جهود إسرائيلية للتطبيع مع مصر في الرقص الشرقي تصطدم برفض الراقصات التعامل معها

TT

لم تيأس اسرائيل من محاولاتها الملحة والمستميتة لفرض التطبيع بكل اشكاله على الدول العربية، ورغم الفشل الذريع الذي منيت به هذه المحاولات في مجال الثقافة والفنون على وجه التحديد، وكان اخرها محاولة المشاركة في فعاليات مهرجان الاسكندرية السينمائي الدولي في دورته القادمة اوائل الشهر المقبل، والالحاح على ادارة المهرجان للدخول بفيلم انتاج اسرائيلي ـ اميركي مشترك، الا ان مساعيها التطبيعية مازالت مستمرة، بل وفي ازدياد.

آخر مجالات الفنون التي حاولت فيها اسرائيل فرض التطبيع وبكل الاغراءات، هو الرقص الشرقي، فقد ادركت انه من الفنون ذات الجماهيرية والانتشار، رغم الهجوم الذي يتعرض له بين حين وحين، فمؤخرا تلقت الراقصة فيفي عبده عرضا مغريا لتدريب مجموعة من الفتيات الاسرائيليات على الرقص، وكان العرض اكثر اغراء اذا ما قبلت السفر الى اسرائيل لاقامة عدة حفلات هناك، وهو ما رفضته فيفي عبده بلا تردد.

وقالت الراقصة المصرية لـ«الشرق الأوسط» ان هذا الرفض يأتي بناء على موقف عام، وأضافت «صحيح أنني راقصة ولست زعيمة سياسية لكني لدي قناعاتي السياسية، وآرائي التي لا تتغير وعلى رأسها رفض التطبيع أو أي شكل من اشكال التعاون مع اسرائيل». وقالت «ان الموضوع حساس بالنسبة لي على وجه التحديد، لاني متزوجة من رجل اعمال فلسطيني، ولي منه بنت هي كل حياتي، وفلسطين تعد بلدي الثاني، وعندما يأتي اليوم الذي تعلن فيه الدولة الفلسطينية المستقلة سأذهب مع زوجي وابنتي، اما قبل ذلك فالامر مرفوض تماما».

وتشير فيفي عبده الى انها تتلقى عروضا للرقص في اسرائيل منذ عهد الرئيس السادات، وتعرف انها مشهورة في اسرائيل، لكنها لن تقبل أبدا ان تذهب اليهم، فلو فعلت فهي ـ كما تقول ـ تبيع بذلك تاريخها ومواقفها، «ودم الشهداء الذي يسيل منذ بدء الانتفاضة».

وكانت الراقصة لوسي قد وافقت مؤخراً على اجراء حوار لصالح احدى القنوات الفرنسية، ثم فوجئت بعرضه على شاشة التلفزيون الاسرائيلي، الذي أوحى لمشاهديه انه سجل الحوار خصيصا احتفالا بعيد ميلاد لوسي الاربعين، مما دعا لوسي لاقامة دعوى قضائية ـ مازالت منظورة حتى الان ـ ضد القناة الفرنسية التي خدعتها، ولم تخبرها ان الحلقة ستعرض ايضا في التلفزيون الاسرائيلي.

وتذكر لوسي ان صحافيا مصريا معروفا بعلاقاته التطبيعية عرض عليها السفر لاسرائيل لكنها رفضت بشدة. وقالت: جاءني عرض اخر قدم لمدير اعمالي عن طريق متعهد، لاقامة 4 حفلات في اسرائيل مقابل 50 الف دولار للحفل الواحد، بالاضافة الى تكاليف السفر والاقامة، ومقابل مادي ضخم ايضا مقابل تدريب بعض الفتيات الاسرائيليات على الرقص سواء في اسرائيل أو في مصر ورفضت العرض.

وتؤكد لوسي انها مستمرة في مقاضاة القناة الفرنسية التي باعتها للتلفزيون الاسرائيلي، حيث تطالب بتعويض قدره 100 مليون جنيه عن الاضرار الادبية التي لحقت بها.

وتذكر الراقصة دينا انها تلقت عرضا بالسفر لافتتاح مهرجان للرقص في اسرائيل، مقابل مبلغ مادي يشمل تدريب 6 فتيات اسرائيليات على الرقص.

وتقول الراقصة المعتزلة منى السعيد: «وجهت لي اكثر من دعوة للرقص في اسرائيل في فترة احترافي للمهنة، ومعظم هذه الدعوات كانت تأتيني من راقصة اسرائيلية تحضر كثيرا الى مصر، ورفضت فأنا في النهاية مواطنة مصرية التزم برأي الاغلبية، والاغلبية دائما ضد التطبيع».

وتختتم الراقصة الشهيرة نجوى فؤاد الحديث قائلة ان لها وضعاً خاصاً بين الراقصات المصريات لانها من اصل فلسطيني ولا يمكن ان ترى دماء ابناء شعبها تسيل كل يوم ثم تذهب لتكافئ القتلة، وتسعدهم باقامة حفلات لهم.

وتشير الى ان هناك راقصات مغمورات قبلن السفر سعيا وراء المال، ولكن لا توجد راقصة مصرية أو عربية شهيرة توافق على تلك العروض مهما كانت الاغراءات لأنهن يدركن انها فخ لغرض التطبيع بالرقص الشرقي.