مقتل 4 فلسطينيين وإسرائيلي في الضفة والقطاع و5 قذائف هاون تسقط على غيلو رغم احتلال بيت جالا

كتائب شهداء الأقصى التابعة لـ«فتح» تقتل ضابط احتياط قرب نابلس وتعد بالمزيد «انتقاما للقائد أبو علي مصطفى»

TT

تواصلت، الليلة قبل الماضية وامس، المواجهات والاشتباكات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الاسرائيلي في معظم مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة. واسفرت المواجهات عن مقتل 4 فلسطينيين وضابط احتياط اسرائيلي وجرح العشرات من الفلسطينيين. واعلنت كتائب شهداء الاقصى التابعة لحركة فتح عن مقتل ضابط الاحتياط. ورغم وجود جيش الاحتلال في بلدة بيت جالا القريبة من القدس المحتلة منذ ليل الاثنين الماضي، فان ذلك لم يمنع المسلحين الفلسطينيين من مواصلة اطلاق النار على مستوطنة غيلو المقابلة لها من الناحية الشمالية، بل ان الفلسطينيين اطلقوا على المستوطنة امس قذيفتي هاون، من دون ان تلحقا اي خسائر بشرية. ويرتفع بذلك عدد قذائف الهاون التي اطلقت عليها منذ الليلة قبل الماضية الى .5 وارتفعت حصيلة الجرحى في صفوف الفلسطينيين نتيجة القصف الاسرائيلي المتواصل على بيت جالا ومخيم عايدة المجاور لبيت لحم إلى 42، منهم العديد في حالة الخطر. وشرعت قوات الاحتلال في استخدام سكان بيت جالا دروعاً بشرية في مواجهة المسلحين الفلسطينيين، اذ تضع السكان في مقدمة القوافل العسكرية التي تتحرك في الجزء المحتل من المدينة. في غضون ذلك تقول الولايات المتحدة انها تبذل جهودا من اجل الانسحاب الاسرائيلي من بيت جالا ووقف اطلاق النار على غيلو. وقد اتصل السفير الاميركي في تل ابيب دانيال كيرتزر برئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون ووزير خارجيته شيمعون بيريس لحثهما على الانسحاب من بيت جالا. ويجري الاميركيون اتصالات مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الذي وعدهم بايجاد الوسائل لوقف اطلاق النار، غير ان الاسرائيليين يرفضون الانسحاب قبل التأكد من ان الفلسطينيين لن يعودوا الى اطلاق النار على غيلو. وخلال المواجهات المتفرقة، قتل 4 فلسطينيين وضابط الاحتياط الاسرائيلي وجرح العشرات الآخرين. وقتل صباح امس الفلسطيني حيدر جدوع كنعان الخطيب (26 سنة) من بلدة حزما، واصيب والده جدوع كنعان وشقيقه خضر بجروح عندما اطلقت مجموعة من المستوطنين النار من سيارة متجاوزة على سيارتهم، وهم في طريقهم للعمل داخل اسرائيل الى الشمال من عناتا شرق القدس المحتلة. واكدت مصادر طبية فلسطينية ان حيدر جدوع تحطمت جمجمته اثر ذلك. وذكر الوالد المصاب ان الحادث وقع بالقرب من موقع للجيش الاسرائيلي وانه توجه للجنود، طالبا منهم تعقب سيارة المستوطنين الذين اطلقوا النار الا انهم رفضوا ذلك واحتجزوا الجثة في السيارة لاكثر من ساعة. كذلك اعاقت دخول سيارة الاسعاف للمنطقة لنقل الجثة والجريحين. وفي جنوب طولكرم قتل عماد هزاهزة (19 سنة) وجرح ثلاثة من اقاربه، احدهم جراحه بالغة الخطورة، اثر قيام قوات الاحتلال باطلاق النار على مضارب للبدو بالقرب من قرية فرعون. واحتجزت القوات الاسرائيلية احدى سيارات الاسعاف التي كانت تقل احد الجرحى، مع انه كان يعاني من نزيف حاد في الصدر. وقتلت قوات الاحتلال الليلة قبل الماضية طاهر الدباس