قدومي: فشل محاولة لبحث استخدام سلاح البترول في الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب

TT

قال فاروق قدومي رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية ان بعض الوفود العربية حاولت في الاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب الأخير بالقاهرة مناقشة وبحث استخدام سلاح البترول في الصراع الدائر حالياً مع اسرائيل وللتأثير على الموقف الأميركي والأوروبي.

وأضاف قدومي في حديث لـ«الشرق الأوسط» ان هذه المحاولة قد فشلت على اعتبار ان هذا الموضوع يمكن طرحه على القمة العربية وليس على مستوى وزراء الخارجية.

ونفى قدومي ان يكون الاجتماع الأخير لوزراء الخارجية العرب قد اتخذ قرارات سرية. وقال ان الاجتماع قد وضع برنامج عمل للمرحلة القادمة شطبت منه كلمة «السرية» واستبدلت بها كلمة قرارات داخلية لا تنشر وانه على الدول العربية ان تعمل اكثر مما تتكلم.

وأوضح قدومي ان برنامج العمل هو في اطار السقف السياسي والاعلامي فقط أي بمعنى التحرك باتجاه الأمم المتحدة والدول المؤثرة بهدف دفعها لاتخاذ مبادرات لحماية الشعب الفلسطيني والتأكيد على ان الانتفاضة هي مقاومة مشروعة للاحتلال وللعدوان الذي تشنه القوات الاسرائيلية، بالاضافة الى استمرار تقديم الدعم المالي والسياسي للشعب الفلسطيني والانتفاضة.

وأكد قدومي ان اجتماعات وزراء الخارجية والاعلام العرب لم تناقش أية قضايا تتعلق بالعمل العسكري حيث ان ذلك يعود الى القمة العربية لاتخاذ تلك القرارات الحاسمة.

وأشار قدومي الى ان الاجتماعات الأخيرة لوزراء الخارجية والاعلام العرب قد أظهرت ان هناك قلقاً عربياً شديداً من الأوساط الشعبية والرسمية من استمرار العدوان الاسرائيلي على الفلسطينيين، وان هناك خشية في الأوساط الرسمية العربية من ان يمتد تأثير الانتفاضة الى مناطق أخرى في الوطن العربي تؤدي الى تعريض المصالح الأوروبية والأميركية بشكل خاص الى الضرر وتتوسع حركة الاحتجاج الجماهيري لتعم الوطن العربي بأسره.

وشدد قدومي على ان المسؤولين العرب قد ترسخت لديهم القناعة بأن حكومة ارييل شارون لا تريد السلام وهي تحاول تصفية القضية الفلسطينية تحت سمع وأبصار قادة الدول العربية، مشيراً الى ان هناك حيرة لدى المسؤولين العرب من ان الولايات المتحدة في ظل حكم الرئيس جورج بوش لا تعطي اهتماماً للتطورات الخطيرة في منطقة الشرق الأوسط واحتمالات الانفجار الذي يمكن ان يقود الى حرب جديدة يكره الجميع على دخولها بسبب التعنّت والغطرسة الاسرائيليين.

ورداً على سؤال حول ما اذا كان قيام الأردن بنشر قواته على الحدود مع اسرائيل يعني دعماً للانتفاضة قال قدومي انه لا يعتقد ان هذا الاجراء الأردني يستهدف دعم الانتفاضة او التدخل في شؤونها حيث ان النظرة السائدة حالياً تشير الى ان الدول العربية لا تريد توسيع رقعة الصراع مع اسرائيل بل حصره في اطار الأراضي الفلسطينية المحتلة، ولهذا السبب فان هناك محاولات لتجنب كل الأسباب التي يمكن ان تزيد النار اشتعالاً ولذا فان الجبهات العربية كلها ساكنة وما زالت استراتيجية العرب تعتمد السلام كنهج سياسي لا تتخطاه حتى الان وان الأردن وقّع معاهدة سلام مع اسرائيل ولا يخفى المسؤولون الأردنيون انهم ملتزمون بها.