أوروبا تزيد تحركها السياسي في الشرق الأوسط للتعويض عن الغياب الأميركي

TT

في ما يبدو انه ترجمة لحظة متفق عليها بين دول الاتحاد الاوروبي للتعويض بشكل ما عن تراجع الاهتمام الاميركي بالملف الفلسطيني ـ الاسرائيلي، يقوم وزير خارجية ايطاليا ريناتو روجيرو الاسبوع المقبل بزيارة الى اسرائيل والمناطق الفلسطينية وربما الى عدد من عواصم المنطقة، بعد ايام فقط من زيارة نظيره الالماني يوشكا فيشر التي اسفرت عن اتفاق لاجتماع بين الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ووزير الخارجية الاسرائيلي شيمعون بيريس في العاصمة الالمانية على الأرجح. وبعد الوزير الايطالي، سيتعاقب في المنطقة وزراء خارجية اسبانيا وبلجيكا وفرنسا وبريطانيا وربما دول من شمال اوروبا كالدنمارك والسويد. وكل ذلك، في اطار محاولة اوروبية لملء «الفراغ الاميركي».

وترى مصادر اوروبية دبلوماسية واسعة الاطلاع ان ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش «تفتقر الى الافكار الخلاقة» وجل همها في الوقت الحاضر، كما تقول هذه المصادر، هو «منع (رئيس الحكومة الاسرائيلية) ارييل شارون من القيام بعمليات عسكرية واسعة النطاق ضد الفلسطينيين» رداً على هجمات فلسطينية. وترى هذه المصادر ان هذا التوجه «لا يشكل سياسة شرق اوسطية لواشنطن»، وهو ما يسمى «الفراغ الأميركي». وقد شرح وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين معنى «المبادرة» الاوروبية بقوله، عقب اجتماعه مع نظيره الايطالي اخيرا ان «على اوروبا ان توفر حضوراً دائماً لدى اطراف النزاع في الشرق الأوسط حتى تمنع حصول مزيد من التدهور وحتى نساعد على اعادة رسم آفاق سياسية» في المنطقة بمعنى العودة الى طاولة المفاوضات. وذهب مصدر دبلوماسي فرنسي أبعد من ذلك بقوله انه «يجب ألا يترك الطرفان الفلسطيني والاسرائيلي لوحدهما وجهاً لوجه ولذا يجب توفير ضغط وحضور اوروبي ودولي متواصلين».

ولا تبدو المصادر الاوروبية كثيرة التفاؤل مما قد يسفر عنه اجتماع عرفات ـ بيريس. ولذا يسعى عدد من دول الاتحاد، وعلى رأسها فرنسا، الى اعاد تأكيد وجود موقف اوروبي موحد، يستعيد الأفكار الأساسية والمواقف الخاصة بالمستوطنات والاغتيالات والعمليات الارهابية وبيت الشرق وخصوصاً مسألة آلية الرقابة.