قال نائب رئيس وزراء كرواتيا جوران جرانيتش امس ان محكمة جرائم الحرب الدولية في لاهاي طلبت من الحكومة الكرواتية ما لديها من وثائق وأدلة على دور المسؤولين الكروات في جرائم الحرب التي شهدتها جبهة الهرسك خلال فترة القتال بين المسلمين والكروات.
وأضاف ان المحكمة طلبت ايضاً التسجيلات الصوتية للجلسات التي عقدها الرئيس الكرواتي الراحل فرانيو تودجمان مع زعماء كروات البوسنة خلال تلك الفترة.
وأوضح جرانيتش ان المحكمة الدولية طلبت اثباتات وأدلة ضد 30 كرواتيا من البوسنة ارتكبوا جرائم في المعتقلات الكرواتية بموستار ومناطق الهرسك الاخرى، والتي زج فيها آلاف من البوشناق المسلمين والتي جرت فيها كثير من الجرائم البشعة التي يعاقب عليها القانون الدولي.
ورداً على سؤال لـ«الشرق الأوسط» عن الأسماء التي تطلب المحكمة الدولية ادلة ضدها قال: «من بين هذه الأسماء وزير خارجية البوسنة الأسبق يادرنكو برليتش (كرواتي) الذي شغل منصب رئيس وزراء الدولة الكرواتية المزعومة آنذاك «الهرسك بوسنة» بين عامي (1992 ـ 1994)، وهو الذي قام باعتقال آلاف المسلمين. كذلك ورد اسم قائد قوات مجلس الدفاع الكرواتي في البوسنة في تلك الفترة الجنرال سلوبودان برالياك (وهو الذي امر بتدمير الجسر التاريخي في موستار) والمسؤول ايضا عن مذبحة «ستوبني دول»، عندما اصدر الامر بتنفيذها، وذهب ضحيتها 86 مسلماً من سكان القرية، جميعهم كانوا من النساء والشيوخ والاطفال، بينهم طفلة لم تتجاوز 4 اشهر، وأحرقت جثثهم، بعد ان تم اشعال النار في جميع بيوت القرية وحينها قال برالياك انه غير آسف عما حصل فجميعهم من الأعداء».
وأشار جرانيتش الى ان المحكمة طلبت وثائق حول دور الجنرال برالياك، ومسؤوليته عن مذبحة اهيتشي التي نفذها الكروات في ابريل (نيسان) عام 1993 وقتل فيها 116 مسلما، كانوا ايضا اطفالا وشيوخا ونساء، لأن الرجال فروا خوفا على ارواحهم ظانين ان القوات الكرواتية ستعامل النساء والشيوخ والاطفال حسب العرف الدولي في الحروب، ولكن وثائق اشارت الى انه خطط لها قبل ان يعود لكرواتيا.
وقال برليتش: «لن اتهرب من التعان مع محكمة جرائم الحرب الدولية كي تتضح الامور على حقيقتها. وأظن ان المحكمة، بعد التحقيقات التي اجرتها مع المتهم ملادن ناليتليتش توتا، تستعد الآن لتوجيه اتهامات لزعماء سياسيين من كرواتيا وكروات البوسنة، بعد ان ثبتت علاقته بالقيادة السياسية الكرواتية في زغرب، وخاصة مع الرئيس الكرواتي الراحل فرانيو تودجمان».
وكان برليتش قد اعلن من قبل انه اصدر امر فتح المعتقلات للمسلمين البوشناق بناء على طلب من زغرب، وبالتحديد من ميروسلاف تودجمان ابن الرئيس الكرواتي الراحل، الذي كان مسؤولاً عن جميع اجهزة المخابرات الكرواتية والمسؤول عن السياسة الكرواتية في البوسنة. واكد برليتش انه يتمنى ان يعاقب كل من ارتكب جريمة بحق اي انسان مهما كانت هويته، لكن بعد ان تجري تحقيقات دقيقة قبل توجيه الاتهام لأحد.
وبرليتش الآن عضو في البرلمان الفيدرالي في البوسنة وانشق عن حزب الاتحاد الديمقراطي الكرواتي بعد وفاة تودجمان.