في رفح بعد اصابته برصاصة في الرأس. وزعمت قوات الاحتلال انها اطلقت النار على دباس (17 سنة) بينما كان يزرع عبوة ناسفة. وقتل احد عناصر الجهاز العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين اثر اشتباك مسلح مع الجيش الاسرائيلي بالقرب من معبر صوفا جنوب قطاع غزة. واعلنت كتائب المقاومة الوطنية الفلسطينية الجناح العسكري للجبهة مسؤوليتها عن هجوم احدى مجموعاتها على موقع عسكري للجيش الاسرائيلي في المكان، مستخدمة قذائف الانيرجا والاسلحة الاتوماتيكية والقنابل اليدوية، مما ادى الى وقوع اصابات مباشرة في موقع «العدو الاسرائيلي». وقالت الجبهة في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه ان دبابات الاحتلال تحركت في اعقاب ذلك وقطعت الطريق الواصل بين رفح وخان يونس، مشيرة الى ان كتائب المقاومة تصدت لها واشتبكت معها في معركة عنيفة اسفرت عن مقتل محمد سالم الحمراني. واوضحت ان هذه العملية «تأتي في سياق رد كتائب المقاومة الوطنية على جريمة اغتيال القائد الوطني الكبير الرفيق ابو علي مصطفى». وفي هذا السياق اعلنت كتائب شهداء الاقصى مسؤوليتها عن قتل ضابط احتياط في الجيش الاسرائيلي كان يقود شاحنة وقود قرب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية. وقالت الكتائب في بيان يحمل صورة عن بطاقة هوية ضابط الاحتياط الاوكراني الاصل باللغة العبرية، تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه من الضفة الغربية، ان «احدى مجموعات كتائبنا البطلة في نابلس قتلت الصهيوني المدعو اوليج سوتنيكوف في كمين فدائي بطل قرب قرية قرصين». واضافت الكتائب في بيانها «وعادت مجموعتنا الفدائية الى قواعدها سالمة بعد ان نفذت كمينها بنجاح». واعتبرت «شهداء الاقصى» ان هذه العملية تأتي «ضمن خطة مكونة من سلسلة من عملياتنا الفدائية التي تهدف للرد على اغتيال القائد ابو علي مصطفى وكل اساليب القمع والاستبداد التي تمارسها حكومة الاحتلال ضد شعبنا البطل كل يوم». وقال البيان ان كتائب شهداء الاقصى وعدت بالرد «وها هي توفي بوعدها، فكتائبنا اذا قالت فعلت واذا وعدت اوفت. ونحن اقسمنا قسم الاخلاص لدماء الشهداء. ان دماءهم الطاهرة ليست رخيصة ولن تذهب هدرا، واننا سنستهدف الصهاينة كبيرا وصغيرا وفي اي مكان». وعاهدت كتائب شهداء الاقصى بان تعمل بكل قوة وعزم واصرار ووحدة مع باقي الاجنحة العسكرية للفصائل الاخرى. واصيب اسرائيلي آخر بجروح، الليلة قبل الماضية، في شمال القدس بالضفة الغربية. واصيب الاسرائيلي برصاصة في بطنه، بينما كان في سيارة، يقوم بدورية امنية قرب مستوطنة كريات صفر بالضفة الغربية ليس بعيدا عن مدينة مودعين الاسرائيلية. ونقل المصاب الى مستشفى تل هاشومر في تل ابيب حيث وصفت جروحه بـ«الخطيرة». وفي قطاع غزة، استولت قوات الاحتلال لاول مرة على الطريق الشرقي بين رفح وخان يونس، وشرعت في تشييد موقع عسكري كبير على انقاض موقع للامن الوطني. وعلى الفور قام الجنود الذين تمركزوا في المكان على اعاقة حركة مرور الفلسطينيين الذين يستخدمون الشارع، الامر الذي ادى الى اختناقات مرورية كبيرة في المكان. وتوغلت 5 دبابات تابعة لجيش الاحتلال، صباح امس، في اراضي السلطة الفلسطينية في قطاع غزة ودمرت موقعين للامن الوطني قرب مستوطنة موراغ.