رامسفيلد يدافع عن استراتيجية «نصر حاسم في معركة واحدة»

TT

دافع وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد، عن مراجعته لاوضاع القوات المسلحة الاميركية. وقال انه سيفرغ من صياغة استراتيجية جديدة بحلول شهر اكتوبر (تشرين الثاني) المقبل، تمكن البنتاغون من الوفاء بالتزاماته على مستوى العالم، وتحديث معداته التي تخطاها التطور التقني، والاستثمار في تقنيات المستقبل.

وبينما اعترف بوجود بعض التوترات داخل الكونغرس، وبعض الاخطاء من بداية العمل، الا انه اكد ان القيادات العسكرية الاميركية العليا، قد توصلت الى اتفاق اجماعي، في نهاية الاسبوع الماضي، حول بنود موازنة الدفاع للعام المقبل.

وقال بنبرة واثقة: «بانتهاء المراجعة التي قررها الكونغرس لشؤون الدفاع، على أسس ربع سنوية، في نهاية سبتمبر (ايلول) المقبل، سيقترح البنتاغون تغييرات كبيرة، بما فيها التخفيضات الجذرية للقوات النووية والنظم الجديدة حول التقاعد الاجباري للاحتفاظ بالقادة العسكريين الأساسيين في مواقعهم لفترات اطول.

وقال رامسفيلد: «خلال الشهرين او الثلاثة المقبلة، سيتم الفراغ من الاشياء التي ظللنا نبحثها خلال الشهر الاربعة او الخمسة الماضية، وصياغتها بصورة متكاملة. واعتقد ان هذا سيؤدي الى تهدئة الامور».

واشار الى ان الكونغرس اصبح يتدخل بعمق في عمل الآليات الداخلية لوزارة الدفاع، مصدرا سيلا متصلا من التشريعات الجديدة، ومطالبا باكثر من 900 تقرير في العام حول الشؤون العسكرية ـ مما يستدعي تشغيل جيش كامل من البيروقراطيين والمراجعين.

واضاف: «اننا نحرق كل اشجار العالم لنوفي بهذه الطلبات، وهي طلبات لا تنتهي، وشمسها لا تغرب مطلقا. وتظهر بكميات قليلة في اللحظة المعينة، ولكنها لا تتوقف في اية لحظة.

ولكن رامسفيلد خص تقارير وسائل الاعلام، باهتمام خاص، وخاصة تلك التي عزت التوترات التي نشأت بينه وبين القادة العسكريين واعضاء الكونغرس، الى اسلوبه المستبد والاستبعادي، وخاصة في ايامه الاولى. اذ عمدت مجموعة من التقارير التي ظهرت مؤخرا الى وصف اسلوبه في «اعادة تشكيل» القوات المسلحة بانه نوع من التخبط، وخاصة بعد تخفيضات الميزانية التي بلغت 1.35 ترليون دولار، والتي خفضت الموارد المتاحة لهذه القوات.

قال رامسفيلد معلقا على ذلك: «اذا صدقت كل الاشياء التي تقرأها في الصحف، فانك ستكون مضللا بصورة محزنة».

واشار الى انه خلال شهوره الثمانية التي قضاها وزيرا للدفاع، التقى باعضاء من الكونغرس 361 مرة، وبالقادة العسكريين 320 مرة، وبالصحافة 93 مرة.

ولكنه قال ان المشكلة ليست في الكونغرس، ولا في القادة العسكريين، ولا في الصحافة، بل هي في التعقيد الهائل لهذه الوظيفة. وعلق قائلا: «لم احضر ومعي رقاقة كومبيوترية داخل رأسي تقول لي «نحن نريد عددا اقل من هذا وعددا اكبر من ذاك، في هذا الاقليم التابع لهذا السناتور او ذاك». كل ما هناك ان الرئيس قرر اجراء مراجعة للاوضاع العسكرية.. واحداث تحولات في البنية العسكرية. واذا اقدمت على مثل هذه المهمة، فانك تفعل ذلك بجدية كاملة».

وواصل قائلا: «الواقع يشير الى ان الخطوات الجادة لاجراء التحولات العسكرية، لمجابهة اخطار مثل حروب الكومبيوتر، الارهاب وانتشار الصواريخ، لن تتمخض عن مقدرات قتالية جديدة لعدة سنوات قادمة، ولذلك فان اولئك الذين يهتمون بالحاضر وحده سيقاومون هذا التحولات».

وقال بثقة واضحة، ان قادة الاسلحة، و9 من قادة المناطق العسكرية حول العالم، قد اجمعوا على اطار استراتيجي جديد، من شأنه ان يحل محل العقيدة العسكرية السابقة حول ضرورة كسب الولايات المتحدة الاميركية لحربين كبيرتين في نفس الوقت.

المبدأ الجديد القائم على خفض حجم القوات، كما قال رامسفيلد، يطالب القوات المسلحة بكسب حرب واحدة بصورة حاسمة، وهذا يعني ان تكون قادرة على احتلال عاصمة العدو، اذا كان ذلك ضروريا، وان تكون قادرة بعد ذلك على الحاق الهزيمة الخاطفة بعدو آخر، والاشتراك في جهود حفظ السلام، والاستثمار من تقنيات «القفزة الى الامام».

قال رامسفيلد «كان يسود وزارة الدفاع خلال خمس سنوات اختلال بين الاستراتيجية والقوات. يمكنك ان تتظاهر بان مثل هذا الاختلال غير موجود، وتستمر من العمل كان شيئا لم يكن. ولكن يمكنك ايضا ان تكون امينا وتقول: «انظر: هذا هو الاختلال». واعتقد ان هذا هو التصرف الصحيح. فنحن لا نملك مقدرات النقل الجوي. وليست لدينا القوات الكافية».

وفي ما يتعلق بتخفيض الاسلحة النووية، قال رامسفيلد انه ينوي تقديم توصيات للرئيس بحلول الخريف المقبل، بغرض تخفيض الرؤوس النووية البالغة 7000، مع المحافظة على الثقة في صيانة وسلامة تلك الرؤوس.

* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»