القاهرة وعدت بنقل «اتفاق غزة أولا» إلى الفلسطينيين في ضوء جدول زمني للتسوية الشاملة تلتزم به واشنطن

TT

أكدت مصادر دبلوماسية مصرية رفيعة المستوى أن الوفد المصري الذي زار واشنطن برئاسة المستشار السياسي للرئيس المصري الدكتور أسامة الباز قد وعد المسؤولين الأميركيين بنقل اقتراح وزير الخارجية الاسرائيلي شيمعون بيريس حول الانسحاب الاسرائيلي من غزة إلى الجانب الفلسطيني لدراسته بعقل مفتوح في اطار التزام أميركي معلن وواضح بشمول التسوية كل المناطق وضمن جدول زمني محدد واعلان واشنطن الالتزام بثوابت التسوية السياسية التي تؤكد اقامة الدولة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وتعتقد القاهرة أن اقتراح بيريس بمثابة احياء لشعار «غزة أولاً» القديم، وأكدت المصادر المصرية أن الوفد المصري برئاسة الباز استقبل هذا الاقتراح لدى عرضه من الجانب الأميركي بعدة أسئلة حول أسباب اختيار بيريس لغزة أولاً والضمانات التي تحول دون أن يكون هذا الاقتراح تطبيقاً للفكرة الاسرائيلية باقامة الدولة الفلسطينية في غزة والتفاوض على بقية القضايا إلى ما لا نهاية، اضافة إلى الضمانات التي تؤكد موافقة رئيس الحكومة ارييل شارون على اقتراحات وزير خارجيته. وأضافت المصادر أن الوفد المصري حصل في حينه على أجوبة أميركية تتلخص في الآتي:

ـ بالنسبة لأسباب اختيار «غزة أولاً» تعتقد اسرائيل بأن نفوذ الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات القوي في غزة يمكنه من فرض الهدوء عليها، كما أن تخفيف الكثافة السكانية العالية والمزدحمة يساعد على الحد من «العنف».

بخصوص الضمانات المطلوبة عرضت واشنطن اصدار اعلان أميركي أو دولي يؤكد على ثوابت التسوية السياسة في مرجعية الأرض مقابل السلام وتنفيذ القرارين 242 و338 مع الاعتراف بحق الفلسطينيين في اقامة دولتهم المستقلة على الأرض التي احتلتها اسرائيل عام 67.

أما عن موافقة ارييل شارون فقد أفادت واشنطن بما يؤكد موافقة شارون المسبقة على اقتراحات وزير خارجيته، إضافة إلى ذلك لم تتحمس القاهرة لأفكار أخرى عرضت على وفدها في واشنطن في مقدمتها اقتراح بعقد مؤتمر مدريد مرة أخرى حيث ترى القاهرة في ذلك تقويضاً لأسس التسوية التي جرى الاتفاق عليها في مؤتمر مدريد الأول، اضافة إلى ما يمثله ذلك من الغاء لكل الاتفاقات السابقة التي لم تنفذها اسرائيل بالكامل.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن القاهرة ستنشط خلال هذه الآونة في اجراء اتصالات عربية واسعة لتقييم وتحديد الموقف في ضوء نتائج زيارة الوفد المصري برئاسة الدكتور اسامة الباز الأخيرة لواشنطن ومباحثاته المتعددة مع أطراف الرئاسة والأمن القومي والخارجية والكونغرس والمخابرات بالولايات المتحدة الأميركية بهدف ايجاد حل للوضع المتفجر بالشرق الأوسط بسبب العدوان الاسرائيلي المستمر على الشعب الفلسطيني.

وتبحث اتصالات القاهرة العربية في عدد من البدائل والمقترحات الجديدة تم بحثها مع الجانب الأميركي واتفق على قيام الجانبين كل على حدة حتى نهاية الشهر المقبل كموعد حدده الجانبان لبدء تكثيف الجهود من أجل احتواء الاخطار المترتبة على الموقف الراهن وتطبيق عدد من الآليات الجديدة التي يمكن أن تساعد على الخروج من المأزق الحالي.