ميتران عيّر جوسبان بتسريحته الشبيهة بشعر أنجيلا ديفيز فرد ليونيل بالإشارة إلى فك فرانسوا المائل

كتاب يكشف أسرارا ومعلومات مثيرة عن رئيس وزراء فرنسا يصدر الأسبوع المقبل

TT

قبل اسبوع من صدوره عن منشورات «غراسيه» في باريس، يثير كتاب يتناول حياة رئيس الوزراء الفرنسي ليونيل جوسبان، ضجة في الوسط السياسي المقبل على انتخابات رئاسية في الربيع المقبل، من المتوقع ان يكون جوسبان ابرز المتنافسين فيها.

يحمل الكتاب الذي يقع في اكثر من 400 صفحة عنوان «ليونيل»، وهو من تأليف الصحافي كلود اسكولوفيتش، ويتابع سيرة جوسبان منذ الطفولة حتى جلوسه على كرسي رئاسة الوزارة، مروراً بفصل مثير حول الماضي التروتسكي الغامض والسري للسياسي الذي خلف الرئيس الراحل ميتران في زعامة الحزب الاشتراكي الفرنسي.

ويروي المؤلف ان الرئيس السابق كان على علم بالتزام جوسبان المبادئ التروتسكية المتطرفة، في فترة قصيرة من شبابه، وانه قال لأحد المقربين منه ذات يوم ان «جوسبان سيتصرف مرة اخرى مثل اي تروتسكي جيد» تعليقاً على احد مواقف السياسي الشاب الذي لفتت حماسته اهتمام ميتران فاختاره ضمن الطاقم الذي اعتمد عليه في مسعاه لبلوغ «الاليزيه». ويضيف المؤلف انه سأل جوسبان عن رأي ميتران بماضيه المتطرف، فرد قائلاً ان الرئيس السابق لم يسأله يوماً عن انتمائه التروتسكي، فقد كان لا يعير اهتماماً الا لما يفعله الناس في الحاضر.

ويركز الكتاب على الطبع المندفع لجوسبان، وعلى ردود افعاله التي يفشل في السيطرة عليها احياناً. ويروي ان ميتران علّق ذات يوم على اطالة جوسبان شعره الأجعد قائلاً: «الناس يشبهونك بانجيلا ديفيز»، في اشارة الى التسريحة الشهيرة للمناضلة الاميركية السوداء التي ذاع صيتها في حقبة السبعينات من القرن الماضي. ورد جوسبان على زعيمه: «وانت... ان الناس لا يتحدثون الا عن اسنانك»، في اشارة الى خلل في فك ميتران.

ويتوقف الكتاب طويلاً عند حياة جوسبان العاطفية، وعند زواجه الأول من اليزابيث دانمولر، الطالبة اليسارية التي قطعت دراستها لتعمل مضيفة جوية في شركة «اير فرانس». وينقل المؤلف شهادات لأصدقاء عاصروا فترة التعارف الأول بين الاثنين، ان اليزابيث كانت أشد اندفاعاً من خطيبها، وقد عاشت معه عقدين من الحياة المشتركة ثم ابتعدت عن محيطه بعد ان تحول الى سياسي منضبط يخطط لبلوغ اهداف أعلى في مناصب الدولة.

ويروي احد الاصدقاء ان اليزابيث ضربت بحذائها طالباً سمجاً حاول مغازلتها بينما كانت تطالع في مكتبة الجامعة. لكنها اصيبت بالملل، بعد ذلك، من حياة السياسة والسياسيين، ودرست التصوير الفوتوغرافي، وتركت زوجها لطموحاته الحزبية وقامت برحلات طويلة للتصوير في افريقيا وأميركا الجنوبية.

وفي غياب اليزابيث تعرف ليونيل على سيلفيان اجينسكي، استاذة الفلسفة المطلّقة التي ستصبح زوجته الثانية. وتوطد التعارف عندما ذهبت سيلفيان لتطلب من وزير التعليم معونة مالية للكلية الدولية للفلسفة التي يديرها المفكر جاك ديريدا. ولم يكن الوزير، يومذاك، سوى جوسبان الذي دعاها الى الغداء، ثم كان ما كان.