شعث في دمشق: بحثنا موعدين لزيارة عرفات ونقاط «الاتفاق عالية» بين السلطة وسورية

أجرى مباحثات مع الشرع واعتبر تصريح بوش بمثابة رخصة أميركية لاستمرار القتل

TT

بعد جولة محادثات استغرقت ثمانين دقيقة اجراها مع وزير الخارجية السوري فاروق الشرع في دمشق امس، لم يعط وزير التخطيط والتعاون الدولي في السلطة الفلسطينية نبيل شعث الصحافيين، جوابا شافيا حول موعد الزيارة التي يتردد في هذه الآونة ان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات سيقوم بها الى سورية.

وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» عما اذا كان عرفات سيزور دمشق، قال شعث: «بالتأكيد» وأضاف ان الزيارة ستتم في وقت قريب «وقد وضعنا امس البديلين لموعد الزيارة، مشيرا الى مؤتمر ديربان ومؤتمر الجامعة العربية القادمين وقال: «سأستشير الاخ ابو عمار الآن حول الموعدين، والموعد الذي نتفق عليه سأطرحه غدا في اجتماع آخر مع الوزير الشرع».

وردا على سؤال آخر لـ«الشرق الأوسط» حول العنوان الذي ستأتي تحته زيارة عرفات لسورية في حال تمت هذه الزيارة في ضوء تناقض موقف سورية مع الموقف الفلسطيني من اوسلو، قال نبيل شعث: «ان زيارة الرئيس عرفات لسورية ستأتي تحت عنوان التطوير الكامل للعلاقة الفلسطينية ـ السورية التي لا تبدأ من الصفر»، وقال «لا يوجد تناقض بين الموقفين السوري والفلسطيني ونحن لسنا متناقضين، وعندما يأتي الرئيس عرفات، لا شك ستنشر وثائق جديدة تعبر عن نقاط الاتفاق وهي كبيرة وكثيرة»، وانا اقول بكل صدق وكل ثقة ان نقاط الاتفاق عالية، وهناك قرار سوري وقرار فلسطيني بان نعمل باعلى درجات التنسيق والتشاور والعمل المشترك، وانا سعيد ان اقول انني اليوم على ثقة بان هذه العلاقات السورية ـ الفلسطينية ستمر في مرحلة جديدة خدمة للانتفاضة الفلسطينية وللنضال السوري ـ الفلسطيني ـ اللبناني العربي المشترك».

وردا على سؤال حول ما اذا كان المساران السوري والفلسطيني سيسيران بشكل متواز او معا قال شعث: «ان الوضع في فلسطين مختلف، هناك احتلال كامل وبالتالي نحن الآن لا نتحدث عن مفاوضات، فنحن نواجه عدوانا اسرائيليا يوميا، وحين يتم القضاء على هذا العدوان نعود الى المفاوضات ونعود الى تحديد المسارات».

وعن محادثاته مع الشرع قال الوزير شعث: «ان الاجتماع كان ايجابيا للغاية تباحثنا في كل الموضوعات التي تهم الطرفين، تباحثنا في التحدي التاريخي الذي نواجهه وفي المطلوب عمله سويا وفي ان نكون رافعة حقيقىة للموقف العربي وان ندعم بعضنا بعضا في مواجهة التهديدات الاسرائيلية والعدوان الاسرائيلي وفي دعم الانتفاضة».

وعما اذا كان شعث سيلتقي الرئيس السوري بشار الاسد قال: «حين يأتي الرئيس عرفات».

وردا على سؤال آخر لـ«الشرق الأوسط» حول احتمال ظهور موقف نوعي للسلطة الفلسطينية من الاتصال مع اسرائيل قال نبيل شعث:

«نحن نقاتل عدوانا اسرائيليا طاغيا علينا، والانتفاضة تقدم الدماء، والشعب الفلسطيني يقاوم العدوان، والتزامه باستراتيجية السلام تماما كإيمان سورية بها، وهي استراتيجية سلام وليست استسلاما، استراتيجية سلام عادل ومفاوضات حقيقية تقود الى سلام عادل وليس الى قبول املاءات اسرائيلية وهيمنة اسرائيلية، والشعب الفلسطيني ملتزم تماما بهذا كما تلتزم به سورية».

