مصدر اسرائيلي: شارون ينسحب من قرية الغجر اذا تسلمتها سورية.. وليس لبنان

TT

علمت «الشرق الأوسط» من مصدر موثوق التقى مع رئيس الوزراء الاسرائيلي، ارييل شارون، وتحدث معه في الموضوع، مؤخراً ان شارون ابدى استعداده للانسحاب من قرية الغجر الواقعة على الحدود السورية ـ اللبنانية شرط ان تسلم الى سورية وليس الى لبنان.

وقال هذا المصدر ان شارون كان مستعداً لتسليم القرية الى لبنان، إلا انه تراجع عن ذلك بسبب معارضة أهالي القرية.. «الذين يخافون من سيطرة حزب الله».

المعروف ان الغجر هي قرية نائية، يعيش فيها اليوم 1750 نسمة من الطائفة العلوية. تقع على نقطة تقاطع الحدود السورية ـ اللبنانية الجنوبية، وعندما احتلت اسرائيل هضبة الجولان السورية، في حرب 1967، شعر أهل القرية بالضياع، إذ لا تدخل قريتهم القوات السورية ولا قوات الجيش اللبناني ولا حتى قوات الاحتلال الاسرائيلي، إذ ان كل طرف حسب ان القرية خاضعة لطرف آخر. وأما اهالي الغجر، فقد فهموا ان بلدتهم وقعت تحت سيطرة الاحتلال الاسرائيلي. واستغربوا عدم دخول جيش الاحتلال قريتهم، فتوجهوا اليه بوفد رسمي، طالبين المساعدة بالماء والغذاء والعمل، وذلك بعد شهر من الاحتلال. ولم يصدق قادة الجيش الاسرائيلي ما سمعت آذانهم، فراحوا يبحثون ويحققون واستغرق الأمر شهراً ثانياً قبل ان يحتلوا القرية.

وفي سنة 1981، عندما قررت اسرائيل ضم الجولان الى اراضيها واصدار بطاقات هوية وجنسية للسكان السوريين فيه، حصل جميع اهالي الغجر على الجنسية، فيما رفض السوريون الآخرون سكان مجدل شمس ومسعدة وبقعاتا وعين قنيا العرض وأعلنوا تمرداً على اسرائيل وأضربوا ستة أشهر عن العمل وفرضوا حرماناً دينياً واجتماعياً على كل من يحمل الهوية الاسرائيلية.

ولم يذكر اسم الغجر في وسائل الاعلام، إلا عند الانسحاب الاسرائيلي من لبنان. فقد رسمت الأمم المتحدة خط الحدود بين اسرائيل ولبنان من رأس الناقورة غرباً الى الغجر شرقاً. وشق هذا الخط القرية الى شقين: الشمالي ويقع في لبنان، والجنوبي يظل تحت الاحتلال الاسرائيلي. الا ان الأهالي رفضوا هذا الترسيم وتصدوا بالقوة لرجالات الأمم المتحدة وموظفي ترسيم الحدود، ووقفوا لهم بالهراوات.

ازاء ذلك، انسحبت قوة الطوارئ الدولية من موقع المراقبة المطل على القرية، احتجاجاً على تصرف الأهالي، وبدأ اللبنانيون من سكان المنطقة، وبينهم رجالات حزب الله، يترددون على القرية. فأعلنت اسرائيل القرية منطقة عسكرية مغلقة. وحرمتها من الخدمات الحيوية الاساسية. ومنذ اسبوعين تعاني قرية الغجر من نقص في الأغذية، والأدوية والخدمات الطبية، وخشي سكانها خطر تحول قريتهم الى ساحة صدامات عسكرية بين قوات الاحتلال الاسرائيلي وقوات المقاومة اللبنانية، وهم الذين لم يعرفوا الحرب في تاريخهم.

وتوجه أهالي الغجر الى الرئيس السوري بشار الأسد، طالبين اهتمامه بأمرهم ومنع أية محاولة لتسليمهم الى لبنان، قائلين ان قلة قليلة منهم تعتبر نفسها لبنانية، والأكثرية الساحقة الباقية متمسكة بانتمائها السوري.

وفي هذه الأثناء، بدأت اسرائيل دراسة امكانية الانسحاب من طرف واحد من القرية، وتوجهت الى دول الغرب، وخاصة فرنسا والولايات المتحدة، بطلب التدخل لتنفيذ هذا الانسحاب «بسلام» وانهاء المسألة الحدودية بالكامل.

ودخل الى الصورة، عضو الكنيست ايوب قرّا من حزب الليكود اليميني الحاكم، والمعروف بأنه يتبنى موضوع ميليشيات لحد الهاربة الى اسرائيل ويتولى الدفاع عن مطالبهم أمام السلطات. وقال قرّا ان اهالي الغجر توجهوا اليه طالبين مساعدته وانهم يخشون من سيطرة حزب الله عليهم. وقال انه لا يريد ان تنسحب اسرائيل من القرية من دون اتفاق، حتى لا تتكرر عندهم مشكلة هرب ميليشيات لحد وطلب لقاء طارئاً مع رئيس الوزراء ارييل شارون والتقاه امس ووعده بأنه لن ينسحب من القرية إلا بضمانات دولية.