صورتان للعنصرية على أعتاب مؤتمر ديربان

ثراء الآسيويين سبب شقاءهم في أفريقيا

TT

بعد 30 عاما على انتهاء حقبة الفصل بين السود والبيض، لا تزال الانقسامات العنصرية قائمة في الولايات المتحدة حيث عادت مسألة التعويضات لاحفاد ضحايا الرق الى واجهة الاحداث لدى اوساط السود. وما يغذي الشبهات بوجود تمييز عنصري انعدام التوازن في نسبة السود القابعين في السجون واولئك الذين يوقفون اثناء مخالفات القيادة والفقر المزمن اذ ان هناك 30 في المائة من عائلات السود مصنفة رسميا بانها فقيرة. وكانت الاتهامات الموجهة الى الشرطة بالقيام بممارسات وحشية عنصرية، تكون قاتلة في غالب الاحيان، وراء الاضطرابات التي اندلعت في سينسيناتي بولاية اوهايو في ابريل (نيسان) الماضي.

لكن الامثلة على النجاح وفيرة لدى الاميركيين من اصل افريقي لا سيما على الصعيد السياسي.

فمعركة مارتن لوثر كينغ وشخصيات اخرى حول قوانين الحق المدني في نهاية الستينات اتت بثمارها مثلها مثل «التفرقة الايجابية» التي فتحت ابواب الجامعات على مصراعيها امام شبان الاقليات.

وقد وقعت المغنية الاميركية ويتني هيوستون لتوها عقدا كبيرا بقيمة 100 مليون دولار كما ان الرياضيين تايغر وودز وفينوس وليامز لمع نجمهما بشكل بارز فيما عين الجنرال كولن باول وزيرا للخارجية ليصبح اول اسود يتولى هذا المنصب، كما ان ريتشارد بيرسون المسؤول الثاني في شركة «اي او ال ـ تايم وورنر» العملاقة هو اسود.

ويقول رون والترز خبير العلوم الاجتماعية في جامعة مريلاند «نعم، لقد حصل تحسن كبير». ويضيف ان «الطبقة الوسطى السوداء شهدت نموا كبيرا بين الستينات والثمانينات» لكن هذه الزيادة راوحت مكانها بعد ذلك بالرغم من الازدهار الكبير الذي عرفه الاقتصاد الاميركي الذي لم يعد يعتمد بالدرجة الاولى على الصناعة وعلى التمركز في منطقة محددة. لكن «العنصرية امر مسلم به في الولايات المتحدة وكل العالم يعرف ذلك» على حد قوله.

وفي تقرير تحت عنوان «العنصرية وادارة القضاء» كتبت منظمة العفو الدولية ـ الولايات المتحدة في نهاية يوليو (تموز) الماضي ان الاميركيين من اصل افريقي والاقليات الاخرى (بينها المتحدرون من دول ناطقة بالاسبانية) «يعانون من نسب غير متوازنة في مجال الاعتقال حيث يشكلون 60 في المائة من اجمالي عدد المعتقلين البالغ 7.1 مليون». واضافت ان السود يواجهون مخاطر الادانة اكثر من البيض بمعدل ثمانية اضعاف. واظهرت دراسة على الفي ملف جرائم جنائية في جورجيا (ولاية جنوبية) ان عقوبة الاعدام صدرت بمعدل 11 مرة اكثر حين يقتل رجل اسود آخر ابيض كما اوضحت منظمة العفو في الولايات المتحدة. وطلبت من الرئيس الاميركي جورج بوش المشاركة في مؤتمر الامم المتحدة المقبل حول مكافحة العنصرية في ديربان بجنوب افريقيا.

وسيدعو والترز مؤتمر ديربان الى الاعتراف بمبدأ التعويضات لضحايا الرق في اجراء يكون «رمزيا» في المرحلة الاولى على ان يتم الاتفاق على قيمته لاحقا، على غرار اليابانيين في الولايات المتحدة الذين منحهم الكونغرس 2.1 مليار دولار 1987 بسبب الاعمال التعسفية خلال الحرب العالمية الثانية. واطلقت حملة لجمع تواقيع على عرائض في الولايات الاميركية الـ50 لدعم مشروعي قانون موجودين امام الكونغرس كما افادت مجلة «واشنطن افرو اميركان». ويعتبر مناصرو هذه الحملة ان هذه المدفوعات ستسمح بالتعويض عن اعمال السخرة خلال عقدين من الرق ما اتاح للبيض جمع الثروات الحالية، لا سيما ان الوعود بالتعويض عام 1865 بالغاء العبودية تم التنصل منها في وقت لاحق.

وفي المقابل ينتقد الكاتب الاسود شيلبي ستيل «ثقافة الضحية» السائدة في صفوف السود والتي تمنعهم من المضي قدما من خلال اخفاء المشاكل الفعلية التي يحددها بالقول: «هناك اليوم 70 في المائة من كل اطفال السود ولدوا خارج اطار الزواج وهناك 68 في المائة من الجرائم العنيفة يرتكبها سود» وفي غالب الاحيان في قضايا مخدرات. ويرد رون والترز على ذلك بالقول ان «الظروف الثقافية للتجمعات المغلقة في مدن الشمال جلبها احفاد العبيد الذين جاءوا من الجنوب ومعهم فقرهم المثير للنفور».