جنود الناتو يتدفقون على مقدونيا وسكوبيه تطالب الألبان بتسليم 85 ألف قطعة سلاح

TT

بدأت القوات التابعة لحلف شمال الأطلسي بالتدفق على مقدونيا بعد التوصل إلى اتفاق بين الدول الأعضاء في الحلف في العاصمة البلجيكية بروكسل. ووصلت الدفعة الأولى من الجنود البريطانيين إلى العاصمة المقدونية سكوبيه امس بعد أن وصلت طلائع القوة الفرنسية قبل ذلك بساعات. وستعزز القوة الجديدة قوة من جنود الحلف موجودة في مقدونيا أصلا قوامها نحو 400 جندي، أكثرهم من البريطانيين. ومن المتوقع أن يصل عدد القوات الاطلسية التي ستنتشر في مقدونيا، ضمن ما عُرف بعملية الحصاد الاساسي، 3500 جندي. وقال أحد كبار مسؤولي الحلف دانييل سبكهارد إن الناتو يتوقع حدوث مشاكل ومصاعب قد تعترض طريق عمل قوة المهمات هذه، مثل حوادث عنف ضدها. وستبقى هذه القوة، لمدة شهر واحد في مقدونيا، وتتركز مهمتها على جمع الأسلحة التي يسلمها المقاتلون المتحدرون من أصل ألباني بموجب الاتفاق السياسي المبرم والهادف إلى إنهاء الصراع في البلاد.

وفاجأت وزارة الداخلية المقدونية الناتو، وزادت من تقديراتها لعدد الأسلحة التي بحوزة المقاتلين الألبان إلى أكثر من 85 ألف قطعة سلاح. ويتعارض هذا الرقم مع الرقم الذي اعترف به المقاتلون الألبان الذين قالوا إنها لا تزيد على ألفي قطعة سلاح خفيف متنوعة. وكان جورج روبرتسون الامين العام للحلف قد وصف نشر هذه القوات في مقدونيا بانه خطوة تاريخية مهمة لاستقرار منطقة البلقان وأمنها. وأضاف انه لولا تدخل حلف الاطلسي لبات الوضع في مقدونيا قاتما.

وامس رحبت الحكومة المقدونية والمقاتلون الألبان بقرار حلف الأطلسي، لكن الألبان طالبوا الحلف بان يكون عادلا ونزيها في تعامله مع طرفي النزاع.

وقال متحدث باسم الحكومة المقدونية ان ثمة مهمة صعبة في الانتظار، لكنه اضاف: «بالتعاون فان قوات الأطلسي وقوات الأمن المقدونية ستهزم من يريدون إشعال فتيل حرب أخرى في المنطقة».

ويأمل الحلف في انه من خلال جمع اسلحة المقاتلين الالبان الاعضاء في جيش التحرير الوطني فانه سيساعد على تسهيل عملية السلام على الصعيد السياسي والتي ما زالت تعاني من توترات عرقية ووقف هش لاطلاق الرصاص. واحتل جيش التحرير الوطني شريط اراض اثناء تمرده على القوات الحكومية منذ ستة اشهر في اطار مساعيه للحصول على حقوق مساوية بين السلاف والطائفة الالبانية الكبيرة في مقدونيا.

ويعتقد العديد من المقدونيين ان الاتفاق بين الزعماء من مختلف الاتجاهات يقدم تنازلات كبيرة للالبان. واعترف قائد قوات حلف الاطلسي بأن جيش التحرير الوطني لن تكون لديه مشكلة في اعادة تسليح نفسه بمجرد ان يسلم اسلحته. وقال الميجر جنرال جونار لانج: «اننا نعلم اننا في منطقة يمكنهم فيها اعادة تسليح انفسهم».

ويقول محللون ان حلف الاطلسي عرضة لمخاطر مواجهة متطرفين يعارضون نزع الاسلحة وخلافات بين الجانبين بشأن الجدول الزمني الذي يجب اعداده خلال المهلة الطموحة التي تبلغ 45 يوما.

من ناحية اخرى، اعلنت كندا انها ستسهم بقوة استطلاع قوامها 200 فرد في مهمة الناتو في مقدونيا، كما اعلنت بلجيكا عن مشاركتها بحوالي 80 جنديا.

ومعلوم ان بريطانيا تقود القوات الاطلسية في مقدونيا، اذ تشارك بحوالي 1200 جندي، تليها ايطاليا (750جنديا) وكل من اليونان وفرنسا بحوالي 600 جندي لكل منهما، والتشيك (210 جنود )، بينما تشارك كل من المانيا وهولندا وتركيا بحوالي 120 جنديا لكل منها.