رئيس الأركان الأميركي الجديد كان يخاف الطائرات في طفولته

عمل طيارا مقاتلا وصعد سلم الترقيات العسكرية ليرشح لأعلى منصب

TT

عين الرئيس الاميركي جورج بوش امس الجنرال ريتشارد مايرز الخبير في الشؤون العسكرية الفضائية رئيسا لأركان الجيوش الاميركية خلفا للجنرال هنري شيلتون.

وقال بوش خلال مؤتمر صحافي عقده في كراوفورد (تكساس) ان «الجنرال مايرز هو رجل عازم وقائد حازم وهو شخص يفهم ان قوة الجيوش الاميركية تقوم على رجالنا وعلى تفوقنا التكنولوجي».

وعندما كان ريتشارد مايرز ولدا صغيرا شاهد حادث سقوط طائرة صغيرة وشعر بالرعب الشديد. ومنذ ذلك الوقت، كان يعدو نحو منزل الاسرة باكيا في كل مرة يشاهد فيها طائرة في الجو. واخيرا اخذه والداه الى طبيب اطفال، على امل ان يتمكن من مساعدة الولد على التغلب على خوفه من الطائرات.

ويبدو ان الطبيب نجح نجاحا كبيرا في مهمته. فقد اصبح مايرز مقاتلا في سلاح الطيران وساعات طيرانه بلغت 4 الاف ساعة من بينها 600 ساعة في معارك في فيتنام، وصعد سلم الترقيات التي بلغت قمتها اليوم بترشيحه لمنصب الرئيس الخامس عشر لهيئة الاركان المشتركة الاميركية. وبسبب خبراته وذكائه وطباعه فإن زملاء مايرز الذي يبلغ من العمر 59 سنة يعتبرونه الحليف الطبيعي لبوش ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد في جهودهم لاعادة تشكيل القوات المسلحة لمواجهة التهديدات الناشئة في القرن الواحد والعشرين بتأكيد الدفاعات الصاروخية وحرب الكومبيوتر والاستخدام العسكري للفضاء.

وفي عمله الحالي كنائب لرئيس هيئة الاركان المشتركة كان مايرز مستشارا رئيسيا لرامسفيلد في برنامج «التحويل العسكري». وفي الوقت الذي واجه فيه وزير الدفاع مقاومة حادة في البنتاغون وفي كابتول هيل، فإن مايرز كان مصمما على دعمه ـ بالرغم من ان رفاقه يقولون انه غير متحمس للتغيرات الراديكالية. وقال الجنرال المتقاعد ميريل ماكبيك الذي كان رئيسا لاركان القوات الجوية في الفترة من 1990 الى 1994 «انه سيتعامل مع مشاكل وزير الدفاع او مع مشاكل الرئيس ولكنه لن يتعامل مع مشاكل ريتشارد مايرز».

ووصف جون بايك وهو محلل دفاعي وخبير في شؤون الفضاء في واشنطن مايرز بأن شخصيته مثل شخصية كلينت ايستوود ـ على الاقل من الدراسات التي قدمها في الفترة بين عامي 1998 الى 2000، عندما كان مايرز رئيسا للقيادة الفضائية الاميركية في كولورادو، التي طالبت بتطوير سريع لاسلحة فضائية.

واوضح بايك انه يفهم لماذا وجد بوش مايرز الشخصية المناسبة لمنصب رئيس هيئة الاركان المشتركة، ووصف الفترة التي قضاها في القيادة الفضائية بأنها كانت مثمرة على العكس من معظم ضباط القوات الجوية الذين يعينون في هذا المنصب لقضاء سنوات هادئة قبل التقاعد. الا ان ذلك لا يعني ان مايرز ابعد ما يكون عن المنظرين الراديكاليين في البنتاغون الذين يؤمنون بـ «التغيير» طبقا لعدد اخر من المحللين داخل وخارج المؤسسة العسكرية .

ووصف محلل دفاعي طلب عدم ذكر اسمه ان مايرز بيروقراطي عسكري شمولي وقال انه اذا اختلف مع بوش او رامسفيلد فإن ذلك سيكون بعيدا عن الاضواء. لقد جال في كل مكان وقام بكل شيء. ولم يكن من الممكن شغل هذا المنصب اذا كان متعصبا».

لقد قاد مايرز طائرات وادار برامج مشتريات وقاد القوة الجوية الاميركية في المحيط الهادي، بالاضافة الى منصبه كرئيس القيادة الجوية، حيث اشرف على جهود علة الالفية الثانية الخاصة بالكومبيوتر في المجالات العسكرية واصبح على معرفة وثيقة بأحدث مجالات المعارك وهي الفضاء المعلوماتي.

كما كان مساعدا للجنرال جون شاليكاشفيلي عندما كان رئيسا لهيئة الاركان المشتركة في ادارة كلينتون. وكان دور مايرز في هذا المنصب هو ضابط اتصال لشاليكاشفيلي مع وزارة الخارجية وسافر كثيرا مع وزيرة الخارجية مادلين اولبرايت، التي كانت معجبة اعجابا شديدا بأداء مايرز.

والجدير بالذكر ان شاليكاشفيلي وهو طفل لاجئ من اوروبا الوسطى كان خلال رئاسته لهيئة الاركان المشتركة مهتما بعمليات حفظ السلام وغيرها من المهام الانسانية حول العالم اكثر من سلفه كولن باول. الا انه من غير المعروف وجهة نظر مايرز في هذا المجال، وهو الامر الذي يمكن ان يصبح امرا اساسيا في جلسات الاستماع الخاصة بتأكيد ترشيحه. وفي جلسات الاستماع الخاصة بتأكيد تعيينه نائبا لرئيس هيئة الاركان في ربيع 1999 وجه اليه سؤال عما اذا كانت مهام قوات حفظ السلام المتكررة تؤثر على القدرات العسكرية الاميركية قال مايرز: ان غارات الناتو على كوسوفو كانت بمثابة «نداء للاستيقاظ» لتذكير القادة بمدى توزع القوات الاميركية. وكان مايرز قد انضم في عام 1977 وهو في رتبة ميجور الى كلية قيادة الطيران في قاعدة ماكسويل الجوية ثم انتقل الى جامعة اوبورن في الاباما حيث حصل على درجة الماجستير في ادارة الاعمال. وفي التسعينات كان نجمه في صعود سريع في البنتاغون حيث تولى العديد من المناصب منها القوة الجوية الخامسة في اليابان قبل ان يشغل منصب نائب شاليكاشفيلي.

* خدمة «وشنطن بوست» ـ خاص بـ «الشرق الأوسط»