الملاريا الاستوائية تهدد أوروبا

بعوض «أنوفيليس بلومبيوس» تكيف لنقل طفيلي المرض

TT

ساعدت ايام الحر الرطبة التي شهدها صيف المانيا في السنوات السابقة على تكييف بعوض «انوفيليس بلومبيوس» (Anophele Plumbeus)، الذي يعيش في اوروبا، على احتضان ونقل طفيلي الملاريا الاستوائية والتسبب في نقل اصابات ملاريا محلية (غير منقولة) في تاريخ المانيا. واكدت صحيفة «اكسبريس» الالمانية الواسعة الانتشار امس ان وزارة الصحة الالمانية تبنت هذه النظرية اخيرا وتقبلت تحليلات معهد ابحاث الامراض الاستوائية الالماني الذي كان اول من اثار الشكوك حول الموضوع.

وجاء تقرير «اكسبريس» قبل ساعات فقط من زيارة الدكتور كلاوس ثيو شرودر وزير الدولة في وزارة الصحة الالمانية لمعهد برنهارد ـ نوخت الخاص بالدراسات الاستوائية. ويعتبر المعهد اكبر واحدث معهد الماني للدراسات الاستوائية ويأخذ على عاتقه مهمة ملاحقة اصابات الملاريا وايبولا ولاسا في المانيا والتعاون مع بلدان آسيا وافريقيا واميركا اللاتينية في مجال مكافحة هذه الامراض. واعلنت وزارة الصحة الالمانية عن مؤتمر صحافي حول زيارة الوزير الى المعهد من المتوقع ان يتطرق بالتفاصيل الى نتائج ابحاث المعهد المذكور.

وكانت منظمة السياحة الالمانية «فيت فور توريزم» اول من تطرق، وعلى اساس معلومات مستمدة من دائرة البيئة الاتحادية، الى تكيف البعوض الاوروبي من نوع انوفيليس بلومبيوس في السنوات الاخيرة وتطور استعداده لنقل اخطر انواع الملاريا المعروف باسم الملاريا الاستوائية (Falciparum Plasmodium). وتشير احصائية وزارة الصحة الالمانية الى اصابة 1000 سائح الماني سنويا بالملاريا اثناء الموسم السياحي الى بلدان اسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية. اما احصائية الاتحاد الاوروبي فتشير الى اكثر من 10 آلاف اصابة سنويا تؤدي عادة الى حدوث بعض حالات الوفاة.

وذكرت المنظمة السياحية في تقرير تحذيري موجه الى السياح الالمان ان التحقيقات الطبية التي اجريت في ميونخ كشفت مسؤولية بعوض انوفيليس بلومبيوس عن اصابة طفلين المانيين عام 1997 بمرض الملاريا في مدينة دويسبورج. ويبدو حسب هذه المعلومات، ان خبراء معهد الامراض الاستوائية في المانيا BNI يعتقدون ان صيف المانيا الحار ورطوبته عام 1997 وفرا الاجواء المناسبة لهذا النوع المحلي من البعوض لنقل طفيلي الملاريا الى الانسان، اذ اصيب الطفلان المذكوران بالملاريا رغم انهما كانا في المانيا ولم يسافرا في ذلك العام الى المناطق الاستوائية حيث ينتشر المرض. ولهذا فقد استبعد الاطباء ان تكون الملاريا قد استوردها الطفلان من الخارج او عن طريق نقل الدم حيث ثبت ايضا انهما لم يتلقيا أي دم خلال تلك الفترة.