وزير خارجية العراق: نطالب بحل ملف الأسرى في إطار عربي ومباشرة مع الكويت

الحديثي لـ«الشرق الأوسط»: لا معلومات لدينا بشأن زيارة متوقعة للأسد

TT

نفى ناجي صبري الحديثي وزير الخارجية العراقي لـ«الشرق الأوسط» علمه بما تردد من تقارير غير رسمية حول زيارة سيقوم بها الرئيس السوري بشار الاسد الى بغداد خلال الشهر المقبل في اطار التحسن المطرد في العلاقات السورية ـ العراقية. ورحب الحديثي في حديث مع «الشرق الأوسط» على هامش زيارته الى القاهرة اخيرا للمشاركة في الاجتماع الطارئ لوزراء، بأي زيارة يقوم بها أي من الرؤساء العرب الى بغداد. وفي ما يلي نص الحديث:

* تردد ان الرئيس السوري بشار الأسد سيزور العراق الشهر المقبل ليكون اول رئيس عربي يقوم بهذا منذ 10 سنوات. ما صحة هذه المعلومات؟ ـ ليس لدي علم بهذه الزيارة ولا امتلك عنها أية معلومات، أما من حيث المبدأ فانه لأمر طبيعي ان يقوم الاشقاء والقادة العرب بزيارة بغداد، فالعراق عضو مؤسس في الجامعة العربية وهو صاحب حضارة كبيرة وتاريخ طويل من التضامن العملي مع اشقائه العرب في كل الظروف ومهما كانت التحديات. وليس غريباً اذن ان يقوم أي زعيم عربي بزيارة بغداد، فالأمر ليس مدعاة للدهشة أو الاستغراب بل عدم حدوث ذلك هو الأمر غير المستساغ.

ودعني اذكرك انه عندما تعرضت موريتانيا وهي في أقصى الغرب من خارطة العالم العربي لغزو من السنغال قبل فترة كان العراق هو أول من بادر للاعلان عن استعداده العملي والجاد للوقوف في وجه هذا الغزو. هذا فقط مجرد مثال من امثلة عديدة لا يتسع المجال لذكرها. العراق ابوابه مفتوحة أمام كل من يريد زيارته حتى بدون موعد مسبق فنحن أمة واحدة ومصيرها واحد.

* أكدت الكويت ان حل مشكلة الأسرى والمفقودين معكم يجب ان يتم في اطار الأمم المتحدة، هل تعتبر هذا رفضا صريحا لاقتراحكم بشأن تشكيل لجنة من الجامعة العربية لحسم هذا الملف؟

ـ قضية الأسرى والمفقودين انسانية وتقع دائماً اثناء الحروب والعمليات العسكرية، ورغم مرور 14 عاماً على انتهاء الحرب مع ايران لا زالت لدينا مشكلة اسرى ومفقودين معها وكذلك بين اميركا وفيتنام، اذن وجود الأسرى أمر طبيعي خلال العمليات العسكرية، لكننا ندعو الى حل هذه المشكلة بمعزل عن الامم المتحدة لانها منحازة ضد العراق على طول الخط ولا يمكن ان نثق فيها. نحن نريد انهاء هذه المأساة الانسانية وعدم تسييسها وان نتعامل مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر الى آخر مدى حتى يعود المفقودون العراقيون والكويتيون. ونحن لدينا نحو 1142 مفقوداً واذا بحسبة بسيطة اعتبرنا أن كل مفقود منهم لديه 10 أقارب فقط إذن نحن أمام أزمة انسانية تخص اكثر من عشرة آلاف فرد وهذا هو ما دفعني للمطالبة بحل الملف في اطار عربي ومباشرة مع الكويت. ان الولايات المتحدة وبريطانيا تسعيان الى تسييس هذه المشكلة للإضرار بالعراق وعلى المدى الطويل فان ذلك سيؤدي الى الاضرار النفط مقابل الغذاء، وبعد بدء سريان اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين فان حجم هذا التبادل سيزيد. اننا نشعر بالغبطة في بغداد لمستوى التطور الراهن في علاقاتنا مع مصر ونعتقد ان الارادة السياسية الخيرة لكلا القيادتين كفيلة بدفع هذه العلاقات للأمام في المرحلة القادمة لصالح الشعبين الشقيقين ولصالح جميع الشعوب العربية.

* ولكن على الرغم من ذلك فوزير الخارجية المصري ـ مثلا ـ لم يقم بزيارة رسمية واحدة للعراق على مدى عشر سنوات كاملة؟

ـ حسناً هذا أمر يقرره وزير خارجية مصر وفق ظروفه، وقلوبنا وأبوابنا وعقولنا مفتوحة للاشقاء المصريين والعرب في كل وقت. والزيارة في حد ذاتها ليست مؤشراً على مدى قوة العلاقة بين البلدين، بل ان ما يتحقق على ارض الواقع هو الأبقى كما نعتقد.

* بعد لقائك عمرو موسى الامين العام للجامعة العربية للمرة الأولى هل هناك زيارة وشيكة يقوم بها موسى الى بغداد؟

ـ كما قلت لك ان بغداد تفتح ذراعيها لكل العرب ولكل مسؤول عربي يريد زيارتها في كل وقت.

* لنعد مجدداً لمربع علاقاتكم مع سورية.. هل وصلت الى المدى الذي تأملونه؟

ـ العراق يتحرك على هذا الصعيد بموجب استراتيجية وضعها السيد الرئيس صدام حسين ومنح أولوية قصوى للأشقاء العرب في التعاملات الاقتصادية والتجارية، وهكذا اقمنا علاقات نشطة مع الاشقاء في مصر والاردن وسورية ونفخر بما حققناه على هذا الصعيد خاصة مع مصر مقارنة بما كنا عليه قبل عام 1995، واستطعنا بالمثابرة والارادة السياسية الصادقة للقيادتين السورية والعراقية ان نعمق مستوى علاقاتنا الاقتصادية والتجارية في الاتجاه الصحيح ونأمل في المزيد منه مستقبلا.