالي الذي اقيم في الستينات، على تحمل الفيضان الكبير في نهر النيل، مشيرا الى ان مصر لن تتأثر سلبا بمياه الفيضان كما حدث في دول افريقية اخرى.

* زيارتكم اول امس الى أسوان اثارت القلق من مخاطر محتملة لفيضان النيل، فما هي الحقيقية؟

ـ زيارتي لأسوان دورية اقوم بها كل اسبوعين للاطمئنان على سير العمل في توشكى والحمد لله العمل يسير بتقدم ممتاز وقد ذهبت للسد العالي للاطمئنان على المفيضات واستطيع ان اقول ان الوضع مطمئن للغاية وأن مفيض السد العالي ومفيض توشكى قادران على استيعاب اعتى الفيضانات واخطرها. وأحب ان أوضح هنا ان دور السد العالي ليس فقط تخزين المياه التي تحتاجها مصر على مدار العام ولكن ترويض الفيضان ايضا وصرفه بالمعدلات التي لا تحدث اثرا سلبيا من تدفق مياه الفيضان، وقدرة السد العالي تمكنه من صرف مليار و100 مليون متر مكعب من المياه يوميا، في حين ان اعتى ايام فيضان هذا العام جاءت بحوالي 800 مليون متر مكعب من المياه من حوالي اسبوع واثناء وجودي في اسوان يومي الاحد والاثنين 19، 20 اغسطس (اب) انخفض الفيضان الى حوالي 400 ـ 500 مليون متر مكعب من المياه في اليوم، وجاءت الاخبار من السودان تطمئن بأن مناسيب الفيضان قد هدأت.

* لماذا تم التعامل مع فيضان هذا العام وكأن هناك خطرا قادما يجب الاستعداد له والتعامل معه بحذر؟

ـ مبعث خطورة الفيضان هذا العام انه جاء مبكرا حوالي 15 يوما، وجاء بكميات أعلى من العام الماضي والاعوام السابقة، فقد وصل الى مصر خلال الـ12 يوما الاولى من شهر اغسطس الحالي نحو 13.5 مليار متر مكعب من المياه مقابل 12 مليارا خلال نفس الفترة من العام قبل الماضي 1999/ 1998 و10.3 مليار في العام الماضي 2000/ .1999

* ما هي الكمية التي تم الاحتفاظ بها كمخزون استراتيجي من المياه ومتى يشكل المخزون خطرا على جسم السد والمنشآت الملحقة به؟

ـ في السد العالي نحتفظ بمخزون مياه قرني وحاليا نحتفظ بــ 146 مليار متر مكعب ومن الممكن الاحتفاظ بكمية تصل الى 164 ملياراً.

* كيف تم التعامل مع مياه فيضان هذا العام؟

ـ تم استثمار جزء كبير في التخزين وصرف كميات للاحتياجات اليومية في الزراعة والصناعة والشرب والباقي تم صرفه في البحر، ففي مثل هذه الحالات لا مفر من صرف بعض الكميات في البحر.

* لماذا لم تتم الاستفادة من هذه المياه الفائضة في زراعة مناطق صحراوية جديدة أو الاستفادة منها في مشروع توشكى؟

ـ الامر ليس بهذه البساطة فحتى الآن لا نستطيع ان نقيم كميات المياه الواردة الينا، فالفيضان يبدأ في اول اغسطس وينتهي في آخر اكتوبر (تشرين الاول) والزراعة تحتاج الى ري سنوي متكرر واهدار المياه والمال في مناطق من دون التأكد من امكانية استمرار ريها في الاعوام القادمة يعتبر استثمارا خاسرا.

* هل قدمت مصر مساعدات للسودان لاعانته على اضرار الفيضان؟

ـ قدمنا للسودان الشقيق مساعدات طبية وعرضنا عليهم مساعدات اخرى في أي مجال.

* هل انت سعيد بمياه فيضان هذا العام؟

ـ سعيد جدا جدا ففي كل عام نتعامل بحساب مع كميات المياه الموجودة لدينا ولكن في ظل الوفرة نستطيع أن نعطي كل قطاع متطلباته: «الزراعة ـ الصناعة ـ استصلاح اراضي ـ مياه شرب.

* متى ستقومون باستثمار جزء من فيضان هذا العام في توشكى؟

ـ ليس قبل آخر شهر سبتمبر (ايلول) عندما نتأكد من كمية المياه التي جاء بها فيضان هذا العام.

* هل يوجد أي خطر محتمل على السد العالي والمنشآت الملحقة به؟

ـ لا يوجد أي خطر مهما كان حجم كميات مياه الفيضان.

* ما هي اخطر الفيضانات التي تعرضت لها مصر؟

ـ في عام 1913 جاء الفيضان بــ 150 مليار متر مكعب من المياه واحدث اضرارا بالغة لان السد العالي لم يكن قد تم انشاؤه بعد، وفي عام 1989 جاء الفيضان بــ 123 ملياراً ولكن السد العالي منع حدوث أية اخطار.

* ماذا عن كمية المياه المتوقعة لفيضان هذا العام؟

ـ حتى الآن كمية المياه التي وصلت في حدود 22 مليار متر مكعب من المياه ولا يستطيع أحد ان يجزم بكمية المياه المحتملة قبل انتهاء ايام الفيضان في اكتوبر القادم.