فشل إسرائيلي ثان خلال 24 ساعة في اغتيال ناشطين فلسطينيين في غزة والضفة

نجاة عقيد فلسطيني من محاولة اغتيال في نابلس وإحباط إسرائيلي وبن اليعزر يأمر بالتحقيق في الإخفاق في المحاولتين

TT

فشلت المروحيات الاسرائيلية من طراز اباتشي صباح امس في اغتيال العقيد جهاد عبد الله المسيمي المدير السابق لجهاز البحث الجنائي في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، وذلك بعد اقل من 24 ساعة على فشل محاولة اخرى بطائرات اباتشي في اغتيال اثنين من كبار قادة كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس في قطاع غزة، الامر الذي اثار حالة من الاحباط في اسرائيل واستدعى وزير الدفاع الاسرائيلي بنيامين بن اليعزر، الى الامر باجراء تحقيق.

لكن اسرائيل نجحت في قتل صبي فلسطيني عمره 11 سنة في مخيم خان يونس للاجئين واصابة 5 آخرين. وقتل الطفل محمد زرب بعد اصابته برصاصات اسرائيلية في القلب اثناء اشتباكه ومجموعة من الشبان بالحجارة مع جنود الاحتلال عند مستوطنة نبي ديقاليم، اصابت 9 من افراد الشرطة الفلسطينية اثنان منها حالتهما خطيرة.

ووصف شاهد عيان لـ«الشرق الأوسط» ما جرى في محاولة اغتيال العقيد المسيمي. وقال ان العقيد المسيمي كان خارجا من منزله في بلدة رفيديا غرب نابلس، بسيارته مع اثنين من رفاقه عندما اطلقت المروحية الاسرائيلية صاروخها الاول فاصاب مقدمة السيارة باضرار جسيمة وهي على مسافة 150 مترا من منزله قرب مسجد الروضة. واستطاع المسيمي مصابا وزميلاه من مغادرة السيارة والاحتماء بالاشجار قبل ان تطلق طائرة الاباتشي صاروخها الثاني الذي اخطأ السيارة ايضا واصاب الارض. ونجا المسيمي بجروح طفيفة في رجله اليمنى. واصيب ايضا بجروح طفيفة 4 من المارة.

وتقول رواية اخرى ان الصواريخ اطلقت من موقع اسرائيلي على جبل عيبال المطل على المدينة من الناحية الشمالية. غير ان مصدرا في الشرطة الفلسطينية استبعد ذلك خاصة ان المنطقة التي وقع فيها الاعتداء ليست مكشوفة للموقع وهي محاطة ببنايات مرتفعة اضافة الى الاشجار.

والعقيد المسيمي (42 سنة) الذي نقل الى مستشفى رفيديا لتلقي العلاج، لا يشغل كما ذكر رئاسة ادارة البحث الجنائي في نابلس، اذ اوقف عن عمله عام 1998 عندما اعترف عليه 3 من زملائه بانه كان وراء هجمات ضد اسرائيل. واعتقلته السلطة في حينها لمدة تزيد عن الشهر واوقف عن العمل. وللمسيمي تاريخ مع سلطات الاحتلال:

ـ فقد اعتقلته سلطات الاحتلال عام 1978 بتهمة الانتماء لحركة فتح وتنفيذ عمليات عسكرية وحكم عليه بالسجن لمدة 15 سنة.

ـ اطلقت اسرائيل سراحه عام 1985 في عملية تبادل اسرى بين الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة التي يتزعمها احمد جبريل، واسرائيل.

ـ خضع اكثر من مرة للاعتقال الاداري.

ـ ابعدته سلطات الاحتلال عام 1987 الى الاردن، حيث اعتقل ورحل كما اعتقل في مصر ورحل عنها الى ان استقر به المطاف في بغداد.

ـ اقام في العراق حتى مايو (ايار) 1994 حيث عاد مع العائدين من زملائه امثال حسام خضر عضو المجلس التشريعي الفلسطيني ومروان البرغوثي امين سر تنظيم فتح في الضفة الغربية، اثر توقيع اتفاق اوسلو عام .1993 ـ عين رئيس للبحث الجنائي في نابلس حتى اعتقاله عام 1998، بناء على اتهامات اسرائيلية له عام 1997 بتنظيم خلايا من افراد الشرطة الفلسطينية للقيام بعمليات اطلاق نار ضد المستوطنين والجنود. ويعتبر الاسرائيليون العقيد المسيمي احد قادة كتائب شهداء الاقصى الجناح العسكري لفتح. ويحمله الاسرائيليون المسؤولية المباشرة عن عملية اطلاق نار استهدفت المستوطنين بالقرب من مستوطنة هار براخا اسفرت عن جرح اربعة من المستوطنين بجراح خطرة. ويزعمون بان المسيمي يقوم بتخزين عدد كبير من القذائف الصاروخية في مخيم بلاطة، وذلك لاستخدامها مستقبلا في قصف المستوطنات المجاورة للمدينة.

