وزير الدولة الكويتي للشؤون الخارجية: المرجعية في التعامل مع الأزمة العراقية ـ الكويتية هي قرارات الشرعية الدولية

محمد الصباح لـ«الشرق الأوسط»: صدام رد على جهود الملك عبد الله بخطاب سب فيه الأردن

TT

قال وزير الدولة للشؤون الخارجية بالكويت الشيخ محمد صباح السالم الصباح ان هناك اجماعا عربيا على التعامل مع ملف الأزمة العراقية ـ الكويتية في اطار قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة ذات الصلة، وخاصة المتعلقة بالممتلكات وقضية الأسرى. وقال في حوار خاص مع «الشرق الأوسط» ان العراق عاد اخيرا وطرح الموضوع على الجامعة العربية طالباً التدخل لبحث الموضوع بسبب تقرير الأمين العام للأمم المتحدة الذي قدمه إلى مجلس الأمن ويتهم فيه بغداد بالتقصير الشديد في تعاونه مع الأمم المتحدة في ما يتعلق بحل قضية الأسرى الكويتيين، بعدها بعدة أيام تقدم بطلبه إلى الجامعة وعاد بعدها بيومين فقط وبعث برسالة رسمية إلى الأمم المتحدة طلب فيها توسيع اللجنة الثلاثية الدولية الخاصة بالقضية باضافة روسيا والصين والهند إليها كي يعود للمشاركة في هذه اللجنة.

* متى أوقف العراق مشاركته في أعمال اللجنة الثلاثية الدولية بشأن الاسرى والمفقودين ولماذا؟

ـ كان العراق يشارك في أعمال اللجنة طوال 6 سنوات، ولكنه أوقف مشاركته قبل ثلاث سنوات حينما عجز عن الرد على الحقائق والمعلومات التي سجلتها وثائق تم العثور عليها بعد انتهاء الغزو، وهي موقعة من ضباط وقيادات عراقية وأجبروا على تسييس القضية ويتهموننا نحن بتسييسها رغم أن ذلك في غير صالحنا. وقد قبلنا جميع الوساطات التي تدخلت بدءاً من الملك الحسن الثاني رحمه الله انتهاءً بالملك عبد الله عاهل الأردن ورئيس القمة العربية مروراً بمحاولة الدكتور عصمت عبد المجيد، الأمين العام السابق للجامعة العربية، ومبادرته التي أطلقها عام .1993 إلا أن العراق رفض التعاون مع جميع الوساطات.

ان صدام حسين قبل ثلاثة أيام كان يجتمع مع وفد من رجال الأعمال العرب وقال لهم بالحرف الواحد وكان الحديث عن احتلال الكويت وحسبما أذاعه التلفزيون العراقي ووكالة الأنباء العراقية ان «ما حدث قبل 11 سنة هو أن العراق صفع طفلا عاقا وان العراق مستعد أن يصفعه مرة ثانية» وهذا يعني أن احتلاله للكويت يمثل بالنسبة له صفعة كما أنه يعلن نياته باستعداده لتكرارها وهو إعلان من رأس النظام. يبدو أن المزاج في العراق غير مهيأ لبحث هذا الموضوع ويبدو أن هذا النظام غير مستعد بالفعل لحل القضية.

* إلى أي مدى وصل العاهل الاردني في بحث هذا الموضوع باعتباره مكلفاً بهذا الملف من القمة العربية؟

ـ أولاً منذ 11 سنة ونحن نسأل هذا السؤال، وبالنسبة للملك عبد الله فنحن نثق في المساعي الحميدة التي بذلها، إلا أن صدام حسين رد على محاولاته بخطاب سيئ سب فيه الأردن.

* إلى أي حد تسير علاقاتكم مع الدول العربية في الاطار الثنائي؟

ـ علاقاتنا الثنائية مع مصر وسورية وتونس والمغرب ولبنان والعديد من الدول العربية نموذجية حيث لم نكتف فقط بالتعاون في اطار اعلان دمشق بل وقعنا اتفاقيات مع المغرب وتونس. والتعاون لا يشمل الجانب السياسي فقط، بل يمتد إلى الاطار الاقتصادي اذ أصبح الصندوق الكويتي للتنمية يلعب دوراً أكثر مما كان قبل احتلال الكويت ايماناً بضرورة العمل العربي المشترك وبتطوير آلياته لننتهي جميعاً إلى اقامة سوق عربية مشتركة.

* تردد أن هناك وساطة سورية بين الكويت والعراق، وما تقييمكم للتقارب الحالي بين دمشق وبغداد؟

ـ لم يتم بحث موضوع الأزمة العراقية الكويتية بشيء من التفاصيل أثناء الزيارة الأخيرة للرئيس السوري بشار الأسد للكويت، ولكن تحدثنا عن الهموم العربية بشكل عام والانتفاضة الفلسطينية وكيفية دعم صمود الشعب الفلسطيني، كما تحدثنا عن الأمن القومي العربي والتهديد العراقي للكويت بشكل عام لكن لم يكن هناك بحث دقيق ومفصل لهذه القضية. وبالنسبة للتقارب السوري ـ العراقي نحن نؤيد أي انفتاح للعراق على أمته العربية لأننا نعتقد أن النظام العراقي هو الذي يريد عزل العراق من أجل السيطرة على الشعب، ونعتبر أي تقارب بين بغداد والعواصم العربية مكسباً لنا لأنه سيكون هناك صوت العقل في مقابل صوت الشر.

* ما هو تقييمك للاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب؟

ـ الاجتماع كان ايجابياً جداً ونحن لم نأت للقاهرة لاصدار بيانات شجب واستنكار بل قررنا أن يكون المؤتمر رسالة قوية أولاً إلى أبناء شعبنا في فلسطين بأن اخوانهم العرب يقفون معهم، وثانياً رسالة إلى العالم بأنه لا يمكن لاسرائيل أن تنفرد بمواطنين عزل وأن العالم العربي، بل والعالم الاسلامي، يقف بقوة مع حق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وأن الممارسات الاسرائيلية في القدس ترقى الى مستوى التطهير العرقي الذي يحاربه العالم وسبق الوقوف ضده في البوسنة وكوسوفو، وهذا هو موقف الكويت أيضاً.

* ما هو دور الكويت في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه؟

ـ الكويت أكدت دائماً دعمها للشعب الفلسطيني، وأن هذا التزام ثابت نقوم به منذ ما قبل الاستقلال ونحن ندعم الشعب الفلسطيني حين كنا نرسل لهم حملات السلاح، وآخر شيء التزمت به الكويت هو مبلغ 150 مليون دولار تم دفعها بالكامل، ونحن من الدول القليلة التي دفعت حصتها بالكامل في صندوقي الأقصى والانتفاضة، ونتمنى أن تستكمل باقي الدول دفع حصصها.