اعتبر خبراء النيل في السودان ارتفاع مناسيب المياه في اغسطس (آب) الحالي تشكل الاعلى والاخطر منذ عام 1946، وان موجة المياه القادمة نحو الخرطوم تقدر بنحو 800 مليون متر مكعب، وان خطورة هذه الدفعة من المياه انها تأتي في اعقاب وصول مجموعات مياه كبيرة في وقت مبكر مما يزيد الخطر على المناطق السكنية والزراعية الواقعة على طول شاطئ النيل الازرق.
وابلغ مقرر اللجنة العليا لمتابعة الفيضان الدكتور عثمان التوم «الشرق الأوسط» ان مجموع المياه التي تجمعت في الايام العشرة الاولى من الشهر الجاري تجاوزت 22.5 مليار متر مكعب، وهي تعتبر اكبر واعلى من نسبة الفيضانات الشهرية التي عرفها السودان في اعوام 1946 و1948 و1988 و1998، كما ان قمة الفيضان لم تأت بعد، وفي الاغلب تكون في نهاية اغسطس الجاري او مطلع سبتمبر (ايلول) المقبل.
ولم يستبعد خبير المياه ان تكون هذه القمة الفيضانية كبيرة بحسبان ان الامطار ما تزال تهطل، كما ان تقارير من اديس ابابا افادت ان الامطار غير العادية ستستمر في الهطول على الهضبة الاثيوبية حتى شهر سبتمبر المقبل، وان امطار هذا العام اعلى بنسبة 25 في المائة من المعدل الطبيعي.
وقال مقرر اللجنة العليا لمتابعة الفيضان ان كميات المياه المندفعة عبر نهر عطبرة (بالشمالية) فاقت معدلاتها السابقة، وبلغت في الايام العشرة الاولى من اغسطس الجاري 11.5 مليار متر مكعب.
وفي مقارنة بين مناسيب الفيضانات العالية فان مياه النيل ارتفعت يوم 19 الشهر الجاري الى 16 مترا و68 سنتيمترا في الخرطوم، والى 17 مترا و10 سنتيمترات في شندي، والى 15 مترا و60 سنتيمترا في دنقلا، وهي الاعلى مقارنة مع اعلى نسب فيضانات الاعوام 1946 و1948 و1988 و1998.
ومن جانب آخر، صدرت بيانات وتحذيرات من وزارتي الري والداخلية لاتخاذ اقصى درجات الحذر والتحوط تحسبا لموجات اخرى من المياه خلال الايام القادمة «وان الخطر سيظل قائما لاسبوعين قادمين».
واعلن وزير الداخلية اللواء عبد الرحيم حسين عن خطة تعتزم الحكومة تنفيذها لترحيل المواطنين الى مناطق آمنة بعيدة عن النيل.
واظهرت التقارير القادمة من الاقاليم ان الفيضان هدم العديد من المناطق والقرى والاحياء، وان المنطقة الشمالية بوجه خاص تعاني من الفيضان العالي، وان اكثر من 90 قرية محاصرة بمنطقة بربر، كما ان الامطار تهطل بغزارة في عطبرة وبربر وشندي وقد حطمت الاعاصير الاشجار واعمدة الكهرباء مما ادى الى انقطاع التيار.