واعتبر حسام خضر في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» المحاولة تأكيدا جديدا على ان «حكومة ارييل شارون اعلنت الحرب على قيادة فتح الميدانية». وهذا كما قال «يفرض على السلطة الفلسطينية ان تأخذ قرارا واضحا بملاحقة العملاء الذين من خلالهم يتم تنفيذ مثل هذه العمليات». واضاف «ويفرض على السلطة ايضا الدفاع عبر اجهزتها الامنية عن المواطنين الفلسطينيين»، محذرا من «ان اسرائيل ستصطاد المناضلين كالارانب في ظل غياب الرد الفلسطيني».

وفي هذا الاطار عثر على جثة فلسطيني يشتبه في تعاونه مع الجيش الاسرائيلي مقتولا بالرصاص في احد حقول بلدة عتيل شمال مدينة طولكرم. وقال مصدر في طولكرم لـ«الشرق الأوسط» ان صبحي نجيب (في الخمسينات من العمر) معروف بتعاونه مع قوات الاحتلال.

وزاد فشل محاولة قتل الميسمي من احباط الاسرائيليين الذين شعروا باحباط شديد مساء اول من امس جراء فشلهم في تصفية اثنين من قادة كتائب القسام وهما عدنان يحيى الغول (43 سنة) ومحمد ضيف (36 سنة)، بعد ان اخطأت صواريخ مروحياتها سيارتهما واصابت سيارة كانت يقودها بلال الغول نجل عدنان وهو من عناصر الامن الوقائي، الذي توفي على الفور.

ووجهت انتقادات شديدة للجيش بسبب فشل قتل الثلاثة. وقرر وزير الدفاع بن اليعزر اجراء تحقيق خاص في هذا الفشل.

ورد العسكريون على ذلك بغضب شديد واعتبروه خضوعا هزيلا من الوزير لبعض الصحافيين «السطحيين الذين عموا اعينهم عن رؤية النجاحات الهائلة التي حققها الجيش مع اجهزة المخابرات خصوصا في موضوع الاعتقالات ولم يروا سوى هاتين العمليتين».

وكانت اسرائيل قد صعقت مرتين مساء اول من امس اولا عندما تبين ان الصواريخ التي اطلقت على الغول اخطأت هدفها وثانيا عندما تكشف ان السيارة نفسها كانت تقل محمد ضيف المطلوب رقم واحد لاسرائيل. فالمخابرات واجهزة الامن مجندة على مدار الساعة لتصفية او اعتقال محمد ضيف المهندس الاكبر الذي يعد السيارات المفخخة.

وكان محمد ضيف (36 سنة) من مخيم اللاجئين في خان يونس جنوب قطاع غزة، معتقلا لدى السلطة لكنه فر من سجن السلطة في اكتوبر (تشرين الاول) الماضي بعد اندلاع الانتفاضة وتعرض السجن الذي كان محجوزا فيه للقصف الاسرائيلي.

وعدنان الغول كان من اوائل الملتحقين بصفوف «حماس» التي تعارض اية تسوية مع اسرائيل، منذ انشائها سنة .1987 وتعتبره اسرائيل احد كبار قادة كتائب عز الدين القسام، وتصفه بتلميذ يحيى عياش الملقب بـ«المهندس» خبير حماس الاول في المتفجرات الذي اغتالته اسرائيل مستخدمة هاتفا جوالا في غزة في يناير (كانون الثاني) .1995 وتعتبره ايضا المسؤول الرئيسي عن موجة تفجيرات في المدن الاسرائيلية عامي 1995 و1996 ادت الى مقتل حوالي 150 اسرائيليا وجرح مئات آخرين. وتم توقيفه عدة مرات من قبل السلطة الفلسطينية وفر مرتين من السجن. وكان احد المبعدين الـ400 الى مرج الزهور في جنوب لبنان سنة .1992 من ناحية ثانية، توغلت القوات الاسرائيلية لمسافة ثمانمائة متر في عمق مناطق السلطة الفلسطينية في منطقة دير البلح وسط قطاع غزة، ودمرت موقعا للامن الوطني الفلسطيني في المكان الامر الذي اسفر اصابة سبعة من افراد الشرطة الفلسطينية اثنان منهم في حالة الخطر، في اعقاب قيام مسلحين فلسطينيين باطلاق ثلاث قذائف هاون على مستوطنة كفار دروم المجاورة الامر الذي ادى الى احتراق بيت.

واصيب شرطيان فلسطينيان بجراح بين متوسطة وخطرة في محيط مخيم البريج وسط قطاع غزة اثر اطلاق النار عليهم من دورية للاحتلال كانت تقوم بعملية تمشيط على الخط الفاصل بين اسرائيل وقطاع غزة.