جدل حول تزويد إسرائيل زيمبابوي بمعدات عسكرية متطورة لتفريق المتظاهرين

TT

تستعد شركة اسرائيلية لتصنيع السلاح بيع زيمبابوي معدات عسكرية تستخدم لتفريق المتظاهرين، الا ان الشركة الواقعة في مستوطنة «بيت الفا» تصر على ان عملية بيعها لهذه المعدات تعتبر «انسانية» لانها ستمكن السلطات الزيمبابوية من مواجهة المتظاهرين بخراطيم المياه بدلا من الذخيرة الحية.

وقد اثار الامر جدلا في الاوساط الغربية، لتزويد اسرائيل هذا البلد الافريقي الذي يزداد يوما بعد يوم عزلة بسبب سياسات رئيسه روبرت موغابي المناهضة للغرب. وحسب دراسة نشرتها جامعة تل ابيب في الاونة الاخيرة، فان دولا كثيرة مثل الصين والهند وبورما وزامبيا قد صارت زبائن دائمة لاسرائيل على الرغم من ان الولايات المتحدة تفرض على نفسها حظرا شديدا لبيع الاسلحة لهذه الدول.

وقد طالبت الامم المتحدة في الاونة الاخيرة اسرائيل بالتوقف عن تزويد الطرفين في الحرب الاثيوبية ـ الاريترية الاخيرة باسلحة تضم اجهزة مراقبة جوية لاديس ابابا وسفينتين حربيتين لاسمرة، حسبما افادت صحيفة «هآرتس» الاسرئيلية. واقامت اسرائيل مع نظام التمييز العنصري السابق في جنوب افريقيا علاقات عسكرية قوية تضمنت انتاج قطاع واسع من المعدات بينها اسلحة نووية حسبما ذكرت مجلة «افريكا بيزنيس».

وقد طفت الى السطح قضية مبيعات شركة «بيت الفا» الى زيمبابوي الاسبوع الماضي، حين كتب الون ليال الدبلوماسي الاسرائيلي السابق في هراري مقالا بصحيفة «هآرتس» اعرب فيه عن تخوفه من «احتمال استخدام المعدات ضد انصار الديمقراطية او المزارعين البيض او حتى الآلاف من اليهود الزيمبابويين».

وتذكر الشركة على موقعها على الانترنت انها تتخصص في صناعة تكنولوجيا خراطيم المياه. وتقول ان المواد الكيماوية التي تتضمنها الصناعات يمكن استخدامها في حالات الخطر القصوى عبر وضعها في بخار المياه المستخدم.

وتفتخر الشركة الاسرائيلية بكونها توفر للدول المعنية خيارات اخرى عن اطلاق النار ضد المتظاهرين. لكن المواد التي تبيعها تتضمن ايضا مدرعات عسكرية مزودة برشاشات متطورة.

وذكرت صحيفة «فاينانشال غازيت» الزيمباوبية في الاونة الاخيرة ان حكومة هراري تريد شراء 30 مدرعة لتفريق المتظاهرين على الاقل ضمن صفقة قيمتها 10 ملايين دولار مع شركة «بيت الفا» الاسرائيلية.

وتثير الصفقة جدلا ايضا في الحكومة الاسرائيلية. فقد اعرب يوفال ستينيتز عضو الكنيست عن حزب الليكود انه يؤيد تزويد زيمبابوي بهذه المعدات، لان «مدرعات بيت الفا عادة ما تحمي ارواح المتظاهرين»، مضيفا «اننا سنكون سعداء اذا استخدم (الرئيس العراقي) صدام حسين هذه المدرعات». ثم تابع «كنت سافرح كذلك لو استخدم الصينيون في ساحة تيان آن مين فقط خراطيم المياه». لكن مسؤولا اسرائيليا اخر قال ان الحكومة «تسعى للتوازن وتراعي كل الاعتبارات والحساسيات، وعندما يكون هناك تخوف من تعرض المدنيين الى اضرار بسبب الصفقة، سنتحرك لوقفها».

* خدمة «كريستيان ساينس مونيتور» ـ خاص بـ «الشرق الاوسط»