وجه عبد الرحمن دوشيوف مساعد وزير الخارجية الشيشاني لشؤون تركيا والشرق الأوسط الذي يزور القاهرة حالياً على رأس وفد رفيع المستوى، عتاباً رقيقاً للخارجية المصرية والجامعة العربية لعدم تطوع أي منهما لمقابلة الوفد ومعرفة آخر تطورات الوضع في الشيشان رغم أن زيارة الوفد للقاهرة قاربت على أسبوع ولم يتبق سوى يومين لمغادرة مصر في اطار جولة لبعض البلدان الاسلامية.
وقال دوشيوف في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه لم يقدم طلباً للخارجية المصرية أو الجامعة العربية لمقابلته لكنه كان يتوقع أن تبادر الخارجية المصرية والجامعة بدعوة الوفد لأن لديها علما بنزولهم «ضيوفاً» على مصر التي قال انها من أحب بلاد الاسلام الى قلبه. وأعرب عن رغبته في مبادرة الطرفين المصري والعربي لدعوة الوفد الشيشاني، لكنه عاد ليقول ،ن الأهم في الزيارة ليس اللقاءات الرسمية فحسب ولكن اللقاءات الشعبية مع ممثلي النقابات المهنية والجامعات والمنظمات غير الحكومية، مشيراً إلى أنه التقى ممثلين عن نقابة الصحافيين والأطباء والمحامين.
وأوضح مساعد وزير الخارجية الشيشاني أنه التقى شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي وتحدث معه عن آخر تطورات الوضع في الشيشان وكيفية توفير الدعم الاعلامي للشيشان، وأكد أن الانتفاضة الفلسطينية سحبت إلى حد كبير الأضواء في العالم العربي الاسلامي عن قضية الشيشان الذي يتعرض شعبه لعمليات قتل ووحشية لا تقل عن الممارسات الاسرائيلية في الأراضي العربية المحتلة.
وحول ما إذا كانت زيارة الوفد بغرض جمع التبرعات من الجهات الشعبية المصرية، قال دوشيوف انه حضر للقاهرة بغرض اعادة تسليط الأضواء على قضية الشيشان ولن يطلب تبرعات من أية جهات رسمية وشعبية بمصر، منتقداً بشدة تجاهل الاعلام العربي في الفترة الأخيرة قضية الشيشان وقال ان الاعلام الروسي، رغم أنه الطرف الرئيسي في الحرب ضد الشيشانيين، يتحدث بعض رجاله بدرجة أكبر مما يتحدث عنه الاعلاميون في البلاد الاسلامية.
واتهم مساعد وزير الخارجية الشيشاني الدول العربية والاسلامية بالتقصير الشديد في الدفاع عن القضية الشيشانية لكنه توقع أن يزيد الاهتمام الاسلامي بقضية الشيشان على المستوى العربي في حالة هدوء الأوضاع في الأرض المحتلة، وقال انه يجب الاهتمام بالقضيتين بشكل متواز لأن الضحايا في القضيتين مسلمون.
وعما إذا توقع قبول الجانب الروسي الجلوس على طاولة المفاوضات مع الجانب الشيشاني قال مساعد وزير الخارجية الشيشاني انه مادامت هناك حالة صمت من المجتمع الدولي وعدم وجود آليات للضغط على روسيا لإجبارها على عدم ارتكاب جرائم لا انسانية بحق الشعب الشيشاني فهو أن تستمر الحرب والمقاومة إلا اذا لم تتراجع روسيا أمام تضاعف الخسائر المادية والبشرية لقواتها في الشيشان.
يشار الى أن الوفد الشيشاني الذي يزور القاهرة حالياً يضم انزور أصلان نجل الرئيس الشيشاني أصلان مسخادوف والممثل العام للشيشان في تركيا والشرق الأوسط، ورحمان دوشيف مساعد وزير الخارجية لشؤون تركيا والشرق الأوسط، بالاضافة لممثلي الشيشان في مصر والسعودية والملحقية السياسية للشيشان في القاهرة.