وعما اذا كان التنسيق الفلسطيني ـ السوري يأتي في اطار التنسيق الفلسطيني مع مصر والاردن او انه يتعارض معهما قال نبيل شعث: «ان التنسيق الفلسطيني ـ السوري هو بالتأكيد يدعم استمرار التنسيق الفلسطيني ـ المصري والسوري ـ المصري والفلسطيني ـ الاردني والسوري ـ الاردني بمعنى ان لا احد يحل مكان احد بل على العكس هذا شيء تكاملي وليس ان يحل احد محل احد، معربا عن امله في ان يتصاعد هذا التنسيق ليشمل معظم الاقطار العربية من خلال اطارات الجامعة العربية.

وسألت «الشرق الأوسط» نبيل شعث: «هل هناك تنسيق بين السلطة الفلسطينية وفصائل الانتفاضة فقال: «لا توجد لدينا مشكلة، كل المقاومة الموجودة على ارض فلسطين تعمل بشكل موحد، ولولا ذلك، لما استطعنا ان نصمد احد عشر شهرا، من دون دبابات او طائرات او صواريخ او سفن حربية، بل على العكس، وشعب فلسطين الذي يشكر كل من يدعمه، هو موحد ويواجه العدوان الاسرائيلي».

وعن تصريحات الرئيس الاميركي جورج بوش الاخيرة حول «ضرورة ان يوقف الرئيس عرفات العنف» قال نبيل شعث: «ان تصريح الرئيس بوش يؤكد مرة ثانية ان الرخصة الاميركية للقتل هي رخصة مستمرة وان اسرائيل تقتل بهذه الرخصة».

وكان نبيل شعث قد اعرب عن امله في ان تنجح زيارة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الى سورية في خلق المزيد من التنسيق والتطوير للعلاقة بين سورية والسلطة الفلسطينية.

وقال لدى وصوله الى دمشق مساء اول من امس «ارجو ان نوفق في تحديد موعد سريع لزيارة الاخ ابو عمار، وفي مناقشة كل الامور المطلوبة لتفعيل هذه العلاقة بيننا، واضاف انه لا توجد عقبات امام الزيارة وان مسائل تتعلق بانشغال الرئيس الفلسطيني حالت دون اجراء الزيارة كما كان متوقعا منذ شهر ابريل (نيسان) الماضي وانه لا توجد اية خلافات مع الفصائل الفلسطينية المعارضة تمنع الزيارة.

وقال شعث «نحن لا ننظر الى عقبات حقيقية، وفي وجه عدوان اسرائيلي متصاعد وانتفاضة باسلة وشعب يقدم دماءه على الارض الفلسطينية حفاظا على حريتها وعلى مقدساتها، في ظل مثل هذه الظروف، لا اعتقد ان هناك اي تعارض مع اي فصيل من الفصائل الفلسطينية، ونحن في الداخل حقيقة نجسد وحدة وطنية، وليس في الداخل الفلسطيني من يعارض زيارة الرئيس عرفات لدمشق ولأخيه الرئيس بشار الاسد، والمسألة تتعلق بترتيبات يجب الوصول اليها وان اوضاعا صعبة تضع الرئيس عرفات دائما في جو الازمة التي تتطلب تحركات ضرورية للوقوف في وجه العدوان الاسرائيلي، وليست هناك اية مشكلة فلسطينية داخلية في لقاء على اعلى مستوى، وفي تطوير العلاقة السورية ـ الفلسطينية.

واكد شعث انه المبعوث الاخير للتحضير للزيارة وان عرفات حمله رسالة وتحيات للرئيس الاسد وانه اعرب عن استعداده لقبول اي شيء نتفق علىه وباذن الله يؤدي الى هذه الزيارة باسرع وقت.

وتجدر الاشارة الى ان مصدرا سوريا مطلعا كان قد اكد لـ«الشرق الأوسط» قبل ثلاثة ايام، ان سورية تعتبر ان اتفاق اوسلو قد انتهى، وان مواقفها ثابتة وباقية على ما هي عليه من اتفاق اوسلو والقضية الفلسطينية والصراع العربي ـ الاسرائيلي وعملية السلام.